تراقصت الشمس بأشعتها الذهبية في صباح يوم جديد ،فتح عيونه التي تشبه حبات القهوة ونظر لتلك المستلقية بجانبة،تظن أن حبه لها سيمنعه من الانتقام لكرامته وكبريائة لكنها لا تعلم أن حبه هذا تحول لأتون سيبتلعها في نيرانه.
دلف إلى المرحاض وهو يفكر كيف سيلقنها الدرس الأخير قبل انتقامه منها ،اغمض عيناه وهو يتذكر ليلة أمس كيف كانت تراه أدم ،مرت سنين لكنها لم تستطيع نسيان حبه.
فتحت عيونها بوهن وهي تنظر في أنحاء الغرفة وسرعان ما تذكرت ما حدث بالأمس،تنهدت بضيق من ثم قامت من مكانها وهي تفكر في طريقة للهرب لكنه وقفت أمامها حين وجدت باب المرحاض يفتح .
خرج منه وهو ينظر لها بخبث قائلًا:
- إيه يا عروسة هتفضلي كدا؟!
فهمت ما يرمي إليه فنظرت له بغضب ودلفت مسرعة إلى المرحاض بينما هو نظر في أثرها وهو يتوعد لها بالكثير.
وجد هاتفها ملقى على الفراش،فاقترب منه وفتحه بعد عده محاولات لمعرفة كلمة السر.
فوجده مفتوح على محادثة واتساب وما إن قرأها حتى صُعق من تلك الشيطانة التي عشقها.
وضع الهاتف مكانه من ثم قام بعدة مكالمات وما إن انتهى ،خرجت هي مرتدية فستانًا قصيرًا،يبرز بياضها الناصع،نظر لها ومثل أنه منبهر بجمالها فهو بات يقرأ مخططاها بسهولة.
اقتربت منه ببطأ ووضعت يداها حول عنقه وهي تتمايل بين يديه قائلة:
- أنا بحبك أوي يا مراد،بحبك فوق ما تتخيل
قبلته من شفتيه بحب وهي تظن أن تأثيرها سيأتي بنتيجة لا محالة.
ابتعدت عنه من ثم نظرت في عيونه،لم تجد نظرة الحب التي كانت تراها منه.
- هقتلك أدم،وتبقي كدا أنتقمتي من اختك.
لااا
صرخت بها من ثم تداركت الموقف وهي تقول بتعلثم
-هو أحنا مش هنقتل حد ،أنا بس هكسرها وافرقهم عن بعض.
نظر إليها مطولًا فأكملت هي حديثها الذي جعله يصعق من الصدمة
- عايزاك تروح لنور وهبعت واحد يصوركم وأنت فاهم بقا ،وطبعا الصور هتوصل لأدم
اقترب منها بهدوء بينما هي دب الذعر في قلبها ،وقعت على الفراش بينما هو وقف أمامها مردفًا:
- موافق،قومي اعملي فطار واعملي حسابك انا نزلت اعتزالك الفن على كل القنوات الفضائية.
نظرت له بصدمة عارمة فهو يعلم إنها لا تستطيع ترك عملها لأجله،جائت لتعترض لكنه خرج من الغرفة دون السماع لثرثرتها.
نظرت في أثره بضيق من ثم قالت مبتسمة:
- يحصل بس اللي أنا عايزاه يا مراد بعدين هقتلك أنا بنفسي.
************************************
قاد السيارة بسرعة جنونية وهو يفكر في حديث تلك الفتاة،هل حقًا عادت للانتقام.
تذكر تلك الليلة التي قلبت حياته رأس على عقب.
كانت ترتدي فستانًا قصيرًا بحملات ،تقترب منه بينما هو يضحك بخبث لها.
حملها على الفراش لكن قبل أن يقترب منها
: أنا حامل يا مازن
كانت تبتسم ببلاهه ظنًا منها أنه سيفرح بذلك الخبر ولكنه فاجأها حين انتفض فزعًا
-يعني إيه حامل ،أنتِ اتهبلتي؟!
قامت من مكانها والصدمة تعتلي معالم وجهها ،لماذا كل هذا الغضب ،ألا يريد أن يصبح أب؟!
- في إيه يا مازن،أنا مراتك
عرفي يا ماما،مراتي بس عرفي
صرخ بتلك الكلمات وبدأ يلعنها ويسبها بينما هي كانت في عالم أخر ،هل هذا من أحبته ووثقت به ؟!
فاقت من شرودها على صوته وهو يصرخ بها والشرار يتطاير من عينيه قائلًا:
- اللي في بطنك ده هينزل يا هبة.
فاق من شروده تلك السيارة التي كانت ستصطدم به لكنه تفاداها بمهارة،وقف يلتقط أنفاسه ،يمسح زخات عرقه المتناثرة على جبينه وهو يفكر في حل لتلك الكارثة التي وقع بها.
وصل إلى المنزل وقبل أن يفتح الباب وجد فرحة تخرج من باب المصعد.
جحظ بصدمة فكيف تجرأت وأتت إلى هنا،بينما هي دب الذعر في قلبها عند رؤيته فهي كانت تخطط أن تخبر شهد بكل شيء اولًا
كان يتحدث معها لكن فُتِح باب المنزل لتخرج منه شهد وتنظر لكليهما باستغراب شديد.
************************************
يجلس يمسك عصاه مستندًا عليها،بينما هو يقف تبرز عروقه من شدة الغضب
- أكيد مأثرش عليك يا حج،وحتى لو كلامه صح ،فيروز خلاص مبقاش ليها صلة لينا.
- أنت إيه يا أخي،قلبك ده إيه حجر؟
اخواتك الاتنين راحوا وانت كل اللي همك ميرجعوش عشان كسروا كلامك
صرخت به تلك المسكينة بعدما فاض بها الكيل ،فولدها صُنِع قلبه من حديد،من يخالف كلمته يعد في عداد الموتى.
اقترب منها بينما هي وقفت شامخة،فلقد حان الوقت لتكسر صمتها ؛لأجل حماية بناتها
- بتدافعي عن مين يا أمي؟
عن اللي مثلت واتجوزت امبارح من غير ما تعزمنا حتة؟ولا على اللي هربت مع جوزها وفضحتنا كلنا بتدافعي عن مين فهميني؟!
سقطت دموعها وخرجت حروفها من وسط شهاقتها مردفة:
- بدافع عن حتة مني،بدافع عن اخواتك اللي مجرد انهم غلطوا رمتوهم ولا همكم.
كادت تكمل حديثها لكنها توقفت عند حديث الأب قائلًا:
- فيروز تكون عندي في خلال ساعة يا محمد
كاد يعترض بينما نظر له والدة نظرة جعلته يذهب لجلبها دون أن يفتح فمه بكلمة واحدة.
بينما هي نظرت له وكأنها تترجاه أن يُعيد بناتها فتنهد بألم من ثم صعد إلى غرفته وأغلق الباب خلفه.
فتح خزانته وأخرج تلك الصورة التي يخفيها عن الجميع لكنها محفورة بين طيات قلبه.
مسح تلك الدمعة التي فرت هاربة منه وهو يتذكر ذلك اليوم ،يتذكرة كأنه حدث منذ بضع دقائق ولم يمر عليه عدة سنوات.
- يعني ايه لا،هي عشان فيروز قالت لا يبقى مش مهم أنا خلاص.
- الكلام خلص يا نور ،الولد ده مش هتاخديه يعني مش هتاخديه
فاق من شروده على تلك اللمسات التي ربتط على كتفه قائلة:
- طالما وحشتك كدا رجعها ليك،خلي أحفادك يلعبوا حواليك وبنتك جمبك.
تنهد بحزن ثم نظر لها مردفًا:
- أنتِ عارفة انه مكانش بإيدي،ودلوقتي مقدرش اروحلها وهي اللي باعت مقدرش.
لم ينتظر ردها حتى خرج من الغرفة سريعًا محاولًا منع دموعه من الهطول ،ولكن من الذي بيده سلطان أن يمنع دموع القلب؟!
************************************
ترجل من المنزل بينما هي جلست في دوامه أفكارها،فحملها سيجعله يعشقها أكثر ويعلن زواجهم للعالم بأكمله.
تنهدت بضيق من ثم خرجت تستنشق الهواء في (البلكونة)
وما إن خرجت حتى وجدت شاب في العشرين من عمره ،يمتلك شعر يشبه حبات القهوة طويل يسحر كل من ينظر اليه،عيون خضراء تذيب كل من ينظر إليه،اهتمامه بالرياضه يبدو جليلًا على عضلات جسده المفتول .
استمرت في التحديق به فابتسم هو على بلاتها قائلًا:
- للدرجاتي أنا حلو ؟
فاقت من شرودها وهي تحمحم بحرج مردفة:
- أسفة
كادت تتحرك لكنه أوقفها صوته طالبًا منها البقاء
- مكانش قصدي والله ،أحم أنت اسمك ايه
- زينة
- هههههه أسمي زين اسمنا قريب من بعض
ابتسمت بخفوت ثم باغتها بعدة أسالة عن سنها وعائلتها وما إلى شابه .
كادت تضحك من قلبها في ذلك الوقت القصير الذي قضته معه لكن اختفت ابتسامتها عند سؤالها عن حالتها الاجتماعية.
توترت قليلًا من ثم قالت:
- لا أنا مش متجوزة،أنا بس عايشة مع خالي
ابتسم بحب من ثم استأذن للدخول وهو يبتسم بخبث بينما هي كانت تشعر وأن قلبها يكاد يقتلع من الفرحة .
رن هاتفها وعندما تناولته وجدته رقم غريب،لكن عند الاجابا عرفت ماهيته على الفور ،فكيف لها أن تنسى صوته؟
- إيه رأيك تجهزي وننزل البحر شوية
اذدردت لعابها بتوتر فهي لا تعلم موعد عودة زوجها ،لكنها تريد قضاء بعض الوقت معه لذا لا مانع من التجربة.
وافقت وهي تخبره أن يتقابلا بعد ساعة .
وقفت أمام خزانة الملابس تفكر في ماذا ترتدي،وقعت عيناها على شورت قصير ،راقها كثيرًا فتناولته وتناولت معه تيشرت أبيض.
ترجلت من المنزل بعد ساعة ،وجدته ينتظرها بالأسفل وما إن رأها حتى نظر لها بإعجاب مردفًا:
- أنا فعلا مش عارف أنتِ ازاي ١٥ سنة ،والله أنتِ أنثى بمعنى الكلمة .
ابتسمت بخفوت ثم تناول يدها فشعرت وكان كهرباء لامس جسدها.
ترجلوا ناحية الشاطئ ،نزلوا إلى المياه بعدما الح في طلبه عليها،كانت تبتسم بفرحه وهي بين أحضانه،جربت شعور وكأنه الأول بالنسبة لها ،كانت لمساته تفرححها رغم رفضها القاطع ولكن كان تأثيره أقوى عليها.
احتضنها بفرحة وهم يعبثون بالمياه لكن جحظت عيناها بشدة عن رؤية شيء ما.
***********************************
صرخت بقوة لكنه كمم فمها بيده قائلًا:
- صوتك لو طلع رقبتك هطير فاهمة ؟
هزت رأسها بنعم من ثم استادرت فارتعشت من الصدمة،فقد عاد سبب ما تعانيه في عالمها حتى الآن.
أنت عرفت مكاني ازاي
قالتها والصدمة تعتلي معالم وجهها فابتسم هو بخبث وهو يبدأ في فك ثيابه قائلًا
- عرفته عشان أخد منك اللي أنا عايزة يا مي
#للقدر رأي أخر
# أنچي ميشيل

أنت تقرأ
وللقدر رأي أخر
Romantikكثيرًا ما يتحدد المصير فعليًا ونظن أن الحياة ستفتح لنا أحضانها ولكن هيهات فالسعادة في هذة الدنيا شيء صعب المنال.