الفصل العاشر

1.1K 76 2
                                    


« وبما أنك هنا الآن . علينا الاستفادة من ذلك .."

ثم صعدا معاً إلى الطابق العلوي حيث كان أحد الخدم بانتظار الإيرل ليرافقه إلى غرفته التي يغلب عليها طابع رجولي أكثر من تلك التي تشغرها مارسيا ، غير أنها تحتوي على كل وسائل الراحة وكان مساعد الإيرل يحضر الحمام له حيث كان الخدم يملؤون حوض الاستحمام بالماء البارد والساخن ناقلين إياها في أوعية من الطابق السفلي.

فترك الدوق إيرل غريتسوود وذهب إلى جناحه .

وخلال سيره في الممر رأي خادمة تخرج من غرفة كانت تشغرها والدته .

فحزر أن من يشغرها الآن هو ضيفته الغير مرغوب فيها ، ابنة الإيرل فإذا بالغضب يملأه مجدداً .

فأدرك مباشرة أن هذا من فعل الكونتيسة المتعمد لأن تلك الغرفة ستشغرها مارسيا في حال أصبحت زوجته .

ثم دخل إلى جناحه وصفق الباب بقوة .

وقال في نفسه أنه من غير المعقول أن لا يستطيع الانفراد بنفسه .

فلقد غضب لأن عمته ، رغم أنه يحبها كثيراً ، لا يحق لها أن تتآمر مع الإيرل بهذه الطريقة العلنية لكي تجبره على الزواج .

فسأل نفسه : لماذا لا يدعوني وشأني ؟ »

ثم توجه نحو النافذة حيث المشهد لم يتوقف يوماً عن إثارة دهشته .

وراح يتأمل المنخفض براحة وكروم العنب التي تزينه وقال انه ما من امرأة تستطيع أن تمنحه الفرحة ذاتها التي يشعر بها لدى حصوله على محصول وافر وأنه ما من امرأة قد تكون بروعة منظر النهر وهو يتسلل من بين الأشجار التي تصطف بشكل خيالي

ثم قال : « كل هذا هو لي أنا ، ولن أشاركه مع أحد . "

فدخل مساعده ليساعده على تغيير ملابسه .

وبما أن الدوق لم يتفوه بكلمة واحدة ، فقد أدرك المساعد أن هناك ما يزعج سيده ، لمعرفته الشديدة له , فظن أن سبب انزعاج الدوق لا بد أن يكون السيد ساردوس إذ أنه كلما ظهر ، يكون من المؤكد وجود مشكلة ما .

فقال في نفسه : « يا له من شاب مزعج . لا يمكنني أن أثق به مهما فعل" لكنه كان على قدر وافر من الأدب كي لا يقول ذلك للدوق .

فكل ما فعله ، هو أنه ساعد الدوق ، بعد ما استحم ، في لبس ثياب المساء التي بدا فيها أنيقاً للغاية تماماً كما في ثياب النهار .

الأمر الذي جعل تجاهله صعباً ، حتى لو كان في القاعة ألف رجل غيره ، وهذا الكلام ينطبق أيضاً على مارسيا التي خرجت من غرفة النوم ترتدي أحد أجمل الأثواب التي اشترتها من لندن مع بداية الموسم ، ولم تبالغ بأناقتها كما تفعل معظم الفتيات .

الأمر الذي لم يمنع اقرباءها من تكراره على مسامعها ، من أنها تختار ما يناسبها وما يلائم ذوقها ومزاجها هي لذلك فقد كان مظهرها دائماً يتصف بالبساطة التي تمتاز بروعة وغرابة تزيد من جمالها .

[مكتملة✓]سجين الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن