-09-

13 2 0
                                    

حينئذ.. هي فقط ارادت ان تكون كافية له لايقاظ روحه مجددًا
________________

- "اريد جعله يعيش برعب لاسبوع بعدها اقتله.. جعله يفقد عقله بالبداية.. جعله لا ينام.."

تضائل مجال رؤيتها بتدرج ملحوظ مع كل مرة كانت تشهد حركة لهما، كل ما يمكنها فعله هو منحهم ما يريدونه من فضاء لتفضح قطرات دمائهم اسرارهم الدفينة.
لما مشاعر الذنب تجتاحها الان؟
لما الان؟ مرت سنة بالفعل على معرفتها له لذا لما اللن بالذات انتبهت؟
لما لم تتصل النقاط و الخيوط الا الان؟
لما لم تعرف الا الان؟ لما لم تدرك الامر الا الان؟
تعابير مجهولة ارتسمت على طرف صاحب الخناجر الاخر.. بل هي لا تستطيع رؤيتها.
اخرج كلاهما خناجرهما كلها و انبثقت هالتهما للعلن، هي ببساطة ركزت على متانة الحاجز الجليدي حولهما بشكل مطوق و كأنما اضحت حلبة مصارعة.

و هاقد بدأت رقصة خناجرهما الاخيرة..

ارتسمت ملامح الاعجاب التام على وجهه فكيف لا و قد كان هو شريك تدريباته القديم؟
بدأ بتقليد اسلوب خناجر الاخر بسرعة و دقة اكبر مسددًا له عدة ضربات في مناطق مختلفة، متلقيًا ضربة على معدته فيردها له بطعنة على رأسه و قلبه..
انهيا الامر اسرع من المتوقع؟ ام تعمدا ذلك؟
خرجت تنهيدته نافضة منها غبار عتيق كان قد تمسك بجزء من ذكراه، مستديرًا ماشيًا نحو عزيزته ليستوقفه صوته..
- "لا بأس بما فعلت.."
لم تستطع رؤية وجهه حينها، زاد ذلك من قوة قبضة الذنب على مجرى تنفسها.
- "لقد انتهى كل شيء..."
- "نعم.."
- "عزيزتي؟.. ما بك؟.."
بأي نسق من الاحرف قد تستخدمه للرد عليه؟
غاصت بدون وعي في جل مستنقع قلقها و مشاعرها، عاقدة لسانها و مانعة لادنى صوت ان يتجرأ على الخروج من حنجرتها..
هل تقتحم الى قلب الموضوع؟ شعور الذنب؟ تبرير لما حدث؟ اخباره عن انها جزء من السبب؟ كيف ستكون مشاعره و ردة فعله؟
- "حمقاء.."
كما هي العادة هو احتضنها.. قد لا يعلم ما بها لكن كل ما يعرفه ان هذا ما تحتاجه، و بالفعل هذا كان الحبل الذي امتد لها للخروج من المستنقع الغليظ.
- "لا بأس.. كل شيء بخير.."
و كانه كان يزيل عنها بقايا طحالب المستنقع العالقة عليها بمسحه لظهرها و رأسها..
- "اشعر بالذنب.."
- "..ه-هي لما؟؟"
- "لان ما يحدث الان هو بسببي.."
- "ماذا تقصدين؟"
- "قتلك لصديقك؟ ما حدث لك سابقًا ضد ذلك الفتى؟"
- "لا بأس.."
- "هل تكرهني الان بعد قولي لهذا؟"
- "هاه؟ طبعًا لا؟ هل اصبتي برأسك اثناء قتالك بالاسفل ام ماذا؟"
- "..ل-لا لكن.."
- "اعلم اني قلت اني اريد تعذيبه و قتله لكن.. ما حدث ليس بسببك"
- "لكن.."
- "لا لا، لا مزيد من اللكن هذه، اسمعيني جيدًا عزيزتي.."
- "؟.."
- "انظري الي"
- "....."
- "اساي انظري الي"
مغلقًا كل الطرق عليها، رفعت راسها بتردد واضح..
- "انتي تظنين اني حزين بعد قتلي لصديقي و زملائي القدامى؟"
- "نعم؟.."
- "لا تقلقي لست كذلك.. ثم اني اعلم ذلك من البداية، بشأن الفتى و انه ذاته الذي قمتي بتربيته، بالاضافة الى انه امر طبيعي فقد كنت سادمر هذا المكان في كلتا الاحوال، ايضًا اي شيء حدث لي قبل علاقتنا انت لستي مسؤولة عنه ابدًا لذا لا تقلقي"
- "اذا كنت تعلم بشأنه لما لم تقل شيء؟"
- "لان ذلك امر منفصل عما يحدث الان و لست منزعج منه لتلك الدرجة"
- "..سأثق بك"
- "شكرًا عزيزتي.. و الان تعالي اوضح الامر لك"
ممسكًا بكتفيها قادها نحو مجموعة صور ملقاة و زجاجة نبيذ غريبة.
- "هذه الصور هي لعائلة صديقي و كما ترين.. رؤوسهم مقطوعة و عليها خناجري، و هذه الزجاجة هي دمائهم الممزوجة مع شرابه المفضل"
- "اوه؟"
- "ما حدث اني كلفت بمهمة لقتل عائلة ما و اكتشفت بعد ذلك انها عائلته هو، و قد اضطررت لالتقاط صور لاثبات موتهم"
- "....."
- "و كان يقول لي دائما 'اتعرف كيف ماتوا عائلتي؟ اطفالي و زوجتي؟' و انا كنت اجيبه بنعم لكني ساخبرك في اليوم الذي اكون به عدوك، وعدته بذلك"
- "وهو انت.."
- "و الان اخبرته و اعطيته ما اراد، اتبعيني"
قادها نحو زاوية ما، كاشفًا عن باب سرِّي يقود لمخزن ضخم من الاسلحة و المعدات.
- "لما منعتني من رؤيتها في البداية؟"
- "قتلت عائلة صديقي.. وهو اقرب لي من اخي حتى، لم اشعر بشيء وقتها و بصراحة لم اهتم لكن.. الان لدي انتي"
- "..اوه"
- "لدي انتي الان.. شخص بمثابة عائلة لي، لذا اصبحت افهمه رغم اني لست حزين"
ابتسم مطمئنًا لها، هي تعلم انه لا يكذب.. هو فعلًا ليس حزين.. هذا جيد.
- "انظري.."
مد يده لفتح باب سرِّي اخر كاشفًا عن رفوف مملوءة بالخناجر و السيوف و مختلف الاسلحة الاخرى، اه نعم لطالما كانت مافيا المطار تتربع عرش مخزون الاسلحة.
- "هذا السيف القديم اسمه انيما و هذا خنجري المفضل الذي ليس لي اصلًا.."
- "ل-لحظة ماذا قلت؟؟؟؟"
- "ماذا؟"
- "تعلم اني قاتلت بعنف في صالة مزاد السوق السوداء لاجل شرائه لكن اتى احدهم و اشتراه ببساطة و اختفى؟"
- "اوه كان ذلك انا و صديقي احضرناه هدية للزعيم"
- "ا---"
التقط احد الخناجر المحفوظة بشكل مميز عن الباقي ليشحنه بهالته ليتفاعل معها مباشرة و يبعث هالة اضخم.
- "نعم هذا ما اريده.."
- "تعلم اني حقدت عليك وقتها؟"
- "شكرًا عزيزتي"
- "تبًا لك.."
- "انظري لهالة الخنجر!"
- "وه انها فعلًا رائعة.."
- "و انظري لشيء اعجب منه"
اشار لنفسه بغرور لتفهم بسرعة و تتحقق من مستوى هالته.. سحقًا هذا الرجل اللعين لديه طرق عجيبة للحاق بها.
- "انه بسبب هذا الخنجر فهالته ضخمة، و بسبب صديقي لدي مهارة نسخ طريقة قتال"
- "الا يعتبر هذا نوع من الغش.."
اكمل مشيه ليصل لصندوق زجاجي حفظ زوجًا من الخناجر المسودة في كيانه.
- "و هذا ما كنت اريده ايضًا.."
و على خلاف السابق، فقد احتفظ بهم دون شحنهم بأي شيء.
- "اتينا هنا و انهيها عملنا و حصلنا على ما نريد اسرع مما توقعت، اصبحوا ضعفاء للغاية.."
- "اعتقد بانك انت من تطورت مهاراتك"
- "هل انا بهذه القوة ام ان مافيا المطار تغمرها الضعف؟"
ركلته خلف فخذه بانزعاج، فعلًا.. بدأ يصبح متفاخر لعين  بغض النظر عن كونه متنمر مستحنك كذلك..
لكن هذا جيد.. اعتياده على التحكم بهالته الجديدة..
- "هذا يؤلم.."
- "واو؟"
- "احضري انيما و اخرسي.."
- "نعم نع-.."
كادت تقسم بأن الزمن توقف فعليًا حينها، لما هذا الشيء هنا؟
مدت يدها ببطئ نحو سيف ابيض.. تناسب مقبضه بشكل مثالي مع راحة يدها، طبعًا سيتناسب بشكل مثالي مع مالكه القديم.
- "احضري معك اي سيف اخر تري- عزيزتي؟"
لم تستطع منع نيران الكراهية من الهيجان في عينيها المحدقة نحو شفرة السيف المصقولة بعناية فائقة..
ظنت بأنها قد تخلصت منه، لكن يبدو ان لعنة السيوف حقيقية..

_______________

22.10.22

اكتشفت ان الصورة الي احطها في كل فصل ما تطلع لذا بحطها هنا..

اكتشفت ان الصورة الي احطها في كل فصل ما تطلع لذا بحطها هنا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
إلى جانب المحيط | Along With The Oceanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن