「 Moon 」

130 10 130
                                    

1943م.
دِيسمبِر الثَّامِن عَشر.

ما الوَقتُ تقريبًا؟
لا أدرِي ، كُلُّ ما أعرِفه أنَّه تأخَّر
السَّماءُ اكتست بِسوادٍ حالِك ، الثلوجُ افترشَت الأفق وَ ذاكَ البردُ الممَيِّز لشتَاء ديسمبر يكَاد ينهَشُ عظَامي .
لا شَيء يُنير سِوى ضوءِ تِلك الشمعة التِي أوشَكت عَلى الانطفاء

تَذبُل ببُطء كَكُل الأشياءِ حولِي
تارِكةً إيَّاي أصارِع أفكَاري و مخَاوِفي بظُلماتِ الليَّل وحدِي
سأبقَى هكذا أُكافِح كوَابيسَ خَلَدي حَتّى يَحِل الصبَاح
أَشُكُّ أنَّ جفنًا قد يَرفُّ لِي حتى
كيَف أنَام و لا أدرِي إِن كُنت سأعِيشُ للغَد بالأسَاس؟
أتساءل لِمَ على مُجَردِ شابٍ بِالثانيةِ وَ العِشرين مواجَهة كُلِّ هَذا؟
أن تفتحَ عينَيك كُلَّ يومٍ تقتُل أشخاصًا لا تعرِفهم و تَرى مَن تعرِفهم و لا تعرفهم يُقتَلون!!
لا يَمُرُّ يومُ دونَ فِقدان صديقٍ أو شخصٍ عزيزٍ عليك ...
تستَيقظُ عَلى صوتِ انفجارات وَ تنَام عَلى صوتِ صُراخٍ و عوِيل
مَاذا عَسانا نفعَل؟ لا شَيء
إنَّها الحربُ يا صديقِي مَاذا تتوقَع أن يكُون؟
الظُروف هِي مَن فرضَت علَينا التعَايُش مَع هَذا الوَضع ، ليسَ بِيدنا حيلَة .
فلتَحترِق كوريَا وَ اليابان بِحربهما و ليحترِق مَعهُما العَالَم أجمَع
كُلّ مُنيايَ أن أعيش بسَلام وَ أنَا لا أدرِي إن كُنت سأكون موجُودًا غدًا حتى!!
لا أدرِي لماذا أستمِر بكتابةِ تِلك المُذكِرات التِي لَن يقرأهَا أحدٌ إطلاقًا ، فقط وَجدتُ فيها الوَسيلة للتنفِيس عَن مشاعرِي
مشاعري التِّي ستُدفن تَحت أنقاضِ تِلك الحرب
تمامًا كصاحِبها ...

نَـا جَـايـمِـيـن

...

- نانا ، هيا أيها الكسول أتنام بمثل هذه الظروف؟

تخلل صوتٌ هادئ لأذني ،
فتحت عيناي و أغمضتهما بسرعة إثر اختراق ذاك الضوء لها

أين أنا الآن؟

دقائق حتى استعادت ذاكرتي كل شيء
فركت مقلتيّ محاولًا إبصار الموجودات حولي

- هيا أيها الطفل الكسول لا وقت لدينا
- بربك! كأنك والدتي توقظني للمدرسة نحن بمنتصف الحرب يا صديقي

وجَّهت عبارتي لرونجين القابع أمامي يضحك على مظهري

- و أتريد مِني الصراخ بصغيري مثلًا ... هيي نا جايمين استيقظ المكان ينهار فوق رؤوسنا؟!
- تشه لستُ صغيرك نحن بنفس السنة

لم يستطع التوقف عن الضحك بعد عبارتي تلك ...

آه رونجين ذاك ، أحيانًا أشك أنه ملاك متجسد بهيئته البشرية تلك
يستمر بمناداتي صغيره رغم أنه يكبرني بخمسة أشهر فقط!
يخشى حتى الصراخ بينما يوقظني كي لا أستيقظ فزِعًا
يهتم بأدق تفاصيل الجميع و يعطي كل ما لديه محاولةَ إدخالِ السعادة لقلوبنا
هذا الفتى برغم ما نحن فيه تراه يضحك مِن أعماق قلبه ، هذا القلبُ الذي لا يعرف للحزن طريقًا

𝐌𝐨𝐨𝐧 || 𝐍.𝐉𝐌حيث تعيش القصص. اكتشف الآن