تسللت على أطراف أصابعها حتى وصلت للطابق السفلى ومن ثم راقبتة حتى ولج لغرفة مكتبة فلحقتة على الفور وقبل أن يصل لمقعدة ولجت ثم أغلقت الباب من خلفها فأصدر صوتاً مزعجاً للغاية، فإستدار عاصي على الفور، فوجدها تحكم إغلاق الباب ثم دنت لتجلس على المقعد القريب منة مشيرة بيدها على المقعد الأساسي...
= أجلس سيد عاصي، هناك أمراً هام أريد مناقشتة معك.
رفع حاجبيه بذهولٍ...
= والأمر الهام هذا ألا يمكن مناقشتة في وقت لاحق؟؟
رسمت الحزن بامتيازٍ على معالمها، ثم قالت...
= ليس لدي وقت، أنت رأيت بنفسك كيف يطاردني ذاك الأرعن!
تلك الكلمة باتت لا تليق سوى بهذا الأحمق ولكنها لا تفشل بإضحكة فتحرك تجاة مقعد مكتبه الرئيسي وجلس وهو يتسائل ساخراً وعينية مسلطة على باب الغرفة...
= وموضوعك الهام ألا يصلح مناقشتة إلا وباب الغرفة مغلق؟؟
أومأت برأسها عدة مرات وهي تؤكد لة قائلة...
= لأنة هام لذا لا أرغب في أن يستمع إلية أحداً.
حك جبهتة بإستهزاءٍ على طريقتها المضحكة وعلى الرغم من ذلك إلا أنة تماسك وهو يباشر سؤالها بثباتٍ...
= حسناً بإمكانك الحديث الأن.
إبتلعت ريقها عدة مرات وكأنها تجلي أحبالها الصوتية المنقطعة قبل أن تستجمع قواها للنطق...
= كما رأيت وسمعت بأذنيك قاسم لا ينوي أن يتركني وشأني، حتى وإن هربت لأبعد مكان على الكرة الأرضية.
ولوت فمها بتهكمٍ وهي تستكمل...
= ذلك الغبي لا يستوعب بأنني أكرهة ولا أرغب بالزواج منة، يظن بأنة إذا تزوج بي عنوة سأعشق قسوتة وسأخضع لحبة الأحمق مثلما يحدث في الروايات.
وطرقت المكتب بيدها لتجعلة يلمس غضبها...
= ولكن حلمة الغالي هذا لن يتحقق أبداً، وبعد تفكيراً عميق وجدت حل لتلك المشكلة.
كبت ضحكاتة لأقصى درجة، تلك الفتاة لا يعلم ماذا يحدث إلية كلما يستمع لحديثها المجنون، يفقد القدرة على التحكم بذاتة ويشعر بأنة لا يود سوى الضحك طوال الوقت على حديثها وتصرفها، وهاهو الأن مجبر على العودة من شرودة القصير حينما وجدها تتطلع إلية بنظراتٍ مغتاظة، فتنحنح وهو يتسائل بخشونةٍ...
= وماهو؟؟ أرغب في سماعة.
إرتسمت بسمة غرور إفترشت وجهها وهي تجيبة بثقةٍ من حلها الأمثل الذي توصلت إلية بعد عذاب...
= أن اتزوج، حينها لن يتمكن من أن يتزوجني رغماً عني.
تطلع لها لثوانٍ ثم انفجر ضاحكاً والأخرى تحدجة بنظراتٍ قاتلة، فرفع يدية يشير لها وهو يردف...
= أعتذر حقاً، ولكن الأمر مضحك حقاً.
ثم هدأ قليلاً قبل أن يشرح لها بطريقةٍ كوميدية...
= فتاة لا تريد الزواج بإبن عمها فتتزوج أخر حتى لا يتمكن من الزواج منها!! وما الداعي بالبحث عن كبش فدا وأنتي بنهاية الأمر ستتزوجين أي شخص؟؟
إبتسمت وهي تجيبة بصوتٍ رققت طبقاتة...
= ومن قال بأنني سأتزوج بأي رجل!
أشار لها بإستسلامٍ ومازال الضحك يملئ وجهة...
= ومن الذي سينال هذا الشرف العظيم؟؟
بإبتسامة واسعة قالت...
= أنت عاصي.
إنكمشت تعابير وجهة في صدمةٍ، وكأن الفرحة إلتقطتها رداء الحزن الأسود، فردد بدهشةٍ...
= أتمزحين معي!!
قالت بجديةٍ تامة...
= وهل هذا الأمر يحتمل بة المزح؟؟ أتحدث جدياً.
إحتل الضيق عالمة فنهض عن مقعدة وهو يجيبها بتعصبٍ شديد...
= أعتقد بأنكِ تجاوزتي حدودك لوجين، أساعدك رغبة مني في ذلك ولكن الأمر لن يصل بنا للزواج.
أشارت لة بهدوءٍ...
= لم ينتهي حديثي بعد، إجلس وإسمتع لما سأقولة أولاً.
إنصاع إليها وجلس على مضضٍ يستمع إلى ما ستقول فقالت بإبتسامةٍ ماكرة...
= الأمر يصب في مصلحتنا سوياً.
تطلع لها بعدم فهم فإستطردت بتوضيحٍ...
= أنا سأتخلص من قاسم وأنت ستتخلص من إلحاح شقيقتك بالزواج.
إبتسم ساخراً، فإستكملت بخبثٍ...
= حسناً لا تنكر بأنك تخفي خلف إبتسامتك تلك إعجاب بي.
ولوت خصلة من خصلات شعرها حول أصبع يدها لتستكمل...
= أنا لست سيئة لتلك الدرجة، فلن تجد زوجة تسمح لك بأن تحتفظ بذكرياتك التي تجمعك بحبيبتك السابقة، أنا سأسمح لك بذلك.
ضحك حتى برزت أسنانة، وقال بدهشةٍ...
= لا أصدق ذلك!! في العادة يعرض الرجل الزواج على المرأة وأنتي دائماً ما تفعلين غير المعتاد!
إستندت بيدها على سطح مكتبة ثم مالت برأسها عليها لتشير لة بغمزةٍ من عينيها...
أليس هذا ممتعاً؟؟ الخروج عن المعتاد هو أمر جنوني وأنا أعشق ذلك.
إستند على مكتبة هو الأخير ليسألها بجدية تامة...
= ولماذا أنا بالتحديد لوجين؟؟
وضعت إصبعها جوار فمها وهو تردد بخفوت...
= لا أعلم، ربما لأنك أوسم رجلاً قابلتة على الإطلاق، أو ربما لأنك قدمت على مساعدتي دون أن تعرفني، وربما لأنك سمحت لي بالدخول على عائلتك ومنحتني شرف عيش مواقف مختلفة حرمت منها وربما لأنك خلصتني من قاسم الأرعن.
وبعد صمتٍ تام إلتزمت بها لدقائق معدودة عادت لتهمس بصوتٍ إخترقتة المشاعر الصادقة وبوحٍ نابع من الصميم...
= وربما لأنني معجبة بك وأخشى أن ينقلب إعجابي بك لأمراً خطير أفقد السيطرة علية.
هام بعينيها وكأنهما بحراً يغمسة بمعسول عينيها الصافي ولأول مرة يشعر بعجزة التام عن الحديث، إن كانت فتاة اخرى من تحدثة عن ذاك الأمر ربما كان سيثور ويغضب ولكن الغريب أنة يتقبل كل ما تقصة علية بإبتسامةٍ وصدر رحب، أما هي فدقائق صمتة تلك مرت عليها كالسنوات الثقيلة، لذا قطعت مهلتها بالإنتظار حينما قالت...
= سأدعك تفكر بعرضي جيداً وستخبرني رأيك بالصباح.
ثم نهضت عن مقعدها لتشير لة بإبتسامة مشرقة...
= تصبح على خير عاصي.
وغادرت من أمامة كنسمةٍ عابرة، إختطفت قلبة ودعتة حائراً في إتخاذ أي قرار قد يوصله لبرٍ آمن فإستند بجسدة الثقيل على المقعد وهو يردد بحيرةٍ...
= ماذا يحدث لك عاصي؟؟!!
وأغلق عينية وهو يبتسم حينما يتذكر حوارها وحديثها بالأمر.
***********
***********
ظلت مستيقظة طوال الليل، تفكر في ردة على عرضها، تبتسم تارة حينما تتذكر هيامة بها وتعبث تارة أخرى خوفاً من أن يرفض عرضة لها، مر الليل بظلامة الكحيل وأشرقت شمس اليوم التالي ومازال عقلها مزحوم بالتفكيرٍ بة فما إن سطع النهار بشمس يومة الجديد، هرعت لخزانتها لتجذب الأقرب ليدها ثم أسرعت بالهبوط للأسفل، فوجدت إحدى الخادمات تضع الطعام على المائدة، فسألتها بإبتسامةٍ مشرقة...
= أين السيد عاصي؟؟
أجابتها وهي تسكب كوب من العصير إليها...
= خرج منذ الصباح وأخبرني أن تنتظرية لحين عودتة فأنتِ هنا بأمانٍ تام..
وتركتها وعادت للمطبخ مرة أخرى، فجلست على المقعد بإهمالٍ ثم همست بضيقٍ...
= أين ذهب بالصباح الباكر؟؟ أليس هناك اتفاق موثق بيننا!!
ثم عبست بطبقها وهي تتحدث مع ذاتها بصوتٍ شبة مسموع...
= حسناً سيمر اليوم وسيعود سريعاً وحينها سأعلم رده على إقتراحي.
حملت كوب العصير ثم صعدت مجدداً لغرفتها لتجلس أمام شرفتها تترقب لحظة عودتة.
*********
*********
بالمشفى...
شعر بسعادة الكون بأكملة حينما حمل الصغير بين يدية فطبع قبلة صغيرة على جبينة ثم قال بحنانٍ...
= حفظك الله بني.
وأخرج من جيب جاكيتة ظرف أبيض وضع فية مبلغ من المال ووضعة بين الغطاء الثقيل الذي يحيط بجسدة الهاش، ليعيدة لأحضان امه مجدداً فهمست بإنزعاجٍ...
= ما الداعي لذلك عاصي؟؟ هذا مبالغ بة كثيراً.
أجابها ونظراتة مازالت تحيط الصغير...
= لا شيئاً ثميناً جوارة.
ثم تطلع إليها ليمرر يدية على كتفيها وهز بقول بحنانٍ...
= أعلم بأنك خسرتي أخاكِ منذ اللحظة التي خسر بة نفسة، لذا أردت أن أخبرك بأنني لن أسمح لكِ بالمعاناة للمرة الثانية.
وطبع قبلة عميقة على جبينها وهو يهمس لها بحنانٍ...
= ولكن كفى، لن أدعى هذا يحدث مجدداً.
ابتسمت إيمان والدمع يتلألأ بعينيها لعدم تصديق ما يحدث أمامها فنهض عاصي ثم أغلق زرار جاكيتة ليودعها قائلاً...
= سأغادر الآن ولكني أعدك بأنني سأخبرك بما سيسعد قلبك قريباً.
قالت بصوتٍ متقطع من أثر بكائها...
= سأنتظر حتى ذلك الوقت بفارغ الصبر.
منحها إبتسامة مشرقة قبل أن يغادر لوجهتة، ليترك الأمل ينير وجهها المتعب، ليعود لدمويتة من جديدٍ.
**********
**********
تركها وصعد لسيارتة التي صمم على قيادتها بنفسة تلك المرة، فلم أي وجهة يسلك، وربما شعر في ذلك الوقت بحاجتة للحديث فلم يجد أفضل من رفيق دربة، إتجة إلية متناسياً الموعد المنسق بينهما، كل ما همة بتلك اللحظة أن يتحدث إلية فيما يقلقة، وبالفعل صعد إلية وفضل الإنتظار بالخارج لحين أن ينتهي من كشوفاتة، حتى أنة شدد على الممرضة بألا تخبرة بأنة بالخارج، وبعد ما يقرب الساعتين من الإنتظار أخيراً أتاة وقت رآة مناسب للبوح عما يضيق صدرة فطرق عدة مرات على بابة قبل أن يدلف، فوجد عمر منشغل بحاسوبة، حتى أنة لم يتمكن من معرفة المريض الذي أتى دورة فقال دون النظر إلية ويدية تشير على الفراش الطبي الصغير...
= إسترخي قليلاً، سأنضم إليك بعد قليل.
لم يشاكسة بحديثة الصارم تلك المرة، بل فضل التمدد على الشزلونج، وكأنة يجلس على مقعد يحتمة على قول الحقيقة ولا شيء سواها، كأنة يواجة نفسة بمرآة تشع بالصدق فقط، ترك عمر مكتبة ثم نهض ليجلس على المقعد القريب منة، فإندهش حينما وجدة فقال بذهولٍ...
= ماذا تفعل هنا عاصي!! هيا فلنجلس بالمكتب.
تجاهل حديثة عن إختيارة لمكان جلوسة ثم قال وعينية شاردة بتأمل الضوء الهادئ الذي منحة نوعاً من السكينة...
= لا أعلم بالتحديد ما الذي أصابني!! ولكنة بالطبع أمراً غريب ليس لة أي تفسير.
وإلتقط نفساً مطولاً قبل أن يضيف...
= أشعر بالحيرة أحياناً وأحياناً أتسائل ما الذي تغير في هذا الوقت؟؟ مازلت أنا ومازال قلبي عاشقاً لها إذاً لماذا يسمح بالتفكير بأخر؟؟! نعم عمر ثمة رغبة بداخلي تطالبني بالقرب منها، رغبة تدفعني على التطلع لها طوال الوقت، مشاعر أخشاها دائما تحارب في صراع قوي بين حنين الماضي المرتبط بهند وبين تلك المجنونة التي قيدتني وجعلتني كالأبلة الذي لا يعلم إتخاذ القرار المناسب..
تألم لأجلة عمر فلأول مرة يقع الجبل الذي صمد لسنواتٍ شامخاً، محتفظاً بوجعة وبما يضرب قلبة بمفردو وها هو الأن يبوح أخيراً بما يشعر بة فسألة بحذرٍ...
= هل تحبها يا عاصي؟؟
أجابة بعد فترة طويلة عن إجابتة وكأنة يحسم إجابتة تلك فقال...
= لا أعلم إذا كانت تلك الفترة كافية بحبها أم لا، ولكن بقائها لجواري يسعدني وأراة كافياً.
إبتسم عمر ثم قال بإستغرابٍ...
= حسناً وماذا تنتظر؟؟ وجدت إجابة لسؤالك دون عناء، هيا فلتجعلها زوجة لك.
إنكمشت تعابير وجهة وهو يرد علية بحزنٍ...
= الأمر ليس بتلك البساطة عمر، قرار الزواج أمراً سهل ولكن القادم فيما بعد هو الأصعب على الإطلاق.
إحتار في فهم ما يعنية فقال بإستياءٍ...
= لم يعد لدي القدرة على فهمك عاصي، ماذا تقصد؟؟
نفث عما بداخله من هواء يزحم رئتيه ثم قال بوضوحٍ...
= أخشى ألا أتمكن من نسيان هند بعد الزواج عمر، أخشى ألا أستطيع منحها الحب أو أن أكون زوجاً لها، أخشى أن أكون ظالماً وغير منصفاً بحقها.
تطلع لة عمر بهدوءٍ ثم قال بإبتسامةٍ هادئة...
= لا أعتقد ذلك، أنا صديقك وأفهمك جيداً، وأعلم بأن ذاك اليوم الذي سينبض قلبك بحبها أتي لا محالة، كن على يقين بأنها ستكون الخلاص لك مما تعيشة عاصي، تمسك بها ودعها تشدد على يديك لتخطفك من ظلمة الليل لضياء ليس بعدة شقاء ولا وجع..
حديثة أدخل في نفسة الراحة والأمان، حمسة لخوض تلك الخطوة الهامة في حياتة، فتركة وعاد للقصر وهو على يقين بأنة على صواب.
**********
**********
مضى النهار سريعاً ومازالت تنتظر عودتة، سيطر عليها الحزن فكسر فرحتها وباتت على يقينٍ بأنة رفضها ورفض عرضها، شعرت لوجين بالإهانة، وكأنها فرضت نفسها علية لذا قررت الحفاظ على ماء وجهها وغادرت القصر قبل عودتة ودموعها إستحوذت عليها، شعرت وكأنها تفرض ذاتها على شخصٍ يحب غيرها، طمعت بكرمة بعد أن قدم لها المساعدة والعون من قاسم المحتال، فما ذنبة أن يظل يضحى حتى بالزواج منها فقررت إنهاء القيود التي تأسر حركاتة، فخرجت من القصر لتقف من أمامة تودعة بنظراتها الباكية، ومن ثم صعدت لسيارة أجرة فتحركت بها فور أن صعدت بها في نفس ذات اللحظة التي عاد بها عاصي للقصر، فإستغرب كثيراً حينما وجدها تصعد بإحدى السيارات، وهمس بذهولٍ...
= إلى أين تذهب في ذلك الوقت؟؟
لم يضع إحتمالات لإجابتة ولحق بها على الفور، فكلما إنعطفت السيارة في الطرق المودية لمنزل قاسم كان يردد بصدمةٍ...
= مجنونة حقاً تلك الفتاة!!
**********
**********
توقفت السيارة أمام منزل العائلة فترددت كثيراً بالهبوط من السيارة ولكنها هبطت بالنهاية، مسحت دمعاتها بتأثرٍ شديد فكانت تقدم قدماً وتؤخر الأخرى حتى ساقتها للداخل، فصارت حالة من الجلبة حينما وجدوها تقف أمامهما، فأسرع تجاهها قاسم وجسدة يملئة الضمادات الطبية وقال ساخراً...
= ماذا حدث!! أتخلى عنكِ السيد عاصي؟؟
حدجتة بنظرةٍ محتقنة، فإسترسل حديثة بإستهزاءٍ...
= ربما حسبها جيداً فوجد أنكِ لا تستحقي خسارة صفقة ستكلفة الملايين.
تلألأت الدموع في حدقتيها وهي تستمع لحديثة اللازع، هى ليست ضعيفة للانصات له بصمتٍ، فهى تمتلك لسانٍ تراة سليط للغاية، ولكنها بتلك اللحظة مهزومة ولا تقوى على المحاربةٍ، لذا إختارت الصمت وسيلتها للهروب، حتى حينما أقترب منها أبيها فرمقتة بنظرةٍ تمنى بعدها الموت، وهمس لها بصوتٍ منخفض...
/ لماذا عدتي يا إبنتي!! ألا تعلمين ما يضمرة لكِ قاسم؟؟
منحتة إبتسامة شبة ساخرة على خوفة الغير لائق بة وقطع قاسم حديثو المنخفض حينما رفع يدية ليطوفة وهو يردد بنظرة ذات مغزى...
= جيد أنك تخبر إبنتك بمن الصالح لها، لا تنسى عمي أملاكك مازالت تحت سيطرة أبي، لذا من مصلحتك أن يتم هذا الزواج.
إزداد بداخلو شعور النفور منة ومن ذاتة فإنهمرت دمعة تحمل مكنونات العجز على وجهة فكرهت لوجين رؤية أبيها بتلك الحالة المعتادة، فصاحت بضيقٍ شديد...
= كف عن مضايقة أبي أيها الأرعن، تحدث إلي فأنا من يقف بوجههك وليس هو.
جز على أسنانة غيظاً من حدتها التي لم تخسرها بعد فترك عمة وذهب ليقف أمامها، وجذبها من خصلات شعرها وهو يردد من بين إصطكاك أسنانة...
= كيف تجرؤين على الحديث معي بتلك الطريقة!! تعلمي كيف تحترمي زوجك المستقبلي لوجين والا سأقطع لسانك ذات مرة.
إزدادت المشاحنات بقاعة المنزل الكبير، ليقطعها صوتاً مألوف إليها حينما تردد بالأرجاء...
= هل إنتهيتي عزيزتي؟؟
إلتفوا جميعاً تجاة مصدر الصوت فوجدوا عاصي سويلم يقف من أمامهم بثباتٍ مخيف، ففور أن رآه قاسم حتى أخفض يدية عنها بخوفٍ، وبات يبتلع ريقه الجاف بصعوبةٍ بالغة، أما لوجين فتطلعت إلية بفرحةٍ وكأن أمنيتها الثمينة تحققت بوجودة، نعم كانت مرتبكة، حائرة، ولكنها بالتأكيد سعيدة لوجودة. إقترب عاصي منهما ومازالت يدية موضوعة في جيب بنطالة فمنحة طلة أكثر ثقة وصرامة، ليقف جوارها ثم قال ونظراتة تتوزع بينهم جميعاً...
= أخبرتك بأن تنتظري عودتي حتى أخبرهم بنفسي.
ضيقت عينيها بعدم فهم مما يقصدة بحديثة فتسائل أبيها بإستغرابٍ...
= عن أي شيء تتحدث سيد عاصي؟؟!!
أجابة بكل ثقة وعينية تتركز بنظراتها على الأرعن المصون...
= سنتزوج أنا وابنتك الأسبوع القادم لذا شرفنا أنت وعائلتك بالحضور.
ثم لف يدية حولها وهو يغمز بها بإبتسامةٍ مهلكة...
= فلنرحل الأن، سيأتوا للحفل بالتأكيد.
إنطلق صوتة الغاضب كالشرارة القاتلة حينما قال...
= عن أي زفاف تتحدث!! لوجين لن تتزوج إلا بي أنا.
تركها عاصي ثم ذهب ليقف من أمامة، ليجيبة بإبتسامةٍ هادئة تخفي من خلفها شر وإنذار عظيم...
= ستتزوج من عاصي سويلم وأنت تعرف هذا الرجل جيداً، من يقف أمامة يدعس جثمانة كالجرذان.
ثم إنحنى على أذنة ليهمس بصوتٍ منخفض...
= أظنك تخشى الجرذ أليس كذلك؟؟
إنقلبت تعابير وجهة لخوف شديد، لتابع بقولة...
= لا تختبر قوة تحملي كثيراً، فربما تلك الكسور والكدمات التي تملئ وجهك تلقنك درساً بعدم التعرض لها مجدداً وإلا حينها لن يكون هناك مجال لتذكارٍ أخر، فمن الذي سيحمل تذكار ثمين على قلبة القبو!
ورفع يديه ليشير بحركاتٍ دائرية...
= أعد حساباتك مجدداً قبل أن يدعسك قطار الموت.
وتركة وخطى للخارج بكل غرور، ليدنو منها فلف يدية حول معصمها وأرغمها على الخروج خلفة، فما إن إبتعدوا سوياً عن المنزل حتى جذبت يدها منة وهي تتسائل ببكاءٍ...
= لماذا فعلت ذلك؟؟ أنت لست مجبراً.
أبتسم عاصي ثم ضرب كف بكف وهو يردد بحيرةٍ...
= لا أصدق!! أنقذتك من ذلك الأرعن منذ قليل ولم يعجبك ذلك!!
أطبقت على شفتيها بقوةٍ وهي تتحكم في دموعها، ثم قالت بصوتٍ مختنق...
= الى متى ستظل تنقذني منة؟؟
منحها نظرة عميقة قبل ان يقترب منها، ليخبرها بصوتة الرخيم...
= إلى أن تزهق روحي فحينها سيكف عن ملاحقتك.
ثم تابع بقوله المعسول...
= وربما حينها سيخشى أن يلاحقة شبحي فسيتركك لا محالة.
إنغمست بكلماتة التي أينعت رغبات حبها تجاهة فرفعت حاجبها وهي تتسائل بدهشةٍ...
= ماذا حدث لك!!
تعلقت عينية بعينيها وهو يجيبها ببطءٍ...
= أحببت الحياة التي عكستها عينيكِ، والأن أرغب برؤية المزيد.
ثم جذبها إلية ليردد بهمسٍ ساحر...
= فلنتزوج لوجين.
إبتسمت ساخرةٍ...
= لا أصدق أن من يقف أمامي هو السيد عاصي سويلم الكئيب!! علني أحلم حلماً سخيف وربما سأستيقظ منة قريباً.
هز رأسه نافياً وهو يخبرها بمكرٍ...
= لن أدعك تستيقظي منة إذاً.