في خبايا الروح هناك مئات الحكايات آلاف الاسرار المدفونه قصص لو طفت على السطح و ظهرت في مقلتنيا لعلم الجميع حجم الالم الحقيقي ..... الالم بداخل القلب ليس بهين .... الخذلان غير عادي .. و لكن .
لابد و ان تستمر الحياه ...... إن كان الخذلان من شيمهم فالأستسلام ليس من طباعنا .
خلقت كمحاربه في زمن التخلي عن جميع القواضي فنبذها الجميع حتي اعتادت الوحده .
و جاءها كفارس شهم مغوار تمكن من الوصول لأعمق ما فيها ..... الوصول من كل كلها فلم يترك بها ذره لنفسها فأصبحت كل روحها له .... ليكن لها إما العوض المنتظر .... او السيف المسموم في قلب محاربه ظلمها الزمن الذي جاءت به .
............................
استيقظت صباحاً ترتدي ملابسها التي اعتادتها منذ ان جاءت لتلك البلده ..... عقلها لا يستعب مرور عامين علي تخرجها من الجامعه و قدومها إلي هنا لتحقيق احلامها بعيداً عن عائله نبذتها و اصدقاء خائنين ....
بسروال جلدي لامع قصير للغايه ( هوت شورت ) اسود كاشف عن ساقين نحليتين كالأطفال و تيشيرت قطني اصفر فاتح قامت بطي و ربط جزئه السفلي كاشفه عن مساحه لا بأس بها من معدتها و ظهرها و شعر مموج مفرود بعشوائيه علي كتفيها و حقيبه وسط شبابيه بها هاتفها و مفاتيح الشقه و المطعم التي قامت بتأجيره منذ وصولها تلك البلده و قليل من النقود .... و حذاء ارضي اسود قامت بربط رباطيه بعشوائية طفله لا تعلم كيف تفعلها . .
نظرت لنفسها في المرأه الجانبيه لباب الشقه الداخلي بإبتسامه متسعه .... فرحه هي بظهرها الطفولي هذا .... قصر قامتها الشديد فهي بالكاد تبلغ المائه وخمسون سنتيميتر و جسدها شديد النحافه الذي يظهرها طفله في السابعه عشر علي الاكثر و يجعل الجميع يتعامل معها علي هذا الاساس ... بينما هي في الاصل فتاه كادت تبدأ عامها الرابع و العشرون بعد اشهر قليله و لكن من يهتم بالعمر علي ايه حال .
لاحظت تأخر موعد خروجها اليوم .... ابتسمت بسخريه و هي تتذكر القاب اطلقها عليها اصدقائها بسبب حبها الشديد للنوم ك الكوالا و الباندا النائمه و لكنها لم تهتم فهي كذلك بالفعل .
تلاشت ابتسامتها تزامناّ مع فتحها لباب شقتها التي تعيش بها وحيده و تجمدت اوصالها و هي تراه امامها بطوله الفارع للغايه فاللعين يكاد يصل للمائه و تسعون سنتيميتر و جسد معضل متناسق و طله شبابيه تخطف الالباب و ليكمل الله نعمه عليه رزقه بملامح رجوليه مهلك و الاصعب و الأشد وطئه علي قلبها عينان فيروزيتان رائعتان يخطفان انظارها و دقاتها بلا اي مجهود يكفي حضوره .... حركت رأسها بعشوائها تخرج عقلها من حاله التأمل و السبات اللاتي يتمكنان منه ما ان تراه و تحدثت بما يناقض افكارها .
- يخربيتك ايه يا جدع انت واقف كده ليه زي القضا المستعجل فزعتني ياللي تنشك في ودانك .
ابتسم بسخرية بعد ان تأملها كامله و لم يترك تفصيله لها لم تمر بها عينيه و تحدث بصوت جامد اجش .
# اخلصي و افتحي الزفت المطعم عاوز اشرب قهوه و افطر .
قالها بخبث شديد قاصد ليري رده فعلها وها هي تحقق له ما يتمني .
- تفطر ايه يا كداب انت مابتفطرش اصلا ... و بعدين تعالي هنا انت عرفت بيتي مين ... نهار اسوح شكلك قاتل متسلل و جاي تخلص عليا انا قلبي حاسس ان دي طله مجرمين مش معقول تكون بني ادم عادي كده .
زادت ابتسامته الجانبيه و هي يقترب منها و يلاحظ الفزع في مقلتيها و لكنه مستمتع للغايه و لا يعلم حتي لما يشعر بهذا الكم من الادرينالين و الحماس بجوارها .... اقترب منها الي حد استنشاق هذا العطر اللعين الذي يؤرقه ليلاً و يسلب عقله نهاراً .... اغمض عينيه مستمتعاً بانتشار العطر و تداخله مع خلايا رئتيه غافلاً عن ارتجافها امامه كعصفور وقت مطر ولا ملجأ له .
انحني قليلاً ..... حسناً انحني كثيراً جداً ليقترب من اذنها و يتحدث هامساً .
انا لو ماشربتش القهوه اللي بتعمليهالي دلوقتي حالا هتحول لقاتل متسلل فعلا و هاتبقي انتي اول ضحيه ليا .... ف بسرعه ع المطعم قبل ما احبسك هنا بحد ما اعرف سر القهوه و الاهم .... سر العطر .!!
أنت تقرأ
عطر ارسانيوس ( بقلم / آيه محمود)
Romanceالخذلان شعور مرير يصيب الإنسان للمره الاولي فإما ان يكسره او يجعله اكثر جموداً و صلابه ..... و هي لم تخذل مره واحده لقد خذلها الجميع .... لم تتعافي من خذلان إلا و لحقها الاخر حتي اصبحتت فتات .... شبح انثي انهكها الخذلان فباتت هذيله شاحبه بلا طاقه .