كان دوق روس يتأمل كروم العنب خاصته خلال عودته إلى قصره برضى وسرور .
إذ بدا واضحاً من أنه سيكون هناك محصول وافر .
وأدرك كذلك أنه سيشارك سروره هذا من عمل في هذه الأرض .
لقد كان يمتطي إحدى أجمل الخيول التي أشرف على تربيتها هو شخصياً والتي كانت حديث الناس في فرنسا . ورغم ذلك لم يكن راضياً ، لأنه يريد خيول أجود للمباراة ، وكان متأكداً من أن إيرل غريتسوود يستطيع مساعدته على تحقيق هذا .
وقد كان حلمه أنه في يوم من الأيام سيكون مالك للخيول التي تفوز ليس فقط في فرنسا بل أيضاً في انكلترا وفي أي بلد آخر .
وخلال زيارته لهنغاريا ، استعلم عن أمور كثيرة لم يكن ملماً بها من قبل ، وهو يعتقد أنه من المثير مناقشتها مع الإيرل .
نظر الدوق أمامه ليري قصره مظللاً بفيء الأشجار التي تنبت من عمق الأرض الصخرية وترتفع عاليا .
ولـم يسبق لـه أن رأى في أي مـكـان آخـر فـي الـعـالـم هذا التناقض المذهل بين العمق والارتفاع كما في دوردون و في منخفضات أخرى ، كما هو الحال هنا , تزرع كروم لعنب من أفخر الأنواع الفرنسية .
لكن المرتفعات الصخرية الشاهقة كانت تبعد أي مظاهر محتملة لوجود بشري .
مما جعل الدوق يعتقد أن الفلاحين محقون في اعتقادهم بأن هذه المرتفعات تسكنها حيوانات غريبة.
تابع الدوق سيره من الأرض المنخفضة صاعداً نحو قصره ، وكلما اقترب ، كان يتضح له أكثر فأكثر انعكاس أشعة الشمس المتراقصة على صفحة الماء في النافورة هناك .
ولطالما خالجه شعور بأن روعة قصره لم تتوقف يوما عن دهشته ، رغم تجوله المتكرر إلى باريس وإلى اماكن أخرى من العالم .
لكنه كان يدرك لدى عودته أنه ينتمي إلى هذا المكان وما إن تـوقـف أمام المدخل الخارجي للقصر حتى رأى السائس بانتظاره ، وعندما ترجل عن فرسه ، قال دوق " لقد أحسنت أكيـيـن أداءها اليوم . »
فإبتسم السائس وكأن كلام الدوق كان بمثابة مجاملة له ، ثم أخذ الفرس إلى الإصطبل .
سار الدوق ببطء متسلقاً الدرج ليدخل بعد ذلك إلى الردهة الكبرى حيث كان بانتظاره أربعة من الخدم أعطاهم قبعته وسوطه وقفازاته قبل أن يقول كبير خدم ، مايجردومو : « إن كونت تيفيير بانتظارك في القاعة صغري ، يا سيدي . "
1 فظهر في عيني الدوق بعض من علامات الامتعاض لأنه لم يكن يتوقع لقاء ابن أخته من أبيه .
لقد كانت تكبره بسنوات عدة بسبب كونها الابنة الوحيدة من زواج والده الأول ، وهو يشك في سبب حضور هذا القريب إلى قصره .
ومشى مع ذلك ببطء نحو باب القاعة الصغري، لم يكن هناك ما يستطيع فعله حيال ذلك .
فهو يعلم أن ابن أخته ساردوس ، سيكون بانتظاره منفردا .
أنت تقرأ
[مكتملة✓]سجين الحب
Romanceكـانت الليـدي مـارسـيـا وود ، ابنة ايرل غريتسوود ، الجميلة والقوية الإرادة والتصميم ترفض الزواج من أرموند ، دوق روس ، الأمر الذي تمناه والدها ، لكنها حين أرغمت على اللقاء به أدركت انه يبادلها الاصرار على رفض فكرة الزواج مجددا ، بما انه قد خدع من زي...