_تاني يا نور تاني؟ مش بتزهقي؟ كل يوم كده كل يوم لازم تطفحي شاورما من هنا؟!
هفرقع من برودها ده، خلاص هي اتعودت علي تهزيقي ليها كل يوم، بقت زي ما بتسمع جُمل اتعودت علي سامعها دايما.
=وتين متتعبيش نفسك انا مبزهقش من المكان ده، وسيبيني املي عيني منه قبل ما اخد الطلب ونمشي.
بصيتلها بزهق وبصيت علي حبيب القلب وهو بيعملها الشاورما ومش علي باله ءصلا اللي واقفه هيمانه علي نفسها دي، زهقت من الوقفه فـ قولت اسبقها أنا علي المكتبه اللي جمب الكليه لحد ما تخلص، عرفتها اني هستانها هناك ومشيت، قد إيه المكان ده مُريح بالنسبالي مش مكان نور المفضل اللي كله كاتشب وبصل وتوم ونار وأكل، هنا مفيش غير ريحة الكتب والحِبر، فضلت اتمشي وسط الكتب لحد ما رسيت علي رواية اخدتها وقعدت علي كرسي في جمب وفتحتها وبدأت أقرأ، الوقت ده احلى وقت في المكتبه، مبيبقاش فيها ناس خالص دلوقتي، نادرا ان لقيت حد موجود فـ كنت ببقي علي راحتي ومزاجي عالي اوي، اندمجت مع الروايه لدرجة اني نسيت نور ونفسي معاها، تُهت بين السطور والكلمات والأحداث وعِشت مع كل حرف فيها، الوقت جري بيا لحد ما خلصت الرواية كلها، بصيت في الساعه لقيتها خمسة احيي انا هنا بقالي ساعتين؟! نور! نور مجتش لي، قومت بسرعه وحطيت الرواية مكانها وطلعت جري علي بره، من غير ما اخد بالي خبط في حد وانا طالعه من باب المكتبه بس موقفتش اعتذرت وجريت علطول، اتصلت علي الهانم يجي خمس مرات مردتش، روحت المطعم ادور عليها لقيتها قاعده وبتاكل وعادي جداً وتتحرق اللي قلقانه عليها، بس إي ده؟ لاء ثواني كده؟ هي قاعده مع مين؟ يا ليلة بيضة! هي وصل بيها الحال انها تقعد معاه كده وعلي ترابيزه واحده لاء وبيضحكوا كمان! قربت منهم وبصيتلها بمعني وحياة أمك؟.
_حضرتك قاعده هنا ولا علي بالك وتتحرق اللي قلقت عليكي عشان اتأخرتي لاء وكمان مربترديش علي فونك.
=معلش يا وتين والله ما انتي عارفه اني بعمله صايلنت دايما، حقك عليا الوقت خدني ونسيت انك مستنياني.
حاولت متعصبش عليها عشان متعيطش.
_وبالنسبه للأستاذ؟ قاعده معاه لي؟
وقف لما انا قولت كده وهي اتوترت وقالت بسرعه.
=احمم استاذ محمد كان بس بيحاول يعتذرلي عشان وهو بيدين الشاورما وقعت من ايده علي ايدي واتلسعت وكده فـ جابلي واحده تانيه واسر اني اقعد اكلها الاول وامشي، بس مش أكتر.
_وبصفته اي يقعد معاكي؟ وانتي تسمحي بده ازاي ءصلا؟
وقتها هو رد بديق حسيتها في صوته.
: في اي يا آنسه بتتكلمي كانك ولي أمرها هي مش عيلة عشان تساليها ده كله وتقوليلها تعمل اي ومتعملش اي.
بصيتله وكنت جبت أخري خلاص وكنت لسه هرد عليه لقيت نور مسكت ايدي وبصتلي بترجي كده اللي هو عشان خاطري اسكتي، سيبتها وخرجت من المطعم كله وهي بتجري ورايا تلحقني، وانا طالعه من الباب خبط في حد تاني مهو يوم مش باينله ملامح ءصلا، بس الخبطه دي وجعتني وانا مصدقت الاقي حد اطلع فيه غضبي، وقفت ومسكت دراعي بوجع وبصيت للشخص الأعمي اللي خبطني ده..
_حضرتك اعمي؟ مبتشوفش؟ مش بتعرف تمشي خلي حد ياخد بأيدك لكن هتفضل تخبط في الناس كده دي متبقاش عيشه دي، خد بالك من خطواتك عشان دراعات الناس مش لعبه المرادي دراعي وجعني يعالم حد تاني ممكن يركب شرايح ومصامير، دا اي القرف دا ياربي، ركبلك نضاره يا أخ بدل القرف ده.
