"رواد انزل من على تلك الطاولة حالا!"صرخت رنيم وهي على حافة البكاء فيما كانت تحاول تنظيف يزن، فالصغير المسكين بدأت ضروسه في الظهور مما يعني إصابته بالإسهال. أول مرة حدث فيها ذلك انتابها الهلع الشديد، ولكن بعد مكالمة هاتفية هستيرية مع إحدى الممرضات في قسم الطوارئ هدأت أخيرا واطمأن بالها. فيبدو أن بعض الصغار يعانون من هذه الأعراض لدى التسنين و'لحسن حظها' أصيب أحد أرانبها بها ولا داعي لذكر أن يزن لا يفعل شيئا ناقصا.
"رواد! قلت حالا!" تزايد إنهاكها أضعافا وهي ترى عدي يسقط مصاصة العنب الملونة في منتصف قميصه الأخضر.
"خالتي، لا يمكنني العثور على الحفاضات" أخبرتها ريم بارتباك وهي تركض في الدرج.
"إنهم في طاولة التغيير، نفس المكان كما هو الحال دائما" أجابتها وهي تنفخ بقوة لتبعد الخصلات المتمردة عن وجهها.
"أظنها نفذت جميعا"
"تبا" لم تستطع كبح السباب وقد تذكرت أنه يفترض بها الذهاب للتسوق اليوم.
"تبا" قلدها يزن.
تجاهلته رنيم حين رن حاسوبها على طاولة المطبخ.
"بابا!" صرخ رواد فرحا وهو يهرع نحو المطبخ إلا أن هتاف رنيم سمره أمام الطاولة.
"رواد إذا لمست هذا الحاسوب بأصابعك الملطخة بالحلوى فسأمنع عنك جهاز ألعاب الفيديو لمدة أسبوع كامل!" هددته بحزم فيما ترفع يزن العاري من الأسفل عن الأرض وتحمله على وركها واقفة على قدميها.
لم يتحدثوا مع رائد منذ ثلاثة أسابيع تقريبا وقد تلقت أخيرا رسالة منه البارحة يعلمها أنه سيكون قادرا على الاتصال بهم. لسوء الحظ أنه اتصل في أحد أصعب الأيام التي مرت بها رنيم منذ مغادرته.
"هل يمكنني الرد عليه؟" سألتها ريم مشيرة لأزرار لوحة المفاتيح.
"تفضلي ريم" تنهدت رنيم متجهة حيث تجمع الأطفال الأكبر حول الشاشة.
"مرحبا يا صغار" هتف رائد بمرح.
"مرحبا بابا!"
"لقد نلت العلامة الكاملة في اختبار الإملاء" هتفت ريم فوق تحية رواد.
"أصبت بخدش!" صرخ عدي رافعا ذراعه بجرح يبلغ طوله ستة سنتيمترات، "وحصلت على إسعافات أولية!"
"عمل رائع يا أميرة. تبدو إصابة مؤلمة عدي. كيف حدثت؟" رد رائد معقبا على تعليقاتهم بصبر.
"وأنا حصلت على أربع حقن" أعلن رواد بتحد رافضا أن يتفوق عليه أحد.
"جيد رودي. بما أنك أنهيت تطعيماتك، يمكنك الذهاب لروضة الأطفال العام المقبل"
"مرحبا رانا" أضاف مبتسما حين انضمت للمجموعة أخيرا حتى يستطيع يزن رؤية والده. "مرحبا يزن"
أنت تقرأ
زواج على ورق
Romanceماذا تفعلين عندما يتزوج توأم روحك أعز صديقاتك؟ إذا كنت رنيم أنس العطار، فستحافظين على علاقتك الوثيقة بلميس وتتعلقين بأطفالها دافنة مشاعرك الجياشة اتجاه زوجها عميقا، وحقيقة أن رائد يعمل في القوات الخاصة ويغيب لفترات طويلة تساعد؛ ولكن عندما تقع المأس...