ذلك المدعو بيبرس.

214 7 420
                                    

«لقد كان هناك..
يبتسم وكأن شيء لم يحصل.. ابتسامته الغريبة لم ترعبني، أكثر من عينيه الحزينتين»

مكتب من خشب قاتم صنع، وعلى حوافه زركشات ذهبية زادته جمالا، ومن فوقه ثريا تتدلى ببهاء تومض كرستالاتها كنجيمات بيضاء.

الغرفة فارهة بما تعنيه الكلمة لكن كل ذلك لم يجعل طرف عينه يرمش حتى، يقف باستقامة ويحتضنه زي الأكاديمية الرسمي بلونه الأزرق الملكي جعله أكثر وسامة، وعلى صدره دبوس بشكل خوذة فارس اخترقها سيف ذا لون ذهبي دل على رتبته المتقدمة، وقد نقش في الأسفل اسم الأكاديمية التي يرتادها.

‹أكاديمية شولومانس›

تنهيدة أسيرة في داخله تم الإفراج عنها بعد معاناة طويلة، ومن فرط الملل الذي أحس به؛ إذ أنه مكث في هذه الغرفة لفترة طويلة أشاح بعينيه إلى النافذة شاهقة الطول.

حيث دخل سنا الشمس باستحياء ورفرفت الستائر المخملية إثر نسيم هب من الخارج، كان منغمسا في التحديق إلى الطائر الذي كان يلهو رفقة آخر خارجا، نالت منه غيرة تافهة وقد تمنى الخروج من هذا المكان الخانق بأسرع فرصة.

«بيبرس..»

أعاد المدعو بيبرس ناظره إلى مدير الأكاديمية الذي فرغ من تفحص أوراقه، لقد كان المدير أسمر البشرة وقد تربعت نظاراته على جسر أنفه منحية إلى الأسفل قليلا ليُرى لون عينه المشرق، ولسبب يثير استعجاب بيبرس كان يبدو صغيرا في السن رغم كونه قارب الأربعين من العمر.

شيء ما كان غريبًا حول هذا الشخص، رغم إنه دائمًا ما كان يترك انطباعًا حميدًا بسبب لطفه ورزانته، إلا أن بيبرس ارتاب منه كلما لمحه.

خلع المدير ‹فريدريك› نظارته وعاد يحدث الفتى الضجر أمامه:
«لا مشكلة في أوراقك، أعطيك الإذن بالرحيل ومبارك لك التخرج قبل زملائك.»

أنهى عبارته ليطبع ختمه على الأوراق ويناولها للفتى الذي انحنى كباب للمجاملة وهرع خارجا من عيون الآخر المريبة.

***

كان يسير في فناء الأكاديمية واضعا كفيه في جيب بنطاله بينما عيناه تطالع الأرض المرصوفة بحجارة بيضاء منتظمة، لم يكن النظر إلى خطوات قديمه هواية محببة بالنسبة له، لكن مع الأيام أضحت عادته حينما يأخذه التفكير من يده بحنان أو يسحبه من رجليه مجبرا.

يتجنبه جميع الطلاب فورما يرونه؛ فقد عرف بصعوبة الحديث معه لكونه غير ودود مع الغرباء وبالأخص 'المزعجين' منهم، إلا أنه كان ذا شعبية واسعة، فبمظهره الجيد ودرجاته المرتفعة استطاع التفوق على جميع أقرانه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سيريوس: حِقبة النّجوم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن