#ندوب_الهوى
#الفصل_الخامس_والعشرون
#ندا_حسنسُلب منها مُعذب الفؤاد، الآن يُسلبوا منها شرفة!!
لحظات مرت عليها كـ الدهر وهي تركض على درج المنزل لتهبط إليه بأقصى سرعة وتراه أمام عينيها، لم تفكر في أنها حامل في الشهور الأولى وعليها التروي أكثر من هذا ولم تبطء لكونها تعثرت أكثر من مرة في عباءتها وكادت أن تقع على وجهها، قلبها يدق بعنف ولهفة قلقة خائفة على مُعذب فؤادها، ألم تكن منفصلة عنه وقلبها يؤلمها لما فعله ويفعله!؟.. ألم تكن كارهه كذبه وحديثه!؟.. الآن لا يوجد شيء كهذا فقط يوجد "جاد" زوجها وحبيبها والجالس داخل قلبها ويأخذ أكبر مساحة به، تناست كل شيء وتذكرت كونه الحنون والرجل الوحيد بحياتها يحبها ويهواها ويهوى راحتها على راحته، في لمح البصر خرجت ترى ما الذي يحدث ولما تأخذه الشرطة!.. لما تبعده عنها بهذه الطريقة أمام الجميع في لحظات!..
خرجت من باب المنزل إلى الشارع أمام الورشة والجميع مُتجمهر ليشاهد ما يحدث، نظرت إليهم بقلق ولهفة وهي تتقدم منه بخوف ثم صاحت تناديه بارتعاش وهي تقف خلفه:
-جاد!
كان يعطي لها ظهره يقف مع والدته التي بدأت في البكاء عندما علمت لما يأخذونه واستأذن من الضابط فقط لحظات ليجعلها تهدأ ولم يكن سيجعله يفعل هذا إلا لأنه يعرفه ويعرف ابن عمه بالأكثر، استدار لينظر إليها وقلبه عذبه بعد الاستماع لصوتها الذي يرتعش، لم يتوقع ظهورها أمامه بهذه الملابس البيتية وهذا الحجاب الذي يخرج نصف خصلاتها إلى الخارج:
-اطلعي يا هدير
أقتربت منه أكثر ولم تستمع إلى حديثه من الأساس قائلة بقلق ونظرة عينيها مثبتة على عينيه بعمق:
-رايح معاهم ليه؟.. عايزينك ليه يا جاد!..
ضغط على شفتيه ولم يكن يريد الصياح عليها في مثل هذا الوقت فقدم يده اليمنى إلى حجابها جاذبة على خصلاتها للأمام قائلًا بحدة مخفية:
-مافيش حاجه يا هدير اطلعي
حركت عينيها عليه تحاول أن تستفهم ما الذي يحدث وخلفه والدته تبكي بقوة وهو كان يذهب معهم رأته ورأت " عبده" يصيح خلفه:
-مافيش إزاي؟.. اومال رايح معاهم ليه
وجدت "سمير" يقتحم الحديث وهو يدلف بينهم بلهفة وقلق ويبدو عليه أثر النعاس وملابسه مكونه من بنطال قصير إلى الركبة وقميص داخلي، عادت للخلف خطوة وعينيها مثبتة عليه واستمعت إلى "سمير" يهتف بقلق:
-في ايه يا جاد.. واخدينك ليه
أمام كل من يقف من الحارة في شارعهم أجاب عليه بقوة وهو ينظر إليه ولم يتغاضى عنها وعن وقفتها هنا:
-حد مبلغ عني إني بتاجر في البود'رة
حلت الدهشة على كل من استمعت أذنه إلى هذا الحديث، "جاد"! لم يجدوا إلا هو؟ فهو معروف بأخلاقه واحترامه وتربيته الحميدة، كيف له أن يفعل شيء كهذا، لقد تركوا من يفعل هذه الأشياء أمام الجميع وذهبوا إلى شخص بريء ومعروف بكونه شاب صالح من شباب الحارة القليلون!..
أنت تقرأ
ندوب الهوى "ندا حسن"
Romance"يدعي دائمًا في صلاته لتكُن من نصيبه هو، لا يدري كم من مرة بكى عندما كان يشعُر بضياعها من بين يديه!.، على الرغم من ذلك لا يستطيع التحدث أو البوح لها بما يشعر به داخله لأنه يعلم دينه الصحيح، رفض والده كان قاطع ولا يحتمل النقاش وهو بار به كثيرًا ولا ي...