منحوتة في أوراق ذاكرتي

14 0 1
                                    

حين ظننت أن كل شيء انتهى، اتضح أنها كانت البداية فقط ..
أكتب لكم وأنا على فراشي أحتضر وأمنيتي الوحيده أنني لم ألتقها قط ......

في صباح يوم ككل الأيام بينما أنا ذاهب إلى العمل رأيت تلك الأربعينية المسلمة تنظف أحذية المارّه لتكسب قوت يومها، لم أنظر لها نظرة ازدراء قط ولم أشمت بها يوما كعادة باقي الناس من الطبقه الغنية، بصراحه لقد أعجبني تفانيها بالعمل وكيف تلمع الأحذية ولا يفوتها إنش واحد غير نظيف.

بقلمي يوري-

في يوم من الأيام سمعت عن دين الإسلام ووجدت أنه دين جميل جدا لذا قررت اعتناقه، لم أعرف كيف أفعلها لذا قررت أن أسأل تلك الأربعينية كي تعينني على اعتناقه ومنها أجد شيئا أحادثها فيه، فنحن لم نتجاذب أطراف الحديث قط ! ولا أظن أنها تعرف عني شيئا. في صباح اليوم التالي استيقظت بوقت أبكر قليلا، عثرت عليها حيث كانت تنظم أدواتها لتبدأ صباحا مليئا بالعمل الشاق، شكرا لله أنها لم تَرُدَّني خائبا وها أنا ذا أصبحت مسلما. وهكذا بدأت قصتنا.. أصبحت أسلم عليها كل يوم حتى جاء ذلك اليوم وقررت الزواج بها، رغم أن عائلتي لن ترضى بالطبع فأنا أنحدر من أسرة فاحشة الثراء، يكفي أنني أصبحت مسلما وها أنا أريد الزواج من مسلمه أيضا !! لكنني ضربت كل ذلك عرض الحائط وتزوجتها، في يوم زفافنا كنت أنتظرها خارج صالون التجميل ولكن اتضح أنها لم تكن موجودة !!! بقيت أتصل بها مرارا وتكرارا ولكن لا حياة لمن تنادي، حتى فقدت الأمل وظننت أنها هربت بعد أن أخذت 200 ألف يورو كمهر.

مرت الأيام والسنين حتى لم أعد أذكرها، وها أنا ذا على مشارف ال 60 من عمري، توفي أبي في يوم ميلادي ال 60، لذا ذهبت إلى المقبره المجاوره لنا حتى أدفنه. انتهيت من دفنه وبينما أنا أمشي نحو المخرج لمحت قبرا مغبرا ماتت النباتات حوله يبدوا أن أحدا لم يطأه قط، وفي تلك اللحظه اقشعر جسدي وكأن صاعقه نزلت علي، وضعت النقاط على الحروف وبان أنه قبر تلك السيدة وتاريخ وفاتها كان بتاريخ زفافنا...

                            -تمت وبحمد الله-

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 22, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

منحوتةٌ في أوراق ذاكرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن