كل مفصل في جسد خالد أحمد كان ملتويٍ ، رقبته ، يديه و قدميه كانوا جميعاً بهم إلتواء غير طبيعي ، أما أطراف جسده - يديه و قدميه - كانت جميعها تشير إلي مريم مثل النجم الملتوي ، لم تكن تتحرك لكنها كانت تشير إلي المكان الذي وقفت به مريم ، كأن أطراف جسده كانت تعلم مسبقاً أين ستقف مريم.
أما ياسمين التي قد عبرت خلف مريم دون أن يشعر أحد بدأت تأخذ صوراً للجثة ؛ فأخرجها إبراهيم بعد أن لاحظ وجودها ، أما مريم ظلت تنظر إلي الجثة التي جعلتها تتذكر شيء قد حدث لها منذ أشهر ، تتذكر أن تلك ليست أول جثة رأتها مُحطمة هكذا.
صرخت من داخل المستشفي امرآة فَجَري إبراهيم مسرعاً ناحية الصوت ، ثم وضع الشرطيون أيديهم علي أسلحتهم ليندفعوا داخل المستشفي ، و قالت ياسمين بعد أن عادت مجدداً بجوار مريم ''هيا! ألا تريدين أن تري ما بالداخل؟''.
فركضت مريم بجانب ياسمين متبعين أصوات أقدام الشرطيين ، حتي وصلوا إلي غرفة بها أدوات طبية مبعثرة علي الأرض و فيها سيدة مستلقية علي السرير تحاول التنفس يحيطها الشرطيين ، فقالت مريم بصوت عالٍ ''إبتعدوا عنها إنها لا تستطيع التنفس أنتم تمنعون مرور الأكسجين!''.
لكن لم يسمع أحد من الشرطيين ما قالت إلا إبراهيم سمعها و أمر الشرطيين أن يبتعدوا عن السيدة.
أخذت مريم أنبوب التنفس الإصطناعي ثم وضعته علي فم السيدة لتستطيع التنفس ، فسألها إبراهيم ''ماذا حدث هنا؟''.
أشارت السيدة بإصبعها ناحية النافذة فإتجه إبراهيم لينظر منها فوجد حبلاً يمتد من النافذة إلي الشارع بالأسفل ، كان هواء النافذة شديد و كانت السماء مليئة بالغيوم و يوجد رجل مقنع يقف علي سطح المبني المجاور للمستشفي يضع يديه في جيبه ، فركض الرجل سريعاً بعد أن تفاجئ فور أن رأه إبراهيم ، فصرخ إبراهيم بصوت عال ''أمسكوه!!'' فركض إبراهيم و خلفه رجال الشرطة صارخين متجهين إلي المبني المجاور صوت ضرب أقدامهم علي الأرض كأنها مطارق.
أصبحتالغرفة خالية لم يبق فيها إلا مريم و ياسمين و السيدة علي السرير التي قالت بصوتضعيف ''ثيران بلهاء سيكون قد غادر فور وصولهم للمبني المجاور''.
غادرت ياسمين الغرفة قائلةً أنها ستعود إلي الجريدة لتعطيهم الصور ، أما مريم فقد جلست قليلاً بجوار السيدة محاولةً أن تعلم منها ما قد حدث ؛ فقالت لها السيدة بصوت ضعيف ''شيطان...رجل بملابس سوداء كان يبدوا كالشيطان..حاول أن يخنقني''.
فقالت لها مريم ''و هل هرب من النافذة؟''.
فأجابتها السيدة ''لا بل إختبأ في مكان ما في هذه الغرفة ، لا أعلم أين هو تحديداً لأنني لا أستطيع تحريك رقبتي''.
إندهشت مريم ثم وقفت مكانها و قالت بصوت عال ''هذا يعني أنه قد يكون هنا الأن؟؟''.
وقعت مريم بقوة علي الأرض و تحطمت الكاميرا خاصتها ثم خرج من أسفل سرير السيدة رجل يرتدي ملابس سوداء و بشرته حمراء اللون و أُذنه طويلة مثلثية الشكل ، فقز الرجل علي مريم محاولاً أن يخنقها بيديه ، فأمسكت مريم بأذنه المثلثية و أصبحت تشدها بقوة فإنتزعتها من رأسه فنظرت إليها لتجدها أذن مزيفة.
فضغط الرجل علي رقبتها بقوة أكثر و كانت الشرطة قد غادرت المبني بالفعل و لم يسمعوا صراخ مريم طالبة المساعدة ، فأصبحت مريم تلوح بيديها و قدميها يميناً و يساراً حتي أمسكت بيدها حقنة فغرستها في رقبة الرجل فقام من عليها مُتألماً.
وقفت مريم و أخذت بعض الخطوات للوراء ، أما الرجل فقط نزع الحقنة من رقبته و رماها علي الأرض ثم أخذ العكاز الذي جان بجواره فهجم به علي مريم لكن مريم قد إنزلقت علي الأرض مجدداً متفادية عكاز الرجل حظاً.
فوجدت مريم مسدساً مرمياً علي الأرض فأخذته و صوبت به ناحية الرجل الذي قد أصبح قريباً جداً منها ، لكنها ترددت بعض الشيء في إطلاق النار فإنتهز الرجل تلك الفرصة و ضرب المسدس من يديها بالعكاز مرسلاً المسدس ناحية باب الغرفة ، رفعت مريم ذراعها لتحمي رأسها و الخوف يملأ جسدها ؛ فرفع الرجل عكازه ليضرب مريم فأُصيب الرجل برصاصتين في صدره بعد أن أطلق إبراهيم النار عليه.
فظلالرجل واقفاً ثم إلتفت إلي إبراهيم ليهجم عليه كأنه لم يتأثر بالرصاصتان ؛ فضربالرجل إبراهيم علي ذراعه مما جعله يسقط المسدس ثم إستعد الرجل ليضربه ضربة أُخريعلي رأسه فضربته مريم بكل ما لديها من قوة علي رأسه بمزهرية قد وجدتها بالغرفةفسقط الرجل علي الأرض فاقداً وعيه.
أنت تقرأ
كيان الإلتباس
Übernatürlichesجرائم قتل تنتشر في بلدة صغيرة و الشرطة لا يستطيعون إيجاد أي أدلة للقاتل ، ثم تصل فتاة إلي المدينة غبر القطار لتجد نفسها في مركز جرائم القتل التي تحدث. القصة عبارة عن غموض و تحقيق ، لكن هل جرائم القتل هي الظاهرة الوحيدة التي ظهرت في البلدة؟