PART 8

13 6 2
                                    

كان موتشينغ مستلقيا على قمة الجبل، ينظر إلى النجوم المتناثرة في السماء تأنس وحدة القمر، كيف لها أن تكون بهذا اللطف، تبقى بجانبه، تسايره وتلاطفه حتى لا يمل، والأوفى بينها نجمة الصباح، تلك التي تلازمه حتى طلوع الفجر وبزوغ الشمس، كي لا يشعر أنه وحيد، أو منبوذ وسط هذا الظلام.

بينما هو غارق في أفكاره، فاجأه معلمه من قلب العتمة والسكون.

- ميناه: يا صغير، حان الوقت لعودتك.

- موتشينغ: ما الذي تقوله معلمي.

- ميناه: في الصباح، سنذهب إلى السيدة مورونا، وهي ستخبرك بكل ما تحتاج معرفته.

- موتشينغ: هل تقصد أنني لن أعود إلى هنا مجددا.

- ميناه: هذا المكان مفتوح لك، ويرحب بك متى ما جئت، هذا منزلك يافتى.

- موتشينغ: أشكرك، أشكرك من قلبي على كل شيء قدمته لي معلمي.

أمضى الليل كله في تأمل النجوم، فقد قاطعه النوم في تلك الليلة، ولم يعرف لعينيه طريق.

في الصباح الباكر، ذهب برفقة معلمه إلى الساحرة مورونا، لكن الخوف كان يتملكه، شعوره بأن شيئا سيئا قد حدث يلاحقه منذ الأمس.

عندما وصلا، كانت مورونا بانتظارهما في الخارج.

- مورونا: كيف حالك موتشينغ، لقد تغيرت كثيرا يا فتى، لو لم أعلم أنك آت، لما تعرفت عليك.

- موتشينغ: سيدتي الجميلة الرائعة، اشتقت إليك كثيرا، وأنت أيضا تغيرت، لقد ازددت جمالا عن ذي قبل.

- مورونا: هههههه، لا زلت لطيفا لبقا، كيف حال المعلم.

- ميناه: شكرا لسؤالك سيدتي، أنا بخير.

- مورونا: هيا بنا نكمل حديثا في الداخل.

تبعها كل من موتشينغ وميناه، إلا أنّ موتشينغ تأخر عنهم، كونه أبطء من تحركه وبدأ ينظر في الأرجاء ليتذكر المكان فهو لم يره منذ سنين.

- موتشينغ: أخبريني سيدتي، كيف هما والداي، هل هما بخير، لقد اشتقت لهما كثيرا، لا أصدق أنني سأراهما وأخيرا.

- مورونا: اذهب لترتاح الآن، وفي المساء سنتحدث قدر ما تشاء.

- موتشينغ: حسنا، كما تريد سيدتي.

- ميناه: حسنا إذا، الآن انتهى عملي هنا، وسأعود إلى الجبل، لكن إن احتجتموني سأكون حاضرا.

- موتشينغ: شكرا لك معلمي.

- ميناه : لا داعي لهذا الكلام يا صغير، أنت ولدي.

في المساء خرج موتشينغ ليجد مورونا تجلس على أحد أغصان شجرة الكوخ، وصوت الرياح إلى جانب أصوات الأشياء المعلقة على الشجرة يعطي شعورا مهيبة للسكون.

ليلتي القمرية مظلمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن