# الـمُــقَــدِمَــة

325 20 2
                                    

صلاةٌ همست بها شفاهٌ طاهرة
بينما أصابعُها تتحسس خنجراً مخفياً.

صلاةٌ همست بها شفاهٌ طاهرةبينما أصابعُها تتحسس خنجراً مخفياً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_______________________________

في أُولى ساعاتِ العامِ الجديدِ، وفي قلبِ مدينةِ سانت بطرسبرغ النابضةِ بالحياةِ، شهدَ النادي الليليُّ "بروباجاندا" حدثًا مروعًا هزَّ أركانَ المكانِ وأثارَ الرعبَ في نفوسِ الحاضرين

صدحَ صوتٌ مهيبٌ من أحدِ رجالِ الشرطةِ داخلَ مسرحِ الجريمةِ المُروعةِ، معلنًا:

"عشرونَ طعنةً و طلقةٍ نارية في منتصف الرأس...والرمزُ ذاتُه على جسدِ الضحيةِ"

ليُسدلَ الستارَ على احتفالاتٍ كانت في أوجِها
محولًا الفرحَ إلى مأساةٍ داميةٍ

تناثرَ الحاضرون في كلِّ اتجاهٍ، يدفعُهم الخوفُ والهلعُ، تاركين وراءَهم ذكرياتِ ليلةٍ كانت مُفترضًا أن تكونَ بدايةً لعامٍ جديدٍ مليءٍ بالأملِ والسعادة لتتحولَ إلى كابوسٍ حقيقي

بينَ هذا الجمعِ الهاربِ، كانَ القاتلُ يختبئُ حتمًا، ربما كانَ يُحادثُ البعضَ منهم قبلَ لحظاتٍ، أو يتظاهرُ بالاحتفالِ معهم من يدري؟ لقد اختلطَ الحابلُ بالنابلِ، والمجرمُ بالبريء

في إحدى غرفِ النادي، رقدَ جسدٌ هامدٌ على سريرٍ، تمتزجُ الأضواءُ الحمراءُ الخافتةُ مع بِركِ الدماءِ المتناثرةِ حولَه، مُشكلةً لوحةً سرياليةً من الرعبِ والألم تعكسُ فداحةَ الجريمةِ وبشاعتِها

عمَّت الفوضى أرجاءَ المكانِ، وتعالت أصواتُ صفاراتِ الشرطةِ وسياراتِ الإسعافِ، مُعلنةً بدايةَ تحقيقٍ سيُثيرُ الكثيرَ من الأسئلةِ ويكشفُ العديدَ من الأسرارِ المدفونةِ في ثنايا هذه الليلةِ المشؤومة...

في غياهِبِ الرُّعبِ الدامسِ، وفرارِ الناسِ كأسرابِ الطيورِ المذعورةِ، توقفتْ مركبةٌ سوداءُ براقةٌ كقطعةٍ من الليلِ المصقولِ أمامَ بوابةِ النادي، مُعلنةً عن قدومِ شخصيةٍ ذاتِ شأنٍ عظيمٍ.

في جوفِها، جلسَ رجلٌ يكتسي السوادَ كأنه ظِلٌّ متجسدٌ، يتأملُ يدَهُ بسكينةٍ غريبةٍ، ثم يلتقطُ منديلَهُ ليمسحَ خاتمَهُ بحركةٍ بطيئةٍ كأنها طقسٌ سريٌ.

دَهاليزُ العَدلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن