الفصل الثاني والعشرون

15.7K 716 257
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_الثاني_والعشرون
#ندا_حسن

صدمت بشدة وارتسم الذهول على ملامحها وهي تراه يتقدم ناحيتها قابضًا على يده بقوة وكأنه سيضرب كيس ملاكمه، ارتعد جسدها من اقترابه أكثر وأكثر والجميع ينظر إليه بذهول ولم يتحرك أحد، ابتلعت مرارة العلقم الذي وقف بجوفها خوفًا من تهوره عليها.. لن يفعلها مؤكد لن يتهور عليها هذا ليس من صفاته مهما حدث... ارتعشت شفتيها من صوته العالي الذي أتى مرة واحدة وعلى حين غرة منه وكأنه ألقى كل صبره عرض الحائط..

انتفض جسدها وهي تراه يقف أمامها وليس هناك شيء يفصل بينهم يرفع قبضة يديه ليضرب بها الحائط جوار رأسها تمامًا..

أغمضت عينيها بقوة والخوف يحتل كيانها من تهوره أمام الجميع هنا، وقف ينظر إليها بقوة وهي مغمضة العينين يلهث بعنف وقد نفذ صبره وتحمله وأتى بآخر ما عنده وليحدث ما يحدث.. يكفي هذا الضغط عليه فهو لا يتحمل أكثر من ذلك ويرى نفسه يسير في زفاف ولا يدري هو لمن!..

استنشقت أنفاسه العنيفة وهو يلهث أمامها بعنف ووقفت هي بضعف تفتح عينيها بهدوء وقلة حيلة بعد أن جعلته يفقد صوابه، الآن ستعود تلك البريئة لتتلاشى هذا الغضب، نظر إلى داخل عينيها بعمق يرمي بسهام العتاب عليها، مُختق مما فعلته أمام عائلاتهم، ما يحرقه أكثر شيء هو وقوفها أمام وجهه في حضور الجميع!..

عاد للخلف خطوة ثم بكامل قوته قبض على يدها لتنظر إلى يده الممسكة بها بألم ثم عادت إلى نظرته مرة أخرى لتراه يهتف بجمود ونظرة حادة:

-يلا

أمام الجميع وفي صمت تام جذبها معه إلى باب الشقة ليرحل من هنا، وضع كف يده الأخرى خلف ظهرها يدفعها معه للأمام وهي لم تقابله بالاعتراض، بل كان الصمت والذهول حليفها تاركة قوتها وعنفوانها لمرة أخرى.. ففي هذه الحالة التي وصل إليها لا تعلم ما النتيجة التي ستحصل عليها..

نظرت العائلة جميعها إلى بعضهم البعض بذهول تام لما حدث أمامهم بين ابنهم الحكيم وزوجته المعروفة بأخلاقها.. اقتربت والدته تجلس جوار والده وداخلها أفكار عديدة وعدة لا تعرف ما السبيل للتخلص منها، فهي ترى أن زوجة ابنها محقة في سؤالها ولم تخطئ، خطأها الوحيد هو الوقوف أمامه بهذه الطريقة أمامهم..

ذهبت "مريم" وعلى وجهها آثار الحزن لما حدث لشقيقتها وما قد يحدث بينها وبين زوجها وهم مغلق عليهم في بيت واحد، جلست جوار زوجها ووضعت يدها على يده تتمسك بها بقوة والتأثر واضح عليها بقوة، نظر إليها هو الأخرى وابتسم إليها بتصنع يمدها بالدعم والراحة وهو يضغط على يدها بكفه الآخر اعتقادًا أنها هكذا ستهدأ..

الجميع كان في حالة صدمة تامة وأكثرهم والده الذي غضب لما فعله ابنه، لم يكن يتوجب عليه فعل كل ذلك، ولم يكن يتوجب عليه رفع صوته عليها هكذا أمام الجميع، كان من المفترض أن يمتص غضبها ثم في منزلهم ييتحدث معها بهدوء وراحة..

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن