حِبالٌ

215 23 67
                                    

-

مَرت بِضعُ أيامٍ عَلىٰ تَحطُمٍ الأفئِدّة حُزنّاً علىٰ الراحِل
وَلكِنَ جِراحَهُم لا تَزالُ تَنزِفُ
فالراحِل كانَ عِلاجَ ارواحِهُم المُرهَقة
كانَ الشمعّة الصَغيرّة الذّي تُبهِجُ مَنزِلَهُم

فَبماذّا تُعالَجُ أرواحَهُم؟!

بَينَمّا تَحطُمُ القاتِلُ كانَ مُضاعَفّاً
فَهوَ لا يَعّي أَيَبكّي حُزنّاً أم يُغَردُ فَرحّاً
أَيَبكّي حُزنّاً عَلىٰ مَوتٍ أخاهُ أم يُغَردُ فَرحّاً علىٰ طَيفِهِ؟!..
أضّنتهُ الأحّداثُ فَأصبَحَ لا عاقِلاً رَسمياً

يُحادِثُ طَيفَ اخاهُ وَيعتَنّي بِه،يَختَفّي الطَيفُ فَجأة
ثُمَ يَعوّد
وَلكِنَ تِلكَ الروح لا حِسَ لَهّا،فَكانّت أحادِيثٌ مِن طَرفٍ واحِد
أسئِلّة دونَ إجابّاتٍ...

يُحاوِلُ كُلَ يَومٍ أن يَسمَعَ صَوتَهُ
وَلَكِن لا يَحصِلُ علىٰ شَيءٍ

سُمّي بالمُختَل مِن قِبَلِ شَقيقَتِه الخائِفّة عَليهِ
وَتَعَرضَ لِلشَفقّة مِن والِدَيهِ

ثُمَ جاءَ آخِرُ مَن تَوَقَعَ مَجيئَهُ
إبنُ عَمَهُ الوَحيدُ الذّي كانَ صديقّاً

وَأحرّقَ كُلَ شَيءٍ بِقَولِهِ
مَجنون

***

مَضَت لَيالٍ بارِدّة أُخرىٰ
لَكِنّها مُختَلِفّة
تِلكَ الروح لَم تَعُد تَظهَر
أصبَحَ جونغوون غَيرُ مَوجود
لا جَسدياً ولا رُوحياً

أِضطَرَبَ القاتِلُ فَكانَ كُل ما يَفعَلَهُ هَلوساتٌ

تارّة يَصرِخُ بِهيستريّة يُنادّي أخّاه
وَتارّة يَبكّي صامِتاً يُحّي ذِكرّاه

ذاتَ يَومّاً قَرَر أن يُهمِلَ دَواءهُ مُجَدَدّاً
لَعَلهُ يَفقِدُ عَقلَهُ فَيَراه

بَدّأ يَفقِدُ نَفسَهُ شَيئاً فَشّيء
بَدأ يَنصاعُ داخِلَ أفكّارٍ غَريّبة

مَضّى بِخطواتٍ مُبَعثَرّة إلىٰ وَسطِ غُرفَتِهِ

نَظّرَ إلىٰ الدُمّىٰ المُحاكّة المُهمَلّة
تَحاوّطَ عَلى أهدابّها التُراب

فَأُحتُجِزَ بِبَحرِ الذِكرَيات

***

"سونوو هيونغ،لَقّد صَنعتُ دُمّية جَديدّة،ما رأيُكَ بِهّا،هَل تَوّدُ إعطائّها لَقباً أم أُلقِبَهّا أنّا؟!"

عايَنَ الأوسّطُ صَوبَ أخاهُ الصَغيرُ فَأردَفَ

"جَميلّة،شَعرُهّا مُتقَن،فَلتَقُم بِتَسمِيَتِهّا أنتَ،لابُدَ أنكَ قَد فَكَرتَ مُسبَقاً فَ أنتَ قَد أتقَنتَهّا"

إبتَسمَ الصَغيرُ بِإحراجٍ فَما قالَهُ صَحيح
لينبِسَ بِهدوء

"سَأُسمِيها سِيرڤايڤي،مُشتَق مِن كَلِمّة surviving،وَالذّي تَعنّي النَجاة،فَهِذهِ الدُميّة تُمَثِل نَجاتّي مِنَ الوَحدّة عِندّما ذَهبتَ إلىٰ المَشفّىٰ لِوَقتٍ طَويلٍ هيونق"

"هَل شَعرتَ بِالوَحدّة عِندّما لَم أكُن هُنّا؟!"

"أجّل،كَثيراً"
"لَكِنَكَ تَملِكُ الكَثيرَ مِنَ الأصدِقاءَ"

"لَكِن لا أحدَ كَمِثلِكَ هيونق"

لا أحدَ كَمِثلِكَ
تِلكَ الجُملّة رَسَمَت إبتِسامّة صَغيرّة لِأولِ مَرّة عَلىٰ شِفاهِ غَريبُ الأطوارِ البَليد
مُذ وُلدَ...

***

هَذِهِ الذِكّرىٰ جَعلَتهُ يَنتَشِلُ تِلكَ الدُميّة مِن رُكنِهّا المَهجورِ بِغَضبٍ
مُمَزِقاً تِلكَ الخيوطَ المُحاكّة بِإتقانٍ
ثُمَ صَرخَ ناطِقاً
"أنّا أسوأُ مِنهُم جَميعاً"

تَقطَعت أنفاسّهُ لَكِن لا أحدَ يَسمَعُه

فَقَد كانَ الجَميعُ خارِجَ المَنزِلِ كُلٌ يُحيّي ذِكّرىٰ الراحِلِ فِي بُقعّةٍ مَا

نَظَرَ إلىٰ تِلكَ الخيوطٍ المُتناثِرّة

فَ راوَدَتهُ أفكارُ نابِعّة مِن إهمالِ دوائِه

ماذّا شَعَرَ جونغوون عِندَمّا حُبِسَت أنفاسَهُ؟!

أرادَ أن يَشعُرَ بِمّا شَعرَ بِه الأصغّر

فَقامَ بِرَبطِ تِلكَ الخيوطَ حَولَ عُنُقِهِ صانِعاً مِنهّا حِبالَ مُمِيتّه،قاطِعّاً كُل مَجرّىٰ لِلهَواءِ.....

فَقامَ بِرَبطِ تِلكَ الخيوطَ حَولَ عُنُقِهِ صانِعاً مِنهّا حِبالَ مُمِيتّه،قاطِعّاً كُل مَجرّىٰ لِلهَواءِ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

End of story

.......

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 30, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الأَخذُ وَالعَطاءُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن