دَفن رأسه داخل تجويف عنقها يضمها له، ليفتح عيناه ينظر لها فوجد رأسها مائلة بوضعية لم تكن مريحة لها على الإطلاق، فأمسك بمؤخرة عنقها من الخلف ثم إعتدل في جلسته و ضمها لصدره، فإنغمست هي بأحضانه تنعم بعناق كانت في أمّس الحاجة إليه، فمسح على خصلاتها بحنان، بينما تململت تاليا بعد قليل لتستقيظ، فتحت عيناها بعدم إستيعاب، فهي بين ذراعيه بهذه السهولة، إنتفضت من بين ذراعيه فطالعها بدهشة لتقول هي بتلعثم تفرك عيناها:
- أنا إزاي نايمة في حضنك بالشكل دة؟!!إستغرب سؤالها فأردف بهدوء:
- فيها إيه يعني مـ أنتِ مراتي هو أنا شاقطك؟!!شهقت بصدمة من هذا اللفظ البذئ بالنسبة لها لتردف بحدة:
- مـ تحسن ملافظك شوية هو إيه اللي شاقطك!!!أخفى إبتسامة كانت على وشك الإرتسام على ثغره، ليقول بجدية زائفة:
- م هو دة مش سؤال يعني!!!حاوطت عنقها بإرهاق و هي تنظر له بضيق، فلاحظ تآوهاتها المتألمة و هي تفرك رأسها يمينًا و يسارًا، و بدون مقدمات كان يقبض على خصرها ليجذبها نحوه لتلتصق بصدرُه حتى أنه ثبّت رأسها فوق صلابة صدره فصرخت بفزع أن يبتعد عنها و بدأ جسدها في الأرتعاش و لكنه كان الأسرع في تهدئتها يمسد على خصلاتها يقول بحنان و هي شبه مستلقيه أعلاه:
- ششش إهدي يا تاليا متخافيش مش هعمل حاجة! هدلِك بس رقبتك شوية عشان عارف إنها وجعاكي!!!نفت برأسها تغمغم بالرفض و هي تدفعه من صدره لكي يبتعد رافضة هذه الفكرة تمامًا، و لكنه و بلمساتٍ حنونة كان يفرك مؤخرة عنقها بلطف شديد، فإرتخت ضرباتها حتى إنعدمت، و إستكانت رأسها فوق صدره مغمضة عيناها و هي تحت تأثير سحر لمساته، فإبتسم هو بمكرٍ يشوبه البعض من اللطف و أنامله تدلك بتناغم عنقها، ظل هكذا حتى وجدها تردف بصوتٍ ظهر به ضيقها:
- فهد .. ليه إتجوزتني؟!!توقف فهد فجأة عما كان يفعله و تصلب جسده بالكامل فنهضت جالسة بإعتدالٍ، لتنظر له تراقب عيناه الشاردة بالفراغ، و وجهه المتشنج، و إنقباض فكه فنظرت لأناملها تقول و عيناها قد إمتلئت بالدمعاتِ:
- كنت عايز تنتقم من مين فيا؟ ليه كنت بتدّفعني حساب غلطات حد تاني؟ثم رفعت عيناها المتلألئة له فطالعها بجمودٍ، فقالت بصوتٍ يُبكي الحجر:
- ليه كسرت فرحتي يوم فرحي؟ إنت عارف إني كنت مستنية أدخل من الباب دة عشان أترمي في حضنك و أقولك إن أخيرًا ربنا عوضني بيك؟ إنت عارف كلامك ليا لما دخلتلي الأوضة ساعتها عمل فيا إيه؟ عارف .. أنا .. أنا حسيت بإيه وقتها!!!نهض فهد من فوق الأريكة يمسح على وجهه بعنف يشعر بأن الدماء تغلو في عروقه فهي قد ذكرته بكل ما فعله أبيها دون قصدٍ منها، وجعلت قلبه أكثر قتامةً، نهضت تاليا تقِف خلفه تستجديه:
- فهد .. إحكيلي مالك؟ إيه اللي شايلُه في قلبك مخليك كدا! قولي مين أذاك و عايز تنتقم منه، أنا هقف جنبك، و الله حتى لو أنا اللي أذيتك هسيبك تنتقم مني، بس قولي مين اللي خلاك بالشكل دة!!! ليه الغل اللي في قلبك دة؟!!
أنت تقرأ
انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمد
Roman d'amourمدّ كفُه و قبض على ذراعها بقسوة، ثم جذبها لمنتصف الغرفة حتى وصل إلى الفراش، لتتفاجأ به يُلقيها عليه بقوة فأختل توازنها لتسقط على ظهرها، تنظُر له و الذهول قد ملئ أعيُنها!!! بدى و كأنه لم يرى نظراتها المذهولة، ليُميل عليها يُحاصرها بذراعيه المفتولين،...