لعنة التناقض

الصغير وميدو لوحدهما

داخل غابة الصنوبر ، عند البحيرة الجميلة تحت ضوء الشمس الساطع . على حبات الرمل الصفراء ، فوق صخرة باردة يتهادى الموج برقة على سطحها كان ميدو جالساً أمام المخلوق الصغير ينظران لبعضهم تحت غيمة مليئة بالضغط والتوتر بعد ما فهم الهدف من مجيئه إلى هذا المكان الخالي .

قال ميدو وهو ينظر لعينين المخلوق الصغير :

"لقد أدركنا سبب مجيئنا إلى هذا المكان الخالي الذي لا يرى ولا يسمع ما يدور فيه قل ماعندك فأنا أنتظر ."

ضحك المخلوق ثم قال :

"يبدو أنك فطن  اطمئن لن أفعل أي شيء مريب كل مافي الأمر أننا نستطيع هنا التحدث بحرية ، فكلامك سيحتم علي ما سأفعله . "

"وعن ماذا تريد التحدث بشأنه . "

قال الصغير بجدية بارزة :

" لقد أخبرتني أنك على على صلة بالقرية التي نزل بها مخلوق الكونتراست ،  فأخبرني عن ما تعرفه عنها وماذا حصل في ذلك اليوم الذي هاجم فيه وحش الكونتراست القرية المشؤومة منذ عقد من الزمن ."

صمت ميدو ثم قال :

"لقد مرت سنوات وأنا أعيش في هذه المدينة بعيداً عن الريف لم أرى أو أسمع أحداً يتكلم عن ذلك اليوم ولا عن الريف بمجمله أصلاً ، هم لا يعيرون أدنى اهتمام لذلك ، لذا لا يسأل أحد عن ذلك الحدث إلا من كان له صلة بالموضوع نفسه وهذا واضح في شكلك صراحة(يقصد أنه يشبه الوحش في الغرابة و الغموض) أو باحث تاريخي يجمع أحداث التاريخ ويدونها فأي الأمرين كان فهو يعلم جيداً عن طبيعة ما حصل فإن كان لك صلة  فأريد معرفتها وإن كنت باحثاً فأعرني بعض ما عرفت فالمعرفة ليست بالمجان ."

" مممممم بصراحة لم أتوقع هذا الرد منك لكنك محق المعرفة ليست بالمجان فعلاً ، إذاً لنعقد اتفاق بيننا أن تخبرني بما لديك وبالمقابل سأخبرك عن ماأعرفه من مخلوقات الكونتراست أظن أنها صفقة في صالحنا نحن الإثنين ."

"كلام عادل لك ما تريد ، في البداية أريد أن أعرف من أنت وما غايتك من البحث عنهم . "

"يالك من حذر حسناً سأبدأ إذاً لذا فتح عقلك وأصغي جيداً ، أنا مخلوق سحري ولدت بين يدي ساحر قديم ، استيقظت فوجدت نفسي قد تم بيعي مع أخواتي دون معرفة مسبقة  بهويتي ولا هوية الساحر ولا الهدف من صنعي ولا المغزى من بيعي  ، سألت إخواني فلم يجيبوني بشيء يسد الفراغ الذي في داخلي ، لا أدري ما السبب فقررت أن أهرب منهم وأجد الإجابة بنفسي ، بدأت الترحال حتى وصلت إلى مدينة للبشر ، بحثت فيها يمنى ويسرى أجول في أماكنها أستعظم عبقرية صانعها وأتمسك بأي خيط يجر إلى غايتي إلى أن وجدت كتاباً بدا عليه العتق لكني أحسست بأنه يدل على شيء أخذته إلى عجوز تعرفت عليه في ترحالي ليقرأه لي فأنا لا أعرف لغتكم لكن لم يفدني قرائته للكتاب بشيء فقد كان كلامه معقد جداً لم أفهم منه سوى أن الكتاب يتحدث عن مخلوقات أسطورية كانت تعيش هنا منذالقدم لكن تم نفيهم إلى مكان مجهول وقد سما الكتاب هذه الوحوش بالكونتراست أو التناقض ، ظننت أنها قصة أو خرافة كما تسمونها لا صحة فيها حتى هبط أحدهم في قرية ما منذ عقد من الزمن  عندها أيقنت وجودهم و قررت البحث عنهم لعلي أجد إجابتي هناك  وهذه قصتي باختصار . "