الفصل الثامن والعشرون

16.7K 733 197
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_الثامن_والعشرون
#ندا_حسن

فراق مرة أخرى؟

هل استمع إلى ما قالته بشكل صحيح؟ هل قالت أنها حامل! تحمل داخل أحشائها طفل لها وله؟ هل قالت هذا أم لأ؟..

نظر إليها بعينين مُتسعة بقوة والصدمة وقعت فوق رأسه جعلته لا يستطيع أن يفعل أي شيء سوى النظر إليها بعمق شديد منتظرًا منها أن تكمل أو أن تقوم بفعل أي شيء يخرجه عن صمته..

رفع حاجبيه للأعلى دون حديث وحرك عينيه بحركة تعرفها دليل على أنه يريد تأكيد الحديث مرة أخرى لكي يستوعب أنه صحيح..

تقدمت بهدوء منه ووقفت أمامه وهو جالس على الفراش يرفع رأسه لينظر إليها بتركيز واستمع إليها تهتف بنبرة خافتة ووجهها يبتسم بهدوء:

-أنا حامل يا جاد

أخفض وجهه إلى الأرضية ووضع كف يده على جبينه يمسح عليه بقوة، هذا صحيح! لقد أكدت حديثها، أنها حامل، تحمل طفل داخلها منه هو! سيكون والده! إنه سيكون أب عن قريب..

سيتحقق حلمه البعيد صعب المنال الذي تأخر عنه، ولكنه لم ييأس وعلم أنه له وقت وميعاد يأتي به مقدر له من الله..

لقد كان هذا أكثر شيء يريده.. أكثر وأول شيء يريده من الدنيا بعد وجوده مع زوجته وحبيبته، يريد ولدًا منه ومنها يحمل جمالها وصفاتها الرقيقة يكن له السند والعون في الحياة..

قلبه يدق بعنف شديد ووجهه أصبح يتصبب عرقًا وهو للتو خارج من المرحاض بعد أن استحم، يشعر أن الجو حار كثيرًا وقلبه يزيد عليه الضغط بهذه السرعة التي يخفق بها..

من الأساس لما هذا الشعور الغريب والحركات الأغرب التي تصدر من جسده دون قصد.. ما هذا الشعور وما هذه الرغبة المُلحة في ظهور دموع عينيه..

لقد كان حلم بعيد وأكثر ما تمناه ولكن ليس لدرجة البكاء، ما هذا الضعف، ولما لا يستطيع تحديد كلمات أو أي شيء يقوله أو يفعله.. لما هو هكذا!..

تغلب على نفسه ورفع بصره إليها مرة أخرى ينظر إلى عينيها المنتظرة منه أي رد فعل بعد أن قالت له خبر سعيد مثل هذا، ثم بعد رفعة رأسه وقف بجسده أمامها ومسح على وجهه بكف يده ثم تحدث بخفوت ونظرة مترقبة منتظرة التأكيد الأكبر:

-بجد؟ يعني بجد أنتِ حامل؟

أومأت برأسها عدة مرات مُبتسمة تؤكد له ما يريد التأكيد منه كي يبتسم للحياة مرة أخرى ويتناسى معها كل ما مر عليهم من حزن وقهر، أقترب منها للغاية مقدمًا يده اليمنى واضعًا إياها على بطنها ناظرًا إليها ثم صعد بعينيه مرة أخرى لعسليتها قائلًا بحبٍ:

-في هنا نونو

مرة أخرى تومأ له بعد أن اتسعت ابتسامتها وظهرت أسنانها البيضاء من بين شفتيها الوردية..

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن