-نبذة عن الماضي/22-

61.3K 3K 5.6K
                                    

غريبٌ أمرِي ، لقد كافحت حتى تنفست ففي اللحظة التي أغمضتِ فيها عيناكِ لم أختفي ، ألا ترين كم أحبكِ

هل تريدين رؤية الجُنون زمُردي..أولن تخشي؟

_

-بارت غير مراجع أبلغوني عن أيّة
أخطاء إملائية فضلاً-

~~

كمُراهق و كبقية أقرانه كان يُحبذ أن يلهو ، أن يُخطأ
و يتعلم من أخطائه كي يُنمي شخصيته

أن يهرب من المنزل ليلة سبت لقضاء أمسية مجنونة مع أصدقائه خُلسة من ثم تُعاتبه أمه كبقية الأمهات

يشتهي فِعل الإثم حينما يُشاهد و لأول مرة قُبلة حميمية من ثم مشهد السرير العنيف في الأفلام
أو رؤية الإباحيات خُلسة

و كأي مراهق في مرحلة البلوغ كان يُريد الوقوع في الحب ، تجربة قُبلته الأولى الخجولة وراء الثانوية
كانت ستكون مُثيرة

لكن كل ما سبق مُجرد أفكار واهية بائسة لم تحصل
و لن تحصل لطِفل قد بلغ من الآسى ما لم يبلغه أحد من قبل

يجلس على مِقعد مُجمد في الحديقة و الثلج يتساقط من فوقه

ملامحه فارغة و عيناه تكاد لا تُقرأ لتجرد الحياة مِنها
ينظر بها للأمام ساهٍ

كان يرتدي منامته الخفيفة ، شعره أشعث قصير
و جِسمه ضئيل لقِلة أكله أو بالأحرى محروم منه

محروم من أيّة طعام تشتهيه عيناه قبل معِدته فوالدته تصر على مواكبة إنتظام غذائه و ليس لصالحه بل لصالحها و شجعها على التجارب الغير أخلاقية في جسده يكبر كل يوم

أنزل ناظريه المتعبة لمستوى كفيّه المحمريّن من البرد يكاد لا يشعر بلسعاته المؤلمة و لا بإنقباض قدميه

حصل هذا عندما قصّ شعره و إكتشفت والدته الأمر فواجهته بأعين مجحوظة و غضب عارم

لقد أخطأ و وجب عِقابه!!

لذلك هو يجلس قرابة الرُبع الساعة بالخارج و البرد يتحرش بجسده كما يريد

يُصدر هاتفه رنين مُعلنًا بذلك عن نفاذ مُهلة العِقاب
فوقف بصعوبة من مكانه و راح يخطوا بجِسم يرتعد
و قدمان ضعيفتان ناحية القصر

باتت حياته عبارة عن حُفرة في قعر الجحيم في اليوم الذي مات فيه جوناثان و جحيمه كاثرين

يدخل المنزل ، يستدير لإغلاق الباب فيتنهد بإرتياح
عقب إرتخاء عضلات جسده المنقبضة عندما لفحه الدفئ المنبثق من السخّان

MARIONETTE : RED SNOW حيث تعيش القصص. اكتشف الآن