الجلسة الأولي.
15/1/2016
5:20 AM«إذن أتريد أن تقنعني أنه لا يوجد كراسي كهرباء مخيفة من العصور الوسطى ولا حقن كبيرة لثقب جماجم المرضى لإخراج الشياطين منها هناك!»
يصرخ بعدم تصديق لأبعد الهاتف عن أذني سريعًا بضجر.
«آسف لتخييب آمالك سيد مالك لكن لا، لا يوجد لعنة من العصور الوسطى ولا جماجم تُثقب هناك.»
«ماذا عن جثث الأطباء المدفونة في الحديقة، هل وجدتها؟»
رغم إرهاقي الشديد، لكن ضحكت في النهاية على غبائه وهوسه بإشاعات الانترنت.
«بحق السماء حتى وإن كانت هناك جثث في الحديقة، كيف سأعرف بوجودها؟ ماذا تظنني؟ كلب!»
لما لا يفكر في كلامه اللعين قبل أن يخرجه.
«إنها مصحة مثل غيرها، يعتنون جيدًا بالمرضى هناك، والأطباء نوعًا ما... طبيعيون، ربما ليس جميعهم، هناك بعض منهم مختلون مثلك، لكن غير ذلك طبيعي.»
أتكلم بتعب ملقيًا بجسدي على السرير في النهاية، نعم كل الأمور طبيعية وبخير أحتاج إلى الاسترخاء فقط.
«إذا كان كل شيء بخير والمنزل الذي وجدته لا بأس به، لما مازلت تعاني من الأرق؟»
يتكلم بجدية ويرجع لطبيعته بعيدًا عن ذلك الرجل المهووس بالإنترنت وأفلام الرعب.
وبكل صدق لا أملك إجابة على هذا السؤال.«لا أعاني من الأرق من قال هذا؟ أنا بخير.»
«حسنًا يا سيد أنا بخير، إذا كنت ستكذب بشأن أرقك فافعل ذلك في الغد، لأن لا أحد طبيعي يتصل في وقت كهذا.»
يصرخ مجددًا ويبدو أنّي أيْقظته من نومه، وبالنظرِ للساعة الآن فبالطبع فعلت.
«إخفض صوتك، رأسي تؤلمني.»
«آخر مرة رأيتك فيها منذ يومين كنت تبدو كالأموات الأحياء، حاول النوم قبل ذهابك للعمل، تصبح مخيف وتفقد التحكم بأعصابك عندما يصيبك الأرق.
لا داعي لأذكرك بأرقك كل مرة.»يلمّح على ذلك الحادث وسبب نقلي، وهو يستمر بفعل ذلك كل يوم، وكلما أتاحت له فرصة، وصدقًا لا أمتلك حق الاعتراض.
«لحظة هناك شيء بمناسبة التحكم بالأعصاب، هيذر جاءت لرؤيتي البارحة، كانت تبكي، قالت أنها لم تعرف أن الأمور ستصل لذلك الحد، وأنها ستتكلم مع والدها ليرجعك المشفى.»
يتحول القلق في صوته لضجر في نهاية كلامه ويجعلني أقلب عينيّ.
«أصبحت أشعر بالملل من هذا الاسم، لا أريد سماعه مجددًا، وبعد أن انتهي من العمل في تلك المصحة سأترك الطب وبريطانيا بأكملها وأذهب، أخبرها بذلك، وإياك وإعطائها هذا الرقم أو إخبارها بمكاني.»
أنت تقرأ
Bitter Caramel || ّكَـرَامِـيـل مُـر {H.S}
Gizem / Gerilim-الأهم من معرفة متى يصبح الكراميل مر والعسل سام، أن تتعلم كيف تهرب قبل فوات الأوان. «عَـامْ 1999 نَـشـرتْ صَـحِـيـفة (The Times) البريطانية مـقـال بـعـنـوان (شَـيْـطَانٌ بَـجَـسـدِ طَـفْـلَـة) بـصـورةٍ لـطـفلة فِـي الـسـادسة منْ عـمرها، مُـلـطَـخـة...