_ حافظ على قلبك _

10 0 0
                                    

ها قد جاء اليوم المنتظر ... أسبوع مر كأنه ساعة من الزمن ... حاملا معه الكثير من الأحداث ... يقال ... عند اقتراب خروج الدجال ... تكون السنة كالشهرِ ... ويكون الشهر كالجمعة ... وتكون الجمعة كاليوم ... ويكون اليوم كالساعة ... وتكون الساعة كاحتراق السّعفة ... هل سيخرج الدجال؟ ... أم الدجالة ... أم الدجالان معا

استيقظت فتاة الخمس سنوات ... تجهز نفسها لحفل اليوم ... تسرح شعرها الأشقر الذي ورثته عن والدتها ... و غمازاتاها اللتان ستوشكان على حفر وجهها من شدة الابتسام ... كانت سعيدة ... و خضراوتاها التي ورثتهما عن والدها يلمعان بقوة ... كانت تهمهم بأغنية ما ... و تدور في غرفتها ... ثم توقفت قليلا و بدأت تلعب بأصابعها قائلة لنفسها :

" هل يمكنني النجاح ؟ ماذا ان خيبت ظن والدي "

فدخل والدها تزامنا مع ما قالته ... سائلا اياها ما سبب خوفها ... لتضع يديها وراء ظهرها ... و تنظر له بأعينها اللامعة :

" حسنا ... فقط لقد تعلمت العزف على البيانو "

تنهدت و أرخت يداها ثم أكملت :

" أريد العزف في حفل المدرسة و أنا خائفة من أن أخفق أو أنسى "

أمال رأسه من لطافتها ثم ربت على شعرها و قال :

" صغيرتي ، سأخبرك سرا عن البيانو "

أومأت هي بحماس مخربة تسريحة شعرها فقفزت الى حضنه ما جعله يقبلها من شدة لطافتها ثم أكمل :

" علاقة الموسيقار بآلته روحية لذا دعي صوت الموسيقى يتجاوز ضجيج أفكارك و اتركي روحك تعزف "

فتحت عيناها بدهشة ... ما جعله يستغرب ... و يسأل ما سبب هذه الملامح ... و جوابها جعله يتفاجئ أكثر ... حين قالت التالي :

" عندما كنت أتدرب مع عمتي أرزينوي و أخطأ في العزف و أخاف كانت تقول لي هذا "

لم يكن يعرف ما الذي يجب عليه قوله ... و لحسن الحظ أن كلارا قد أتت ... تقدمت و قبلت باريس على جبينه ... ثم انحنت لتصل الى مستوى أوليفيا و عدلت تسريحتها ... ثم حملت صغيرتها ... و أمسكت يد زوجها ... و شدت عليها بقوة ... هي تعلم أنها آخر مرة ستراه فيها

.....................................................................................................................................................

مدرجات ممتلئة ‌بأولياء أمور الطلاب ... مسرح كبير بأرضية بنية لامعة ... يضم عروض مختلفة ... كانت أرزينوي خلف الكواليس مع أوليفيا ... كونها ستفتتح الحفل ... كانت متوترة جدا ... فتاة مثلها أمام هذا الجمهور ليس بالأمر السهل ... كانت خائفة من الاخفاق أمام والدها ... الذي تعتز به أكثر من أي شيء ... قطع شرودها صوت المدير و هو يرحب بالجميع

مرحبا بكم سيداتي سادتي ... نتشرف بتفرغكم لنا في هذا الصباح الباكر ... تود مدرستنا تقديم بعض العروض الترفيهية ... و تشمل عروض المواهب ... أسئلة عن الثقافة العامة ... و تحديات الذكاء ... و نود افتتاح هذه العروض ... بعرض من تلميذتنا المميزة ... أوليفيا ليكايوس ... استمتعوا

دجالانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن