الخاتمة
جرت مراسيم الزفاف كالحلم بالنسبه لافياء كانت ابتهال رغم حملها المتعب ترافقها لشراء كل ما يلزمها فقد اصر فارس على اتمام الزواج بسرعه فهو لم يعد يطيق الابتعاد عنها .... اقيم الحفل في افخم الفنادق واشهرها في المدينه ... ارتدت افياء فستانا للزفاف مرصع بالالى والكرستال مع حجاب ابيض وطرحه كلاسكيه امتدت على طول ظهرها كانت رائعه بحق ... بينما ارتدت ابتهال فستانا خاص للحوامل مظهرا حملها الذي اوشك على نهايته ...
كانت تجلس على احدى الطاولات المنتشرة في القاعه تراقب شقيقتها بحب بينما سعد يرمقها بنظرات عاشقه يختلس النظرات لبطنها المكور الذي يحوي بذرة حبهما ... لا هم له الا اسعادها وتلبيه رغباتها وهي لم توفر جهدا لتتدلل وتتغنج له بطريقه تفقده رشده وتعقله
حضر جميع الأهل والأصدقاء حتى ريم وهاني اللذان تزوجا قبلهم ببضعة اشهر وكذلك وسناء وبعض اصدقاءهم في الجامعة همست وسناء لريم قائلة
- اين سوسن ؟! لماذا لم تحضر ؟!
اجابتها ريم ساخره بينما نظراتها المحبه معلقه على افياء
- لقد اتخذت من سفرها حجة ... لتمتنع عن الحضور ...بعد ان فشلت كل مخططاتها للايقاع بفارس ..
لتكمل بلاميالاة
- اتعلمين ! ربما سفرها افضل للجميع فأمثال سوسن لنتكف عن بث سمومها وحقدها ابدا
غمغمت وسناء توافقها
- معك حق !.
..................
.................................
دلفا الى جناحهما الخاص وفارس يكاد يحلق في الفضاء من شدة سعادة ابتسمت له برقة ليتقدم منها قائلا
-حمدلله الذي جمعنا في منزل واحد اكاد لا اصدق انك امامي زوجتي لي وحدي
ابتسمت بصمت ليقول بصوت متحشرج وهو يمسد كتفيها هابطاً ببطئ الى مرفقيها
- تكلمي افيائي اريد سماعك ارجوك افتقد صوتك بشدة !!
اجابته بصوت هامس خجل وهي تسبل اهدابها
- وانا ايضا لا اصدق
همس بصوت مماثل لهمسها
- بل صدقي حبيبتي نحن معا اخيرا
ليكمل وهو يرفع وجهها وشفتيه تكاد تلمس شفتيها
- احبك افيائي
نظرات له ببراءة اشتاق لها باشتياق فاق اشتياق المهاجر الى ارض الوطن .. تجول ابهامه على وجنتها الناعمة وشفتيها الصغيرتين التي طعمهما المسكر لم يغادر فمه الى الان ..ابتلع ريقه و ابتعد عنها قائلا بصوت متحشرج
- هناك امر يجب ان تعرفيه افياء
نظرت له بتسأل ليكمل قائلا
- وايا كان قرارك سأتقبله
تخلص من سترته وربطة عنقه ثم حل ازرار قميصة الابيض ليخلعه ببطئ ثم استدار ليولها ظهره ... ليظهر لها ذلك الجرح الغائر الممتد ابتداءا من اعلى رقبته انتهاءا بمنتصف ظهره ...همس لها وهو لايزال يقف متصلبا يوليها ظهره
- والان .... أفيائي الازلت ترغبين بي زوجا ؟! انا سأ...
وقبل ان يكمل شعر بقبلة كأنها رفرفة فراشة لمست جرحة ... اقشعر جسده وخفق قلبه بقوة عندما احس بها وهي تضع وجنتها المبللة بالدموع على ظهره قائلة بهمس عاشق
- احبك فارس بكل حالاتك ... كيف تفكر انني ممكن ان ابالي بجرح سخيف مثل هذا ...انت وحدك فقط امتلكت قلبي ومنذ...
استدار بكليته تجاهها واحتضن وجهها بين كفيه ماسحا دموعها بابهامه ..ثم قال بمكر محبب
- اعلم منذ اليوم الاول الذي جأت فيه الى الجامعة
ضحكت بخجل وتعجب وهي تقول من بين دموعها
- كيف علمت ؟!
همس بشوق وهويركز على شفتيها
- فيما بعد سأخبرك كل شيء فامامنا العمر كله يا حبيبة
هبط برأسه يقبلها بجوع كما يفعلها يوميا باحلامه ... امتزجت انفاسهم كمل احدهما الاخر ليبدا حياتهما الزوجيه بالمحبه والتفاهم والموده
بتلك الليلة استطعم فارس طعم الزواج الحلال الذي شرعه الله واحس بالراحة لانه لم يتهور وينقص من قدر محبوبته وقدره .........
مالحياة الا رياح تهب علينا بين حين واخر لتقذفنا من مكان لمكان ... احيانا تكون عاتيه تكاد تقتلع جذورنا واصالتنا ...و احيانا تكون مخادعه توهمنا بالامان بينما تحمل بطياتها عاصفة مدمرة .. واحيانا هادئة وعذبه تصل بنا الى الراحة الابدية .....تمت بحمد الله
أنت تقرأ
احلام موؤدة لكاتبة رقية سعيد القيسى
Romanceبين التهور والعقل خطوة واحدة خطأ بسيط يحول حياة الانسان ويتحكم بمصيره بلحظة خاطفة يصبح الملاك شيطان فيتلبسه وحش الانتقام وتعصف بقلبه رياح الظلمات وعندما ينتهى كل شئ لايبقى غير بقايا