الفصل الثامن
- اجل .. حسنا .. الى اللقاء
عاد من العمل في وقت متأخر ليفاجأ بها تقف في المطبخ تتكأ على المنضدة الرخامية ترتدي غلالة نوم حريرية بلون العسل تصل لركبتيها .. مظهره منحنياتها بوضوح مستفز .. وقف ينظر لها بجوع غير ان ملامحه تجهمت واشتعلت داخله نيران الغيرة لتنشر السنتها لسائر جسده عند سماعه جملتها الاخيرة ... من الذي تكلمه بهذه الساعه المتأخرة ؟! وبهذه بحميمية !!!
ضيق عينيه وهو يراقب حركات يديها كان فيما يبدو انها تعد شيئا لتشربه قال بجفاء
- مع من كنت تتكلمين ؟؟
استدارت بسرعة وهي متسعه العينين وضعت يدها على قلبها ثم اطلقت زفيرا عميقاً.. منذ متى وهو هنا ... كيف لم تشعر بقدومه !! صوته الحاد جعلها تنتبه له مرة اخرى
- مع من كنت تتحدثين بهذا الوقت المتاخر يا زوجتي المصون !!
لوهله ارادت ان تخبره انها اتصلت بأفياء لتطمئن على صحة والدتها الا ان شعلة التمرد استعرت جذوتها ليظهر لهيبه من خلال لمعة عينيها وهي تلحظة نبرة الشك في صوته لقد عاد الى طباعة المقيته من جديد !! اجابته بهدوء مستفز
- وما شاءنك انت فيمن اتصل او مع من اتكلم ؟! مساعدتك التي قدمتها لي مشكورا لا يعطيك الحق بالتدخل بأمور لاتعنيك بشيء !!
اتسعت عيناه وهو يستمع لصوتها البارد المتحدي
قطع المسافه بينهما بخطوتين ليمسكها من ذراعها وهو يهزها صارخا بقوة
وكأنه بصرخته تلك يؤكد له قبل ان يؤكد لها احقيته بها
- ما شأني ؟! ما شأني ؟!! هااا تسألين ما شأني !! حسنا يا ابتهال هانم شأني اني زوجك .. زوجك ولست شوال من الارز في المنزل فهمتي ما هو شأني !!
هتفت تصحح له بقوة تعادل قوته
- مؤقتا !! زوجي مؤقتا .. الى ان يعود اخي سالماً .. لاعود الى منزل عائلتي واتحرر منك !
هذه المرة لم يحتمل اذ امسكها بكلتا يديه من ذراعيها يهزها بقوة جعلت شعرها الحريري الذي يصل لكتفيها يتناثر حولها بهمجية رائعة
- لن تتخلصي مني بسهوله ابتهال ليس قبل ان اقرر انا ... كم مرة علي ان اعيدها لكي لتفهميها جيدا !!
صرخت بعناد كانت تريد ان تتحداه بأيه طريقه
- سأحصل على حريتي وسأبدا حياة جديدة واكون اسرة واطفال وسترى ياااا
ضاعت وتلاشت باقي كلماتها وهو يبتلعها بشفتيه اذ التهم شفتيها ليقبلها بقوة وشراسة بينما داخلة نار حارقة انتقلت الى سائر جسده وهو يتخيل انها ستتزوج رجلا اخر غيره .. اصابه الذعر .. رغم سنوات عمره التي تخطت الثلاثين بقليل يصاب بالذعر من مجرد التفكير بأنها ممكن ان تكون في يومٍ ما على ذمة رجل أخر .. بين احضان رجل اخر !!
قاومته وضربت صدره بقوة تريد ان تتحرر من قسوة شفتية لكن مقاومتها لم تكن تؤثر فيه ابد وكانها تضرب جدارا صلباً ..
لم يهتم بل لم ينتبه لضرباتها الموجهه اليه كل همه هو ان يكمل التهامة لشفتيها التي يلمسها لاول مرة ... يده كانت تمسك رأسها بقوة بينما اليد الاخرى تحتضن خصرها كأنه قيد من حديد ...ملمس جسدها من فوق القماش الناعم جعلت رغبته بها تزداد .. ورحيق شفتيها افقده صوابه .. وتلك الرائحة المسكرة التي تفوح منها اتخمت انفاسه .. لم يتركها الا حينما تعبت وهدأت مقاومتها ... ابعدها ببطئ وهو يلتقط انفاسه المتقطعة ثم قال لها ببرود وعجرفة عكس رياح الرغبة التي تعصف داخله
- ستكون هذه اجابتي كلما تفوهتي بكلام مشابه او اذا فكرتي ان تتحديني مرة اخرى !
تركها وغادر بخطوات واثقة ... رغم الهدوء الذي عم المكان بعد العاصفة التي جرت بينهما الا ان بداخلها كان هناك صخب وضجج يدوي بقوة .. تراجعت لتتكأ على الطاولة وهي مطرقة الرأس شعرها مبعثر وجسدها ينتفض.. رفعت يدها لتلمس فمها بأصابع مرتعشة اغمضت عينيها لتتدحرج دمعاتها ببطئ ... كم حلمت بقبلته وكم تمنت ان تتسرب انفاسه الى رئتيها ويمسح بحنانه على جبينها ... ويشتعلان معا برغبة لا تنطفئ ولا تخبو جذوتها ... لكنه بغروره وقسوته يمحو كل حلم وردي كانت تحلمه برفقته كل ليلة .... همست بألم
" تبا لك يا سعد لماذا تطفئ كل بصيص من الامل داخلي وتدمر ببرودك واستبدادك احلامي التي رسمتها لك "
....................................
القوه في نفس المكان الذي تم القبض عليه بعد ان اعادو اليه مستمسكاته وملابسه ... التفت حوله بريبة اشعته الشمس كانت تحرق عينيه بينما ضجيج الماره كان يسبب له صداعا قويا ... الوجوه كانت ترمقه بغرابه وهم يبادلونه النظرات .. بدو وكانهم ينظرون له من عدسة مكبرة عيونهم كبيرة واصواتهم غليضة ومتتداخله غير مفهومة ... العرق تجمع على جبينه ورعشه استحلت جسده وكأن روحه تسحب منه استدار حول نفسه بضياع بينما يديه تضغط رأسه من الجانبين ليقع فجأة مغشيا عليه في وسط الشارع !
................................
عندما فتح عينيه كان كل ما حوله ابيض اللون رائحة المطهرات داعبت انفاسه ... نقل بصره في المكان ليرى والدته تجلس على كرسي مقابل له كانت تضع يدها على خدها وهي مستغرقه بنوم عميق .. همس بخفوت وبشفاه متيبسة
- ا..مي
همسته البسيطة جعلت والدته تفتح عينيها وهي تهتف بسعادة
- محمد ولدي ... حمدلله على سلامتك يا نور عيني
قالتها وانحنت تعانقه وتمطره بالقبلات المتلهفة ثم ركعت لتخر ساجده لله حمدا وشكرا لا تصدق للان كيف ومن اتصل بها ليخبرها ان ولدها يرقد في المشفى ..لتتصل مباشرة بأخيها وابنتيها ثم هراعت اليه كالمجنونه
اعتدلت قائلة بصوت مرتعش وهي تمسح وجهه بيديها
- حمدلله ... حمدلله ... كيف حالك يا ولدي كيف تشعر هل هناك ما يؤلمك .. هل انت جائع ... هل تريد ان تشرب
انحنت تعانقه من جديد تستنشق عطره وهي تمتم بكلمات متعلثمة وغير مفهومة بينما شهقاتها تتعالى دون ارادة منها كان محمد ينظر الى السقف بجمود دمعة واحده حرقت عينه ونزلت على جانب وجهه بينما اعتصر قبضته بقوة وقهر ... سعادة امينة حجبت عنها رؤية حالة الجمود التي اصابة ولدها كان كل همها هي انها تراه امامها وهو حي يرزق .. يكفي فقط انه يتنفس !
لم يمضي سوى دقائق ليدلف خاله ومعه ابتهال وافياء التي القت نفسها بأحضان اخيها قائلة ببكاء طفولي
- اخي .. لا اصدق انك عدت الينا سالما ..
بينما ابتهال قبلت جبينه بصمت وهي تبتسم من بين دموعها قائله بهمس حار
- حمدلله على سلامتك اخي لقد انرت الدنيا بعودتك
لم يكن محمد يسمعهم وكأنه بوادٍ اخر ينظر لهم وهم يتكلمون دون صوت وكانهم اناس غريبين عنه لا يعرفهم ...
تراجعت افياء لتهمس بأذن شقيقتها قائله بتوجس
- مابه محمد يا ابتهال ... انظري له انه لا يتكلم ولا ينظر الينا عيناه جامدتان وقاسيتان
اجابتها ابتهال وهي تمسح دموعها
- لا بأس سيكون بخير يحتاج الى القليل من الوقت فقط وسيعود مثلما كان اصبري افياء فما مر به ليس قليلا
نظرت لها افياء بفضول ثمقالت
-وكيف تعرفين ما مر به ؟!
اجابتها بأرتباك
- الامر واضح انظري للكدمات التي تملئ وجهه
اومأت بالموافقة ثم همست بالم
- اجل معك حق.... ياربي اخي المسكين ترى مالذي حصل له !
كان محمد يتذكر اليوم الذي استدعاه فيه السجان قائلا
- انهض يا محمد الضابط يطلبك
نهض بتعب ثم تبعه باستسلام مذل وعند وصوله الى مكتبه ادخله الحارس بسرعه ... كان هونفسه الضابط رشدان الذي امر بتعذيبه لينتزع منه اعترافاً هو بريئ منه فقد سمع الجنود ينادوه بهذا الاسم لوهله فكر محمد بانه سيأمر بقتله لكنه تفاجأ بنبرة صوته الرخيمة وهو يقول بهدوء لا يمت للاسف بصله
- الحقيقة ايها الاخ محمد انا لا اعرف كيف ابدأ الحديث معك لكنني اسف لكل ما تعرضت له فقد تم احضارك الى هنا خطأ لم يتقصدوه فقد صدف ان شابه اسمك اسم مجرم ارهابي كان مطلوبا للعداله ولسوءحظك فهو يحمل اسمك الثلاثي لكننا تحرينا وعلمنا انك لست المقصود لذلك سيتم استجوابك من قبل قاضي التحقيق وسيكتب لك اذنا باخلاء سبيلك
كان محمد يستمع له بذهول وكل كلمه ينطقها كانت طلقات تخترق رجولته كبرياءة وعزة نفسه ... كل التعذيب والضرب المبرح والاهانات التي تعرض لها بسبب تشابه في الاسماء !!!!!!
وقف رشدان واتجه نحوه وبعينيه نظرة محذرة قاتمة سوداء تماما كروحه المشوهه ليقول بفحيح حمل بطياته تهديدا صريحا كان اكثر من كافٍ لبث الرعب داخله ورسم الاف السيناريوهات الماساوية امامه
- اتعلم ان تفوهت بكلمه عن التعذيب الذي تعرضت له ماذا سيكون مصيرك ؟! لن اقول لانك لن تريد ان تعرفه صدقني !!
......................................
بعينان تتدفقان انهارا من السعادة وبعفوية تامه وحماس مطلق كانت تخبره عن اخيها ومكان وجوده وكيف اطلقوه سراحة ما ان تمت تبرئته وظهر سوء الفهم ..هو كان يعلم ... فلقد تم ابلاغ والده عن مكانه وسبب تواجده هناك لكنه لم يخبرها تعمد اخفاء الخبر عنها ريثما يجد طريقة لاخراجه لم يكن يريد ان يسبب الحزن لها ... غير انه تفاجأ بخبر خروجه حمد الله بسره هاهي الفرصة قد حانت ليفاتح والده بأمر الخطبة .. ختمت حديثها بتنهيدة عميقة وهي تقول
- الحمدلله .. لا اصدق للان ان اخي قد عاد الى المنزل وهو بأتم صحة وعافية
انحنى بجذعه قليله وشبك اصابعه على الطاولة قائلا بصوت اجش
- اذن الان لايوجد ما يعيق !!
اجابته ببراءة
- يعيق ماذا ؟! لا افهم ما تقصده !!
اجابها بغمزة جعلت وجهها يتوهج احمرارا وكأنه سينفجر
- يعيق الخطبة .. سأفاتح ابي بالأمر لنأتي لزيارتكم وننول الموافقة والرضى
ضحكت بخجل وهي مطرقة الرأس ثم قالت بخفوت
- لازال الوقت مبكرا
هتف بستنكار
- مبكرا !!!! كلا ارجوكِ افياء لقد انتظرت وقتا كافيا والان يجب ان اتحرك بسرعة انا لا اطيق الانتظار
ابتسمت برقة فبانت غمازتها التي اوقعته وحطمت اسواره بثانية واحده ..لتجيبه بخجل
- فقط عدة ايام فأخي يعتكف غرفته لا يخرج منها ابدا
تنهد بنفاذ صبر
- حسنا افياء سأنتظر لكن لوقت قصير ... اريدك في منزلي في القريب العاجل .. صدقا انا لم اعد اتحمل
ارتبكت وهربت نبضاتها وهي تلتفت حولها في الكافتريا ظناً منها ان كل من حولهم قد سمعو غزلة الصريح .. انه متهور ومندفع جدا وهذا ما يخيفها تخشى ان يكون حبه لها مجرد رغبه ممكن ان تزول بعد ان يتزوجها !
انه وسيم جدا وغني وبه كل الصفات التي تؤهله الزواج بمن هي اجمل منها مئات المرات لكن لماذا هي !! لماذا اختارها من بين مئات الفتيات في الجامعة اللاتي هن على اتم الاستعداد لرمي انفسهن تحت قدميه ... لاتنكر انها كانت سعيدة بل تكاد تطير سعادة عندما اخبرها برغبته من الزواج منها .. لكنها لاتستطيع ان تمنع الخوف الذي يتسلل داخل قلبها بأستمرار تشعر بحدوث شيء سيئ لها ولا تعرف ماهو !!
......................
..............................................
كانت تقف امام الطاولة في المطبخ تسكب القهوة في الفنجانين عندما سألت والدتها
- كيف اصبح الان امي ؟!
اجابتها والدتها بتعب
- لازال على حالة الجمود والصمت فقط تكلم ببضع كلمات اخبرنا فيها عما جرى له في تلك الايام التي غابها عنا ثم عاد لصمته
نظرت لها ثم اكملت بألم
- وان زاره احدا ما يطرده او يستقبلهم ببرود وقسوة حتى الحاج فرج عندما اتى لزيارته مع زوجته عاملهم بوقاحة .. كم انا خجله من تصرفه
همست ابتهال بهدوء
- لا بأس امي بالتأكيد الحاج سيعذره محمد يحتاج منا ان نصبر عليه وانا على يقين بأنه سيعود كما كان
زمت شفتيها تفكر بحيره .. كيف ستفاتح والدتها برغبتها في الانفصال عن سعد ...كيف واخيها يتصرف بأسلوب وقح وفج وكأنه ليس اخاها البشوش !!
تفاجأت اليوم حينما طلب منها سعد ان تجهز نفسها لانه سيأخذها ليذهبا لزيارة اخيها تعجبت ولم تصدق اذنيها !! فمنذ الشجار الاخير الذي دار بينهما عند عودتها من المشفى ... كان يجلس في الصاله يضع ساق وفوق الاخرى ووجهه استحال الى ستاره سوداء من الغضب ما أن رأها تدلف حتى هب واقفا وهو يهتف بعنف
- اخيراً شرفتي يا مدام !!
نظرت له برعب بينما ماتت الكلمات على شفتيها وهي تراقب اقترابه البطيئ منها وكانه حيوان مفترس على وشك التهامها ... وقف امامها بطوله الفارع ليكمل بشراسه
- اين كنت يا هانم الى هذه الساعة انا في المنزل منذ الحاديه عشر صباحا وانظري الان انها الرابعة عصرا
اجابت بهدوء وهي تدعي اللامبالاة رغم رعبها
- كنت خارجه
هدر بعنف وهو يمسك ذراعها بقسوة
- تبا لك يا امرأه اعلم انك كنت في الخارج .. اعترفي اين كنت والا اقسم ان اليوم هذا لن يمضي على خير
اجابته بانفعال وبداخلها تشعر بالنقص والرخص بسبب شكه الدائم بها
- ماذا تعتقد !! اين كنت ؟! مع عشيقي مثلا اهذا ما تريد ان تسمعه مني !!
غرس اصابعه القويه بذراعها اكثر وعيناها تشتعل بغضب
- لو كنت اشك بذلك بمقدار ذرة لكنت دفنتك قبل ان تقفي امامي هنا .. تكلمي بسرعة اين كنت ؟!
صرخت بقوة وقهر بينما ينابيع دموعها تفجرت بسبب جرحه المستمر لها
- كنت في المشفى
ارتخت اصابعه قليلا مما جعلها تتراجع بسرعة الى الخلف ليقول بلهجه بدت مهتمة
- لماذا ذهبت الى المشفى هل تشكين من شيء
اجابت وهي تمسح دموعها
- اخي محمد عاد وهو الان يرقد في المشفى .. ها قد عرفت .. هل ارتحت الان.
تركته مسرعة بينما شهقاتها تصل لاذنية كانها سياط تجلد روحه وقلبه
عادت من رحله افكارها القاتمة وهي تتنهد و تنظر لوالدتها التي قالت برجاء
- اتمنى ان يستطيع سعد اقناعه بالعوده الى العمل ونسيان كل ما جرى له
لتكمل بمرارة
- حسبي الله عليهم الى متى يبقى الوضع هكذا متدهورا ؟!
كيف ستخبر والدتها بعد هذا الكلام الذي تقوله لها بانها تريد الانفصال ؟! ليس امامها خيار الا التأجيل قليلا وليكن الله بعونها ... اجابت والدتها وهي تحمل صينيه القهوه
- كل شيء سيكون على ما يرام امي لاتقلقي
تمتمت والدتها بتضرع
- اتمنى ذلك
قالت ابتهال وهي تخرج من المطبخ
- سأخذ القهوة لهم
...............................
............................................
- اعرف انك عانيت الكثير في الحبس يا محمد لكن والدتك واخواتك لا يستحقون منك هذا التجاهل والبرود حاول..
قاطعه محمد بغضب وتنفسه يعلو ويهبط من النار التي نشبت بصدره ولا يظنها ستنطفئ ابدا
- تعرف !!!!! انت تعرف اني عانيت الكثر ؟!!!
هز راسه بمرار وقال بحقد
- انت لاتعرف شيئا ... لاتعرف ماذا يوجد خلف تلك الجدران السوداء عندما تحتجز في غرفه صغيرة ومظلمه لا يواسي وحدتك الا اصوات المعذبين وهم يستنجدون ويطلبون الرحمه ... انت لا تعرف شيئا عن تلك الضربات والاهانات التي وجهت لي دون وجه حق .... لاتعرف عن مشاعر الخوف وانا اسمع وقع احذيتهم وهم يقتربون من زنزانتي وانا اعرف ما ينتظرني .. انت حقا لا تعرف شيئا واسأل الله ان لاتعرف ما عرفت ابدا !!!!
كان سعد ينظر له بشفقه وتعاطف ذلك المحمد البشوش تشوهت روحه واصبح باردا يقطر حقدا ومرارة ... ماذا فعلو به ليصبح هكذا !!
. هم بالكلام غير ان دخول ابتهال قاطعه ... دلفت وهي تحمل صينيه القهوة قدمت فنجان لزوجها واستدارت لتعطي الفنجان الاخر لاخيها الذي اجابها ببرود وهو يريح ظهره على الوسائد
- لا اريد شكرا لك ِ
ابتسمت بشحوب ونقلت نظرها لوجه سعد الصامت .. وضعت الصينة على الطاوله وجلست قرب اخيها
- كيف اصبحت اليوم
نظر لها واجابها بسخريه
- تماما مثل امس لا جديد
ابتلعت ريقها بصعوبه ورسمت ابتسامة ناعمة على شفتيها قائله بحنان
- لا تهتم اخي وحاول ان تنسى عد لنا محمد الذي نعرفه ... الله سياخذ حقك وحق كل مظلوم ثق بذلك
نقل نظراته الى الامام قائلا بصوت اجوف
- انسى !!! اجل انسى .... سأخذ بنصيحتك اختي وانسى
ثم قال بوقاحة وهو يحاول التمدد
- اخرجا من غرفتي رجاءا اريد الراحة قليلا .. والافضل ان تغادرا المنزل كله
اختفت ابتسامتها بسرعة وشعرت بجرح كبير بكرامتها اخيها يطردها امام زوجها وهي التي عقدت الامال على عودته ... لكنها ستعذره هو لازال يعاني من صدمة ماحصل له .. وقف سعد قائلا بهدوء وكانه لم يسمع ما تفوه به اخيها
- هيا ابتهال فلندع محمد يرتاح قليلا وانا متاكده بانه سيتصرف التصرف الملائم
رغم العلاقة المتوترة معه ورغم رغبتها الدائمة بأن تتحداه .. الا انها اطاعته وخرجت بينما قلبها يتمزق الما لأجل اخيها وما حل به !
............................
.................................................. ....
كان كلا من والديه يجلسان في الصاله عندما توجه فارس اليهما ليفاتح والده بموضوع الزواج خاصه وان اخيها قد تم اخراجه من السجن ... جلس على الاريكة المقابله لهما .. كان والده يقرء كتابا بينما والدته تشرب القهوة ... قال بهدوء
- ابي اردت ان اتكلم معك بأمر ضروري
اغلق والده الكتاب و ازاح نظارته قائلا بتسأل
- تفضل يا ولدي ماذا تريد ؟!
اجلى حنجرته ونظر لوالدته التي اولت انتباهها له هي الاخرى ليقول بابتسامة واسعه
- قررت الزواج !!انتهى الفصل
أنت تقرأ
احلام موؤدة لكاتبة رقية سعيد القيسى
Roman d'amourبين التهور والعقل خطوة واحدة خطأ بسيط يحول حياة الانسان ويتحكم بمصيره بلحظة خاطفة يصبح الملاك شيطان فيتلبسه وحش الانتقام وتعصف بقلبه رياح الظلمات وعندما ينتهى كل شئ لايبقى غير بقايا