الفصل الأول ..
- يا فتاه أغلقي ذلك الصوت المزعج
هتف بها رجل في أوائل العقد الخامس بحنق شديد علي صغيرته التي قامت برفع صوت المكبر بأغاني صاخبة وهما ما زالا في الصباح
كانت ترقص علي الأغنية الصاخبة بمرح وتناغم ، خصلاتها الغجرية تعزف بألحان هادئة وتواكب خطوات جسدها ، عبست ملامحها وهي تستمع إلي صوت والدها الجهورى ، توقفت عن الرقص وأغلقت المكبر الصوتي بتأفف شديد .
صاح والدها وهو يضع بالأطباق علي الطاولة
- هيا يا ياقوت إنه وقت الإفطار
في لمح البصر وجدها جالسة علي مقعدها ، رفع حاجبه الأيمن فى إستنكار
- عندما أطلب منكي برمي القمامة تضعين سدادة فى أذنك ولكن عند الطعام أجدك أمامي في غضون ثوانٍ
كانت تأكل بتلذذ و هي تستمع إلي حديث والداها المتكرر كل صباح .. وكأنه صار عادة والداها
- البيض لذيذ يا أبي
هتفت بها بملء فيها وهي غير عابئة بصراخ والداها عليها ، يزجرها يعنفها وهي كلوح الجليد تبتسم ببلاهة أمامه
إلتقطت بكوب العصير وشربته دفعه واحده لتضعه علي الطاولة مرة أخرى
- لقد شبعت ، سأراك عند موعد الغذاء سلام
ودعته وهي تطبع قبلة على وجنتيه ليجز والداها أسنانه بغيظ حتي اختفت عن مرمى بصره
- هذه الفتاة تحتاج إلى من يُقوم سلوكها
إلتقط صحيفة اليوم وهو يتابع أخبار اليوم ، لا يوجد خبر جديد ، ظل يقلب الصفحات بسرعة مني توقفت يداه عن الحركة وهو يرى خبر جعل عيناه تتسعان بدهشة وقلبه يتراقص بفرح .. إنها الطريقة الوحيدة لجعل لتقويم سلوك ابنته والاعتماد علي ذاتها ..
قام من مقعده بنشاط رجل في العقد الثالث وليس في العقد الخامس ، إلتقط هاتفه وهو يضغط بالأرقام على أزرار هاتفه
- وأخيراً هناك شيء سيُقوم سلوكك
....................
- ياقوت هيا إلي الطاولة أربعة
هتف بها رجل بدين أصلع الرأس بملامح بشوشة ، تقدمت نحوه وأخذت بالطلبية وأوصلتها للطاولة لتعود أدراجها مرة أخري
إلي المطبخ .
توجهت نحو ذلك البدين وهتفت
- إستراحة خمس دقائق يا روجر