لم تكن الايام تمر بسرعة....... كان كل شيء بطيء........
لعلى هذا راجع للخواء الذي اصابني....... كان الشتاء هادء على غير المعتاد
لم يكن فيه من الحيوية ما عهدته منه..... كان شتاء هذا العام دافئ و هادء
لم يكن من السهل الجلوس في مقهى في هذا الوقت المبكر في البرد القارص.... لكن كانت القهوة تستحق المخاطرة من اجلها
السماء تقصف بحمولتها على الارض تتخلص مما فيها من حزن فينا..... كانت حزينة مثل كل مرة........
لطالما كان الشتاء حزينا و حنونا...... كعجوز شيخ يرمي من الحكم لنا ما استطاع حمله طول سنين عيشه........
لم تكن مرارة القهوة ما يزعجني بل مرارة الايام.... فإن كان بإمكاني التخلص من مرارة القهوة بشيء حلو اكله فلن استطيع فعل ذلك للايام
نظرت للمقهى حولي من العجيب ان يكون محل في هذه الساعة مفتوح
لكن مقهى السيدة السوداء يكون استثنائيا دائما و لا افهم السبب
لعلى لما حدث فيه من قصص لا تحصى
ان كانت قهوة هذا المكان ساحرة فقط تجرعت منها ما يجعلني ملعونا من السماءاغمضت عيني استمع لزخات المطر العذب كيف تضرب الارض.....
ان فتحت مقهى سأجعله في مكان بعيد مهجور... لا يدخله سوى الغرباء مثلي... سأمنع كل التكنلوجيا داخله...... ستكون الطاولات متفردة لا تسع الى لشخص واحد...... ستكون اضاءته منعدمة... و الكتب تعم المكان.... ستكون رائحة القهوة العتيقة تملأ المكان....... و لن يكون للكلام محل فيه
سيكون مكانا خياليا متفردا...... لن يسعني تركه... سيكون منزلي.... و مسكني
سيكون كل ما املكه و لن اخاف من ضياعه فلن يدخله الا اصحاب الهم و الغم
انقبضت عيوني من صوت باب المحل الذي يعلن دخول زائر جديد..... ادرت رأسي اطالع من سيدخل في هذا الوقت الى هذا المكان
و انبثقت ابتسامة جميلة و هادئة وجهي... فلم يكن سوى عجوز يبدو عليه البلل من المطر
لكم اصبحت اقدس العجائز منذ وفاة ابي.... ليس اهانة له بل تقديس للحكمة التي كان يزخر بها
جلس العجوز على طاولة قربي ليخرج كتاب يقرأه بهدوء بعد ان وضع نظاراته
كان يرتدي معطف بني اللون من الجلد و تحته قميص اسود من الصوف... وقد ارتدى سروال كلاسيكيا بذات اللون
في معصمه ساعة فضية اللون يبدو عليها القدم ما يعني انه احتفض بها منذ ازل....... في خنصره الايسر خاتم ذهب اللون........ ما يعني انه متزوج
و انه في هذا الوقت في هذا المكان... فزوجته ميتة و يحاول ملأ فراغها بإشغال نفسه في ما يحبه
ذا لحية خفيفة بالاسود و الابيض ذا شعر رمادي اللون....... بتجاعيد مرسومة بإتقان على محاياه
لقد تشكلت لوحة ربانية للجمال............
رجل يتلون بالاسود و الابيض..... رجل اتى من زمن مختلف ليقع في زمن خاطئ
ابعدت نظري عنه فلطالما كان لي هوية في مراقبة الاشخاص العشوائيين....
قربت كوب القهوة البارد من فمي لابتسم........ هكذا اصبحت حياتي
مراقبة الناس صباحا باكرا مع قهوة مرة مرارة الايام.......... و ذهاب للعمل بعدها
نظرت لساعة لاجدها السابعة استقمت من مكاني اتوجه للمحاسبة كي احاسبها و اخرج بعدها
هكذا اصبحت منتهكا من كل شيء و من لا شيء.................
Ň. Ϻ
YOU ARE READING
شتاء هادء| hiver calme ✔
Randomلم تكن مجرد حياة كانت اتعس من كابوس دنيء نــبــذة: «يقال ان الكتابة نوع من الفضفضة،لكني ارها نوع من التعري،فنحن سيدي نتجرد من كل خصوصية فكارنا و نكتبها بقلم اسود على ورقة جرداء حملت همومنا لوقت طويل جدا و لا ادري انحن المشكلة ام العالم هو مشكلتنا؟...