الفصل الأول

2.7K 33 8
                                    

ويبقي مكانك فارغا وفراغك اجمل الحاضرين

محمود درويش

..............*.........................*......................*........

كان الجو قارس البرودة ...السماء في الخارج ملبدة بالغيوم وصفير الرياح تعصف بالأشجار وكأنها طبول تٌقرع مُعلنه عن بدء حرب طوفان من ماء الأمطار التي سوف تسقط من غيوم السماء ....بدأت السماء بمطر خفيف كنسمات تلثم الارض برقه ثم اشتد المطر وبدي أن تلك القبلات تحولت لصفعات هوجاء لا ترحم .....كانت الساعة الثانية ظهرا ولكن من ينظر الي السماء يظن ان الليل بدء بالزحف علي ارجاء الأرض ..... اليوم هو المنتظر سوف تعود اليوم إليها روحها التي تٌسلب منها طوال الشهر ثم تعود بضع ساعات وترحل كما جاءت هكذا دون مبرر......بدأت بتجهيز الطعام والابتسامة تعرف طريقها جيدا الي ثغرها لتستقر عليه وتمدد جذورها بإرباحيه تامه ....انهت مهام المنزل من تنظيف وترتيب وإعداد للطعام ثم جلست لتستريح بعضا من الوقت قبل أن يستيقظ الصغيران من النوم وتظل تهرول ورائهم طوال النهار حتي لا يصيبهم أذي محاوله اختلاس بعض الوقت لنفسها وعملها الذي بدأت به منذ سنه مضت علي احد منصات الأنترنت للترجمة تنهدت بسعادة تامه رغم ان تلك السعادة مؤقته ولكن تشعرها بالرضا التام وتعطيها أمل لمواصلة أيامها...... سمعت صوت أحد الصغيرين يبكي بشده في الغرفة هرولت إليه مسرعة وأخذت صغيرها بين يديها تبث اليه حنانها وتهدهده بلطف حتي أوقف بكاءه ونظر اليها بتلك العينين الساحرتين التي تشبه أعينه ......له تلك النظرة التي يمتلكها اغلي ما لها نظره ساحره تأخذ بلب قلبها دون عناء ظلت تتأمل صغيرها مبتسمه بحنو ومررت اصابعها الرقيقة علي بشرته الناعمة ..... قائله بسعاده كم انت تشبه يا عزيزي ابتسم الطفل ببراءة فاتسعت ابتسامتها علي ثغرها وأخذت تقبل كل إنش في وجهه الصغير بحنان أمومي وتشتم رائحته العطره ارضعت طفلها وغفي بين احضانها فوضعته في مكانه وقبلت توأمه الاخر الذي يُغطي في ثبات عميق وذهبت لتستحم منتظره الموعد الذي تعيش كل يوم من أيامها تنتظره

..............*.........................*......................*........

قبل هذا الحدث بفتره ليست بالقليلة

الصوت الناتج من احتراق الخشب بالمدفأة هو المنفذ الوحيد لهذا الصمت الذي يحوم في الأرجاء...... السماء في الخارج تمطر بغزاره كأنها اخذت الإذن كي تبكي وتعبر عما يلهب جوفها من آلام .......كم تمنت ان تُعطي هي ايضا المقدرة علي البكاء......البكاء علي ما مضي وما هو آت وحاضرها الذي تعيش مرغمه ......تحركت قدماها بتثاقل حتي وصلت الي النافذة التي كانت تتساقط عليها قطرات من بكاء السماء........ في الخارج لم يكن هناك أثر ل مخلوق كأنهم تبخروا .....كما تبخرت سعادتها وذكرياتها الحلوة في الا شيء.... ...لم تكن يوما بتلك الحالة المزرية الآن تشفق علي نفسها من نفسها ولكن اين المفر ؟هذه هي وهذه حياتها ................ جلست أمام المدفأة متدثره بشال اسود كان لأمها .....وفي يدها كتاب عتيق غلافه كسماء ليل صافيه دون نجوم .....عندما كانت ترتب مكتبه والدها وجدته في صندوق ساكن في اعلي رف بالمكتبة جذبها شكله كان ككتاب لعالم سحري..... شكله غريب وجلد غلافه سميك وعتيق أخذته ووضعته علي مكتبها ربما تقرأه عندما تحين لها الفرصة ثم ذهبت لتأخذ قسطاً من الراحة حتي تستعد للجامعة في الصباح وتوالت الأيام مع انشغالها بالامتحانات والدراسة وتلك الأمور التي تجعلنا نغرق بها وننشغل الي الحد الذي يلهيناعن الاهتمام بهواياتنا وما نحب وبمن نحب ......وبعد انتهاء اخر امتحان لها سنحت لها الفرصة لقراءته مع مجموعه اخري من الكتب والروايات التي كانت قد أعدتها مسبقاً في قائمه تحتوي علي مخططاتها للقراءة في تلك الإجازة ......... تهيم في الادب والكتب عشقاً منذ الصغر ....دراستها كانت الآداب وكانت تستمتع اثناء الدراسة لتلك المواد التي تعشقها ربما كانت الكتب والروايات هي منقذ لها من هذا الواقع التي تعيش به بائسه وحيده تركها كل من احبت يوما سواء كان الفراق هجر او موت امسكت بالكتاب برفق ثم قلبت اول صفحاته ....كانت صفحاته خاليه من اي حرف يُذكر قلبت باقي الصفحات لم يُكتب بها كلمه ....ارتسمت علامات التعجب علي وجهها وتسألت عن هويه هذا الكتاب وما سبب احتفاظ والدها المتوفي به في صندوق اعلي رفوف المكتبة قطع سيل افكارها طرق شديد علي الباب فزعت منه وقامت مسرعة بعد ان لفت شال امها علي شعرها كحجاب نظرت من عين الباب

تائهه بين الأوراق ( مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن