جحر الشيطان ج3 ح36 ج2

156 11 0
                                    

جحر الشيطان ج3
ما زال للعشق بقية
الفصل  (36ج2).

ستقول وداعًا! ستقول سلامًا؟ سأقول مرحبًا لعتمة أيامي القادمة دون وداع، دون نهار يجليها  ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتفض جسد خديجة، انتفاضه قوية .. أشد من انتفاضة الصاعقات الكهربائية التي تلقتها آنفًا، وأعتدلت جالسة على الفور مجفلة، متزلزلة، لقد زال قلبها وهي تحدق في جسد اراس الذي سقط أمامها بدوي هائل، مزعج، محطم .. حطم فؤادها الذي تناثرت شظاياه بين جنبيها، وارتفعت دقات قلبها بقوة وهي ترى الدماء تنفجر من جبهته، فسرت قشعريرة باردة في بدنها، وتدفق الدمع من عينيها وهي تلهث مرتجفة.
ما الذي حدث؟
كان أمامها يكبر!
كيف سقط جثة هامدة هكذا؟
هذا ليس اراس حتمًا ..
هذا ليس هو ..
لا لن تصدق عينيها أبدًا فالعين في بعض الأحيان تكن كاذبة لا ترى!
لا غرو! فؤادها لا يصدق رغم تحديقه في جسده دون إلتفات.
استجمعت قواها لتندفع ارضًا زاحفة على ركبتيها وكفيها وهي تردد اسمه كالتائهة، وراحت تلطم على خدها بتوسل، ترجوه أن يجيبها.
أن ينبس بأي حرفٌ يطمئن قلبها!
ليفتح عيناه ويجيبها لتصرخ بحبها له..
نعم هي الآن تعترف إنها بدأت تحبه ..
تحب اراس الذي كان يصنع لأجلها المستحيل لترضى ..
تحب اراس الذي لا يهون عليه دمعة من مقلتيها ..
تحب اراس الذي كاد يجن حين اختطافها ..
تحب اراس الذي يفديها بروحه لتكن هي بخير ..
رفعت رأسه إلى صدرها وتساقط دمعها بحرقة على وجهه كاللهب، ثُم صرخت وهي تشهق  ..
صرخة طويلة .. صرخة تقطع نياط القلب
صرخة تردد صداها في الأرجاء..
وفي حجرة قريبة من حجرتها كان آجار جالس بداخلها بجانبه مالك ومعاذ، وعلى الفراش جلسن البنات حول أروى …
كان آجار يشاهد فيديو على جوال مالك وهو طفلًا وتنطلق ضحكته صافية عذبة، ربما لم يضحكها يومًا، بالتحديد منذُ طفولته.
وفجأة! سقط منه الهاتف وانتفض قلبه مع صرخة خديجة باسم اراس، تلك الصرخة التي يقسم إنه لم يسمع أوجع منها قط …
صرخة نبأته إنه سيخسر عزيز … عزيز كان له سند قبل ان يكون رفيق
وحدق بعيناه وهو ينقل بصره بين الشباب مرددًا بخوف  :
_ خديجة؟؟ اراس!!!!!
ثم قفز راكضًا نحو غرفتها وخلفه باقي الشباب والبنات الذين اندفعت ايضًا، بينما صاحت اروى  :
_ خديجة، خديجة بتصرخ .. دي خديجة مال خديجة..
كانت تردد دون وعي لدموعها التي قفزت من عينيها على صرخة خديجة التي انغرست في فؤادها كنخجرًا محميًا بالنار.
فتح آجار الباب ولم يقو أن يخطو خطوة واحدة فأسند ظهره على حافته، وحدق في الدماء التي تنسال من جبين اراس فسال دمعه يهوى كسيلٌ جارف، أو نهرين جاريين.
في حين صمتت خديجة تمامًا وهي تحدق في وجه اراس لاهثة بانفعال، وغاضت عيناها، توقف الجميع حولها بلى حراك، صدمهم حزن خديجة الذي شطر قلوبهم شطرًا.
خديجة التي تعد الأخت الكبرى لهم ..
النور الذي يضيء حياتهم ..
كانت اروى تحاول أن تنهض بكل قواها لكنها لم تستطع بسبب قدمها حتى سقطت على وجهها وهمت ان تزحف لتذهب إلى خديجة حين اقتربن منها ممرضتين بمقعد متحرك نقالتها عليه وأخذتَها إلى خديجة.
كان الأمر مؤلم .. مؤلم بحق، رفعت خديجة نظرها وتطلعت في وجوههم جميعًا وهي تهمس  :
_ نجيب إللي قتله، نجيب.
كانت صدمة حقيقة عليهم كأنما ألقت قنبلة موقوتة بينهم، حتى لم يلاحظن أخذ الأطباء والممرضين لجسد اراس من أحضان خديجة.
ونهضت وهي تؤمئ مغمغمة  :
_ نجيب بيعمل كل إللي بيأمره بيه ماهر.
رشهقا آجار بنظرة غريبة فاقتربت منه وهي تحدق في عينيه مباشرةً متمتمة  :
_ ماهر ونجيب هما إللي وراء كل اللي حصل لنا.
اندفع آجار من أمامها وهو يتعثر في خطواته مغادرًا الغرفة وهو يتمتم  :
_ هقتله … هقتلهم، هقتلهم.

جحر الشيطان (ما زال للعشق بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن