أنا مريم أبلغ الثانية والعشرين من عمري، فتاة تُحب البساطة في كل شيء، أعيش مع عائلتي التي أحبها وأشعر دائمًا بالأمان في وجودهم ولكن مُنذُ فترة بدأ هذا الأمان يبدأ يتلاشي تدريجيًا، وما يحدث معي وعندما كنت أروي لهم ما يحدث كان لا أحد يصدقني حتي حدث ما لم يكن في الحسبان.
قبل أن أروي لكم حكاياتي يجب أن تعرفوا جيدًا أن البشر ليسوا فقط في هذا العالم يوجد عالم أخر "عالم الجن" يعيشون معنا ويوجد في البيوت الخاصة بينا عمار من "الجن" لا يأذون أحد ولكن إذا قمت بإذائهم سوف ينهون حياتك، لا تلعب معهم أيها البشري لأنك بهذه الطريقة سوف تكون قد كتبت السطور النهاية لحياتك بيدك، وسوف تعيش أسوء أيام في عمرك ممكن هذه الأيام تمدد لسنوات.
"مَن حَفرَ حُفرة لأخيه وقع فيها"..
لنبدأ..
أخيرًا لقد كان يومًا مليئ بالكثير من الضغوطات، يكفي ما حدث في هذا اليوم لأذهب أغتسل وأبدل ثيابي.
ذهبت مريم لأجل أن تغتسل وتُبدل ثيابها وثم ذهبت إرتديت إسدال ل الصلاة وأدت فريضتها وذهبت حتي تري ماذا يوجد طعام اليوم؟ ذهبت نحو المطبخ وأنا أدندن موسيقي ل فيروز الحبيبة وعندما وصلت إلي المطبخ شعرتُ بشيء يتحرك خلفي، شعرتُ بأنفاسه تخترق رقبتي، بدأتُ أشعر أن هذه الأنفاس ساخنة لدرجه كبيرة حتي بدأتُ أشعر أن جلدي يذوب بسببها، ولكن لم أفعل أي شيء غير أني واقفه مثل الصنم، وظل سؤال في خاطري"من هذا الذي يقف خلفي؟" بدأ الخوف يتسرب من قلبي إلي جسدي وكأن قلبي يضخ خوفًا وليس دمًا وإرتفاع مستوي الأدرينالين في جسدي لم أشعر بأي شيء غير الخوف و هذا الطيف الذي يقف خلفي وأنفاسه تحرق جلدي، وبعد مرور دقائق كانت بمثابة سنين من الدهر قررت أن أستدير وأري ما هذا، وبعد محاولات أن أستجمع بعضًا من شجاعتي والتفت لأري، ألتفت لأري وبداخلي يحاول أن يؤكد أنه شخصًا من عائلتي، أحاول أن أبعد فكرة أنه كائن أخر ولكن الشعور بوجود هذا الكائن يزداد بداخلي، أشعر أنه هو، بجانبي، يسمعني ويسمع أفكاري، هو من يحرقني.
إلتفتُ أخيرًا بعد بضع دقائق كانت بمثابة دهر كامل نظرةُ إلي ساحة البيت لم أري شيئًا، نظرتُ في كل ركن من البيت لم أري ولكن إنتظر لحظه من الذي يقف خلف باب غرفة المعيشه، بدأتُ أقترب من الغرفة رويدًا رويدا لم تكون المسافه كبيرة ولا صغيرة كانت المسافة محدودة بدأتُ أقترب وتزداد دقات قلبي كلما إقتربتُ خطوة نحو الباب، أنا شعوري به يزداد رويدًا رويدا، أشعر به ينظر إلي، أشعر بوجوده، أشعر أنه شيئًا ليس من عالم البشر إنه شيئًا آخر.
إقتربتُ أكثر وكان الباب شبه مفتوح نسبيًا وكانت الغرفه مظلمة ولا يوجد إنارة به، بدأتُ أدفع الباب ببطئ شديد وكنت أحاول الإحتراس من أي شيء يُمكن أن يؤذيني، حتي رأيته ينظرُ إلي بعيني واسعتين كانت مثل الجمر الأحمر وكان السواد يغطي حواليه لا تُري سوا عينيه، بدأت أشعر أنه يقترب روايدًا رويدا عندما إقترب أكثر وأصبحت عينيه أمامي مباشرةً "مخيفة إلي حد كبير"، بدأتُ أشعر بأنفاسه تحترق وجهي، لا أعلم لماذا لم أفر هاربة إلي حضن أمي أو إلي أبي أحتمي به؟.
شعرتُ أن جسدي قد تجمد مكانه، وسمعتُ دقات قلبي وسرعتها تخترق أذني وشعرتُ أن قلبي سيخرج من مكانه، إرتفاع لدي مستوي الأدرينالين، تجمدت أطرافي ولم أقدر علي الحركه أو الفرار من أمام هذه العيون التي أقسم أنها أحرقتني وأنفاسه أحرقت وجهي و توسعت عيني وأصبحت دموعي تسيل مثل الشلال علي وجهي، و أصبحتُ أشعر بالبرودة تتسلل إلي جسدي ونحنُ في منتصف يوليو، توقف عقلي عن التفكير لم يعُد يستوعب كل ما حدث وكل ما يحدث، بدأتُ أشعر بالدوران وبدأ عقلي يـُعلن الإستسلام ووقعتُ مغشيه عليا.
أنت تقرأ
حكايات من العالم الآخر
Horrorتدور أحداثها حول أعمال السحر والشعوذة والجهل والبُعد عن الله. لا تنسي يا بن أدم أن من حَفرَ حُفرة لأخية وقع فيها، لا تنسي هذا. كُن علي إستعداد لدفع ثمن ما فعلته في أخيك..