أتتحداني؟ -موت بشفتيك؟

2.2K 66 25
                                    

يدٌ بيضاء امتدَتْ ذاتَ مرة في الحلمٍ
زرعَتْ بجانبِ قلبي
قلباً آخرَ
منذُ ذلكَ الحلمُ
وأنا بكلا القلبين
أحبُّكِ.

-----

كان الجو أكثر برودة ورياحًا يومًا بعد يوم لكن يبدو أن ستيف لا يهتم بالأجواء أو بالعالم

سأل يريد الذهاب في نزهة على الأقدام بالتأكيد لقد أجبت أردت أن أخبره بشدة أنني سأفعل أي شيء معه لمجرد أنه كان بجانبي وأمام ناظري

ولقد أرادني بجانبه وهذا الشيء بعثر كياني بالكامل

بينما كنا نشق طريقنا عبر الممرات والشوارع ويبدو أننا نحاول الهروب من هذه المدينة المملة وجدنا أنفسنا محاصرين داخل حديقة صغيرة على الرغم من أنني لم أمانع كثيرًا لأن الأشجار والأوراق المتساقطة كانت مشهدًا جميلًا حتى لو لم يتقارن بصديقي الذي وقف دون قصد أمامي

شعرت أن ساعات قد انقضت منذ دخولنا الحديقة ولكن ربما كان هذا بسبب حقيقة  الأشجار تغطي السماء وكانت الممرات مربكة للغاية بالنسبة لشخص مثلي لمواكبة ذلك كنت أعتمد على ستيف لأكون مدرك لمكان وجودنا لأنني حسنًا لم آت أبدًا إلى هذا الجزء من المدينة - وبحق نظرًا لأن هذا الجزء من مانهاتن يبعد ساعة ونصف سيرًا على الأقدام عن منازلنا أو رحلة تاكسي لمدة عشرين دقيقة

شققنا طريقنا في مسار جانبي مسار ضيق غير مزدحم بالاشجار على الإطلاق ومغطى بأوراق من كل لون توقف ستيف أمامي ودار وجهه النعيمي الي ضاحكًا أخذ يدي وسحبني معه وهو يركض لم أستطع إلا أن أبتسم للخلف ونحن نجري عبر أكوام من الورق

شاهدته وهو ينظر إلى محيطنا بمثل هذا العجب للطيف الذي لا يمكن تفسيره الريح التي تسري من خلال شعره الملون المتغير بطريقة هالكة ووجهه يضيء مع كل مشهد تقع عينه عليه

سحبت ذراعيه بسرعة واصطدمت به بالكامل وكادت أن ألقيه على الأرض عن طريق الخطأ بسبب سحبي المفاجأة له أمسكت به بسرعة وسحبته لجسدي ولم أفكر في التأثير اللاحق لأفعالي

بقيت الابتسامة على وجهه بينما سقطت أبتسامتي على الأرض وذبلت مع الأوراق لمعت عيناه الزرقاوان الجميلتان وكأنهما مليئتان بشيء لم أستطع حتى وصفه شعرت وكأنها كانوا الشيء الوحيد ذو اللون الحقيقي من حولي حيث رأيت كل مبنى وغيمة وشارع وسيارة كان رماديًا وكل شجرة وأوراق وممر كانا أسود اللون

وكأنه سرق اللوان الحياة و وضعها بعيناه!

لحسن الحظ لم يلتقط تلك النظرة المرصعة بالنجوم في عيني وأنا أحدق به لكنه سرعا ما يرفع رأسه و تومض نظرته من عين إلى الاخرى وهو يحاول قراءتي

لماذا أجررتني ؟" تساءل بشكل تصادمي وأثار دهشتي واستيقظت من تأثير عالمي والتي هم عيناه

دفعته على الفور وشاهدت وهو يسقط في الأوراق الأشجار شبه ناعم أجبته متجاهله سؤاله "آسف"قلت ضاحكا

وقف و أزاح الغبار عن ملابسه وهو يحدق في
وجهي بشكل هزلي"أأتريد قتال بوكي بارنز ؟"

"هل هذا تحد ؟" أجبته واقتربت منه

"ماذا لو كان كذلك ؟"دفعني بصدري بيداه

عضت شفتي محاولًا قتل هذا الشعور الشرير الذي يجبرني على الإمساك به في وضح النهار وسحق شفتيه الشقية ضحكت"أذن أنت رجل ميت الان روجرز"

حدقت في عينيه وحاول أن يبدو قاسيًا عندما جاء إلي لكنني اعترضته بسهولة وقيدته في مكانه هناك حتى يعرف من كان على وشك الفوز بهذا القتال الهزلي شاهدت القليل من الخوف يجتاح وجهه قبل أن أسحبه معي على الأرض

لقد حاول أن يصارعني لبضع دقائق بينما كنا نتدحرج دون أن أؤذيه عبر الأوراق المنتشرة على طول هذا الطريق الجانبي

في النهاية بعد أن أدرك أنه لن يفوز أبدًا بهذا القتال  ضدي بدأ يضحك بهذه الضحكة اللطيفة المعدية - لم أستطع إلا أن أضحك انا ايضا

انتهى بي الأمر فوقه ممسكًا بذراعيه لأسفل على جانبي رأسه بينما كنا نضحك في الحديقة بمفردنا

بينما كنت مشتتًا تمكن من إلقائي إلى الجانب والاستلقاء هناك في مواجهتي حتى يقول أننا تعادلنا استدرت لمواجهته ووجدت أننا كنا أقرب مما كنت أتوقع - كان أنفه يلامس أنفي استنشقت بحدة بينما تلاشت الابتسامة في وجهه تومض عيناه إلى أسفل على شفتي للحظة وأردت أن أمسك وجهه وأسحق شفتيه التي كانت تصرخ حتى اعنفها

"أنا-" تلعثمت

"مممم-أعتقد-"قلت أتتات

"نعم أعتقد أننا يجب-"قال وهو متشتت توقفت ونظرت إليه مرة أخرى لقد انتظر حتى ابعد وجهي انا وقد كان مترددا في الابتعاد كما كنت

"أعتقد أن أمي أرادت عودتنا لتناول طعام الغداء" أنهى كلماته بصعوبة وأبتلع

أجبته وأنا أقف "صحيح" مددت يدي ليأخذها وقد فعل "ربما يجب أن نعود الآن إذن"

"ربما نعم" بدأ مترددًا تقريبًا عندما شقنا طريقنا للخروج إلى أرصفة الشارع بالطريقة التي دخلنا بها


special october | (مترجمة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن