الفصل الخامس

1.3K 80 2
                                    

كان دوق روس يتأمل كروم العنب خاصته خلال عودته إلى قصره برضى وسرور .

إذ بدا واضحاً من أنه سيكون هناك محصول وافر .

وأدرك كذلك أنه سيشارك سروره هذا من عمل في هذه الأرض .

لقد كان يمتطي إحدى أجمل الخيول التي أشرف على تربيتها هو شخصياً والتي كانت حديث الناس في فرنسا . ورغم ذلك لم يكن راضياً ، لأنه يريد خيول أجود للمباراة ، وكان متأكداً من أن إيرل غريتسوود يستطيع مساعدته على تحقيق هذا .

وقد كان حلمه أنه في يوم من الأيام سيكون مالك للخيول التي تفوز ليس فقط في فرنسا بل أيضاً في انكلترا وفي أي بلد آخر .

وخلال زيارته لهنغاريا ، استعلم عن أمور كثيرة لم يكن ملماً بها من قبل ، وهو يعتقد أنه من المثير مناقشتها مع الإيرل .

نظر الدوق أمامه ليري قصره مظللاً بفيء الأشجار التي تنبت من عمق الأرض الصخرية وترتفع عاليا .

ولـم يسبق لـه أن رأى في أي مـكـان آخـر فـي الـعـالـم هذا التناقض المذهل بين العمق والارتفاع كما في  دوردون و في منخفضات أخرى ، كما هو الحال هنا , تزرع كروم لعنب من أفخر الأنواع الفرنسية .

لكن المرتفعات الصخرية الشاهقة كانت تبعد أي مظاهر محتملة لوجود بشري .

مما جعل الدوق يعتقد أن الفلاحين محقون في اعتقادهم بأن هذه المرتفعات تسكنها حيوانات غريبة.

تابع الدوق سيره من الأرض المنخفضة صاعداً نحو قصره ، وكلما اقترب ، كان يتضح له أكثر فأكثر انعكاس أشعة الشمس المتراقصة على صفحة الماء في النافورة هناك .

ولطالما خالجه شعور بأن روعة قصره لم تتوقف يوما عن دهشته ، رغم تجوله المتكرر إلى باريس وإلى اماكن أخرى من العالم .

لكنه كان يدرك لدى عودته أنه ينتمي إلى هذا المكان وما إن تـوقـف أمام المدخل الخارجي للقصر حتى رأى السائس بانتظاره ، وعندما ترجل عن فرسه ، قال دوق "  لقد أحسنت أكيـيـن أداءها اليوم . »

فإبتسم السائس وكأن كلام الدوق كان بمثابة مجاملة له ، ثم أخذ الفرس إلى الإصطبل .

سار الدوق ببطء متسلقاً الدرج ليدخل بعد ذلك إلى الردهة الكبرى حيث كان بانتظاره أربعة من الخدم أعطاهم قبعته وسوطه وقفازاته قبل أن يقول كبير خدم ، مايجردومو : « إن كونت تيفيير بانتظارك في القاعة صغري ، يا سيدي . "

1 فظهر في عيني الدوق بعض من علامات الامتعاض لأنه لم يكن يتوقع لقاء ابن أخته من أبيه .

لقد كانت تكبره بسنوات عدة بسبب كونها الابنة الوحيدة من زواج والده الأول ، وهو يشك في سبب حضور هذا القريب إلى قصره .

ومشى مع ذلك ببطء نحو باب القاعة الصغري، لم يكن هناك ما يستطيع فعله حيال ذلك .

فهو يعلم أن ابن أخته  ساردوس ، سيكون بانتظاره منفردا .

[مكتملة✓]سجين الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن