على ناصية الحارة

9 3 6
                                    

على ناصية الشارع عندنا مجموعة من الشباب المهتمين بشئون المارة من الناس وعلى إمتداد الشارع وطوله تراهم واقفين على جوانبه، يتفحصون المارة، ويتفقدون هيأتهم، وكأنهم مسؤلون عن الرعية وكلوا مهاما جديدة لتفقد شئون العابرين.
فى اول مرة رأيتهم وأنا أسير الى وجهتي، إقترب أحدهم مني، شاب  فى العقد الثاني من العمر حين إقترب مني متفحصا هيأتي بعينه إنتابني شيء من الرهبه أو العجب، مال هذا الشاب ومالي، لاتوجد سابق معرفة بيننا لينظر اةة هكذا، ثم استوقفني متسائلا: هل تريد شيء، أخبرني كل ما تحتاج لدينا.
بابتسامة مجتزئة بدت ملامحها على وجههي: شكرا، لست بحاجة الى شيء.
ثم أكملت طريقي الى وجهتي. وأمام ناصية كل حارة يقف مجموعة من الشباب، يتقدمهم واحد منهم يستوقف كل من يمر بسؤاله، أتريد شيء، اخبرني لدينا كل ما تحتاج؟
لم يكنمنى سوى الإندهاش، وانتابني شيء من الفرحة، لقد عاد الناس ليهتمون بشئون بعضهم البعض، الدنيا لسه بخير.

استمر هذا الحال طوال اول اسبوع، كلما مررت فى هذا الشارع متجها الى وجهة عملى مساءا، يستوقفنى أحدهم، ويسائلني اذا كنت أريد يقضيه لي أو يأتني به.
وانا فى كل مرة أشكره، وامضي فى سبيلى الى وجهتي دون السؤال عن تلك الاشياء التي سيقضيها لي ان أخبرته ماهي الخدمات التى تقدمونها.
ثم سألت زميلا لى فى العمل، هناك مجموعات من الشباب يقفون على امتداد الشارع وطوله، على كل ناصية حارة فى المكان كذا وكذا، يستوقفوني فى كل مرة ويسألونني  عما إذا كنت أريد شيئا يأتوني به، وأنا أشكرهم وأمضي فى سبيل حالي.
مازال الخير موجود وهنا بالأخص فى هذا الشارع، يساعدون الجميع دون سابق معرفة او قرابه.
ضحك زميلي ضحكة طويلة وأدمعت عيناه ضحكا حتى شعرت بالضيق والحرج، وحين هممت ان اقوم من جواره، امسك بيدي وقال، لاتذهب، ولا تؤاخذني، لا أقصد اي أهانة او تقليل، ولكنك مازلت لاتعرف ماالذي يروجون له او يقدمونه؟

هؤلاء الشباب يروجون المخدرات وانت تحسبهم يساعدون الناس، ألم تلاحظ أي روائح وانت تمر بجوارهم؟!

دعك منهم وامض فى طريقك، أو لتأتي من الشارع بالجهة الأخرى حتى لايعترضك احد من هؤلاء مرة اخرى، ولا تخدعك المظاهر مرة اخرى.
#كرم_محمد_حربي
#مقالات

أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن