الفصل الرابع عشر-ج١-

62 3 0
                                    


أوّلا آسفة جدّا لعدم تنزيل الفصل في موعده البارحة لظروف طارئة كوني نسيت كلمة سرّ الحاسوب وعانيت لاسترجاع الفصل..
المهم لدي خبران الأول جيد وهو أن معي نصف فصل بالفعل والثاني سيء نوعا ما وهو تأجيل النصف الثاني للأسبوع ما بعد القادم...

أتركم الآن مع النصف الأول من الفصل 14

الفصل الرابع عشر(ج1)

الفصل الرابع عشر

إن هي لحظة تحزم فيها اختيارك..
إن هي لحظة ينفذ فيها القرار حين تصل لطريق لا رجوع منها...
إن هي سوى لحظة يُأسر فيها قلبك فلا تستعيده بعدها أبدا.
إن هي لحظة تغير مسار حياتك ..
إن هي لحظة...
****
عاد أسامة للمنزل مساء...
تجاوز باب الفيلا واتجه بآلية لغرفته ...لكم أضحى يشعر بالغربة في هذا البيت..

يتخبط ضائعا كسمكة صغيرة أخرجوها من البحر وعلقت بين شباك معقدة.

مؤخّرا بات يفكّر في الاستقلال ببيته الخاص بعيدا عن كل ما يسببه عيشه هنا من ضغط نفسي أضحى غير قادر على تحمله.

لكنه يعود ويغير رأيه من أجل عائلته التي تحتاجه أمّا هذه المرة بالذات فقد حزم أمره والقرار نافذ..

وضع حقيبة سفر كبيرة فوق سريره ووضع بها بعض الثياب وحاجياته الخاصة برتابة ثم أغلقها بهدوء وحملها معه نحو الأسفل.

خرجت منّوبيّة من المطبخ -وقد سمعت صوت خطواته- كي تشاكسه كعادتها لكنها فوجئت بالحقيبة الضخمة التي يجرها فهتفت بذهول وهي تتمسّك بيده :
" إلى أين تذهب يا ولد؟"

ردّ ببرود:" لبيتي
"
"بسم الله عليك ...ما الذي أصابك يا أسامة؟ ها هو بيتك..."

جذب كفه من بين يديها وقال بعصبية:" أتركيني يا ماما منوبية...أنا أدرك جيدا ما أفعله."

لكنها رفضت باستماتة تركه يغادر وحين فشلت في إقناعه ورأته يخرج للمرآب بتصميم ليضع حقيبته بصندوق سيارته في استعداد للرحيل هرعت لتنادي والده عله يوقفه.

ذهل صالح من تصرف ولده وقد أدرك نيته فهو في العادة حين يسافر ولو لأبعد الأماكن لا يحمل سوى حقيبة ظهر خفيفة إذن فقد قرر الرحيل حقا..

نزل مسرعا نحو المرآب وهتف يناديه بصرامة آمرا:" ماذا تفعل يا أسامة؟ إلى أين تظن نفسك ذاهبا؟ لا أحد من العائلة يغادر بيت المحمودي."

ترك أسامة صندوق السيارة -حيث كان قد وضع حقيبته للتوّ- مفتوحا ثم استدار إليه ووقف ينظر إليه طويلا فظن صالح أنه سيستجيب لطلبه كما كل مرة فابتسم بنصر لكن بسمته ماتت حين أغلق أسامة الصندوق بهدوء وقال ببرود قاتل :" خيبت أملك كالعادة؟ الغريب أنني هذه المرة لا أشعر بأي ضغط أو لوم تجاه نفسي...خيبة بخيبة والبادئ أظلم يا ..سيد صالح."."
ثمّ استقل سيارته مغادرا وكأنّه لم يره حتّى..

وقد حل ربيعك بروحي! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن