الفصل الثاني و الستون : اسوار القصر وحراس القلب

43 4 4
                                    




في الجانب الاخر من لندن ، الحادية عشر و نصف مساءً ، كان صوت مفتاح المنزل و هو يدخل بالقفل حتي يفتحه هو ما يصدر بتلك الشقة الفخمة و الصغيرة بأحدي البنايات الكبيرة و الفخمة بلندن .

اضاء انوار الشقة فور ان خطت قدماه ارضها تاركًا معطفه الصيفي الخفيف علي الأرض بجانب الحذاء و الحقيبة و لم يلقي لهم بلاء ، ثم سار بخطوات متثاقله و قلب مهموم الي غرفة المعيشة ملقيًا بجسده علي الاريكة هناك بعد يوم شاق طويل للغاية و متعب بالعمل .

كانت الكثير من الأفكار تحوم حوله كسحابة كبيرة للغاية الي ان بدأ بتفكيكها واده تلو الأخرى واجدًا بعض الحلول للمشاكل و تاركًا بعضها علي جانب مقررًا التوقف عن التفكير بها الان و تركها لوقت لاحق ، بعد تفريغ كل تلك الأفكار و الاحداث التي مرت به اليوم .. توصل في النهاية الي الحدث الذي تبقي مثل صورة معلقة امامه لا تتحرك ، لدرجة شعورة انه اذا فتح عيناه سوف يري تلك الصورة امامه بدلًا من التلفاز المعلق علي الحائط .

" لارا ستيفان ، جورج آدم . " همس محركًا ذراعه ليضعها علي عينيه يحجب ذلك اللون الأحمر الذي يراه بسبب الضوء ليبدله باخر اسود اعتم اللون .

و كما لو ان تغير اللون الي الأسود غير معها صورة التي كانت معلقه بعينيه ليبدلها بأخريات ، كانت ذكرياته حين وضع ذراعه علي عينيه ، سريعة للغاية كمن يقلب بين صور علي الهاتف بسرعة شديدة لدرجة انك لا تستطيع ان تري او تركز بأي صورة من ما يمر امامك .

كان هذا ما يحدث بعقله ، الان ، يري تلك الذكريات التي كان يظن انه قد نساها و انها قد انتهت من حياته و انه لم يعد لها وجود و انها مجرد هلوسات ، و لكن ها هو الان ، يري امامه لارا و هي تبكي و هي تتحدث اليه بالمدرسة ، يراها حين قام بالحادث يري كل تلك الذكريات التي شعر انها كانت مجرد حلم ، كيف له ان يتذكر كل تلك الأشياء بعد ان مر خمس سنوات بالفعل ؟

كمن عاد الي منزله بعد سفر دام لخمسه أعوام ، كان الامر هكذا ، ذكرياته عنها مغبرة ، مغطاه بغطاء ابيض كأساس المنازل القديم ، لا يتذكر منها أي شيء و لكن يعرف انها موجودة ، غير واضحة لعقلة ، تمر و تتحرك بسرعة بداخل عقله و لكن هو لا يعرف من اين أتت او لما الان ؟

شهق بفزع معتدلًا بجلسته فاتحًا عيناه برعب حين سمع صوتها بداخل اذنيه و صورتها امامه و هي امامه تخبره " احبك " ترتدي فستان ابيض جميل و تقف امام البحر و قبلها كانت تترجاه ان يتذكرها .

" ما هذا ؟ " قال بعدم فهم و هو يحدق بنقطة واحده علي طاولة القهوة امامه ممسكًا بشعره بقوة بينما يفكر بحده .

" هل كنت اعرفها من قبل ؟ " همس لنفسه يشعر بالتوتر و الفزع .

من هي تلك الفتاة التي أتت لاحلامه ، لما هو كان علي الأرض و هي بجانبه تبكي ، من اين كان يعرفها قديمًا ، لما كانت تارة تشبه الفتيان و اخري ترتدي كالفتيات ؟ لما كانت تترجاه ان يتركها و اخري تتطلب منه ان يتذكرها ؟

PRETTY BOYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن