تعريف بسيط:
الغريشا: جنود الجيش الثاني سادة العلم الصغير
الكوربورالكي: (جماعة الموتى والأحياء) المتلاعبون بالقلوب ،المعالجون
الإثيريالكي: (جماعة المستحضرين) مستحضرو الرياح؛ مستحضرو النار، خالقو الأمواج
الماتيريالكي: (جماعة المصنعين) الحدادون، الخيمائيون
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بداية القصه
وقفت عند حافة طريق مزدحم، وألقيت نظرة على حقول وادي «تولا» الممتدّة، ومزارعها المهجورة وقتها لمحت للمرّة الأولى «طيّة الظل». كنت قد غادرت معسكر الجيش في (بوليتزنايا) مع كتيبتي، وقد قطعنا مسيرة أسبوعين. كانت شمس الخريف دافئة من فوقنا، ورغم ذلك فقد ارتعش جسدي حينما تراءى لي ذلك الضباب الكثيف في الأفق كما بقعة الوسخ على الملابس البيضاء. اصطدمت بي كتف ثقيلة من الخلف، فتعثرت وكدت أقع فينغمس وجهي في الوحل.
صاح الجندي: «لماذا لا تنتبهين؟!»
رددت بسرعة البرق: ولماذا لا تنتبه أنت لقدميك السمينتين ؟ ! »
شعرت بالرضا حينما رأيت ملامح الدهشة قد اعتلت وجهه العريض. فعادةً لا يتوقع الناس مثل هذه الردود الحادة من كائن هزيل مثلي، وخاصة الرجال ضخام الحجم الذين يحملون بنادق كبيرة، وعندما يحدث ذلك، تصيبهم دائما حالة أشبه بالدوار. ولكن الجندي استطاع التخلص من صدمته سريعا، ورمقني بنظرة خبيثة، ثم أعاد حقيبة ظهره إلى مكانها واختفى بين الأحصنة وحشود الرجال والعربات التي تتدفق كالنهر من فوق قمة التل، وحتى الوادي بالأسفل.
أسرعت الخطى محاولةً أن أخترق ببصري الحشود. لم أرَ العلم الأصفر لعربة «المساحين» منذ ساعات، فعلمت أنني متأخرة جدا. انبعثت من حولنا رائحة خشب الخريف الطبيعية وشعرت بنسيم عليل يدغدغ ظهري. كنا نمشي في طريق (فاي)، وهو ذلك الطريق الواسع الذي كان يصل يوما بين مدينة أوز) (ألتا ومدن الموانئ الغنية على الساحل الغربي لمملكة .(رافكا). ولكن هذا كان قبل وجود طية الظل». كان ثمة شخص يغنّي بين الحشد.. ترى من هذا الأبله الذي يُغني وهو في طريقه إلى طيّة الظل؟ نظرتُ مرّة أخرى نحو تلك البقعة في الأفق وجاهدتُ شعورًا بالخوف ظل يتزايد بداخلي. لقد رأيت طيّة الظل في كثير من الخرائط.. رأيتها كجرح أسود يفصل مملكة (رافكا) عن ساحلها الوحيد حتى باتت أرضًا بلا ساحل وأحيانًا تبدو الطية كبقعة أو سحابة كئيبة مشوّهة. وفي بعض الخرائط تبدو كبحيرة طويلة وضيّقة أسموها «اللا «بحر»، وهو اسم مثير لجنود الجيش والتجار، ويحرّض الكل على عبورها. نخرتُ.. فقد يُخدع بهذا تاجر ،سمين، لكن بالنسبة لي فلم يكن الأمر مريحًا على الإطلاق. قطعت انتباهي عن بؤرة الضباب الخبيثة تلك التي تحوم في الأفق، ونظرتُ إلى مزارع وادي (تولا) الخربة. ذلك الوادي كان يوما يحتضن بعضًا من أغنى العزب في مملكة (رافكا)
بأكملها، كان ممتلئًا بمزارعين يعتنون بالمحاصيل ويرعون الغنم في حقول خضراء زاهية. وفي أحد الأيام، ظهر ذلك الشق المظلـ ليشوه كل المناظر الطبيعية.. نطاق هائل من الظلام الذي يصعب اختراقه، الذي أخذ يتمادى ويكبر مع كل سنة جديدة، وبداخله تقطن كل أشكال الرعب. لا يعلم أحد أين ذهب المزارعون، وماشيتهم، ومحاصيلهم، وبيوتهم وعائلاتهم. حدثتُ نفسي بحدّة: «توقفي ! أنتِ تزيدين الأمور سوءا. لقد عبر الناس الطيّة على مدار السنوات الماضية بالطبع وقع عدد هائل من الضحايا، ولكن هذا لا يهم».
أخذتُ نفسًا عميقًا محاولةً أن أتماسك.
لا يجب أن يُغشى عليك في منتصف الطريق».
كان الصوت قريبًا جدًا من أذني. شعرتُ بذراع ثقيلة تقع على كتفي وتديرني للخلف. وجدت وجه (مال) المألوف قبالتي عيناه الزرقاوان اللامعتان تبتسمان لي. مضى بمحاذاتي وهو يقول: «هيا.. قدم أمام الأخرى، بالطبع تعلمين كيف تفعلين ذلك»
«أنت تتدخل في خطتي».
«حقا؟».
«نعم سيغشى علي، فيمرّ الجميع علي، وينتج عن ذلك إصابات في كل مكان بجسمي».
«تبدو حقًا خطة في منتهى الذكاء!».
«أجل، فإذا تشوّه جسدي، لن أستطيع عبور الطية».
أومأ (مال) برأسه ثم قال بهدوء: «أفهم ذلك. ويمكنني أيضًا
أن ألقي بكِ تحت عربة إذا كان هذا سيساعدك».
أخبرته بتذمر: «دعني أفكر في الأمر».
ورغم ذلك شعرتُ بمزاجي يتحسّن. لطالما كان لـ (مال) هذا التأثير علي، ويبدو أنني لم أكن الوحيدة؛ فكانت ثمة فتاة شقراء جميلة تمر أمامنا لوّحت لـ (مال) وألقت نظرة غزل خاطفة نحوه
صاح (مال): «مرحبًا، روبي. هل سأراكِ لاحقًا؟
ضحكت (روبي) وهرعت نحو الحشد ، بينما أخذ ثغر مال يتسع بابتسامة حتى رآني أشيح بنظري بعيدًا.
«ماذا بك؟ لقد ظننتكِ مُعجبة بروبي».
قلت بنبرة حادّة: «كل ما في الأمر أننا ليس لدينا الكثير كي نتحدّث فيه معًا».
بالفعل كنتُ مُعجبة بـ(روبي) في البدء..
عندما غادرت الميتم مع (مال) كي نؤدّي خدمتنا العسكرية في (بوليتزنايا)، كنت أشعر بالتوتر بشأن مقابلة أناس جدد. ولكن كان ثمة الكثير من الفتيات اللائي أردن اتخاذي صديقة لهن. وكانت (روبي) من بين أكثرهن حماسةً لمصادقتي واستمرت تلك الصداقات إلى أن اكتشفت أن سبب اهتمامهن بي يكمن في قربي من (مال). أراه الآن يمدّ ذراعيه عن آخرهما، ويرفع وجهه نحو سماء الخريف وقد ارتسمت على وجهه ملامح السرور البالغ. لاحظت - بشيء من الاشمئزاز - أنّه يسير بحماسة لافتة.
همست له بغضبِ: «ماذا دهاك؟».
أجاب مُتعجَبًا: «لا شيء. أشعر فقط بالسعادة».
ولكن كيف لك أن تكون.. أنيقًا لهذه الدرجة؟».
«أنيق؟ لم أكن أنيقًا أبدًا.. وأتمنى ألا أكون».
قلتُ وأنا أشير إليه: «ما كُل هذا إذَا؟ إنّك تبدو وكأنك في طريقك لتناول وجبة عشاء لذيذة في حين أنك من المحتمل أن تكون في طريقك للموت، وأن تُقطع أوصالك!».
ضحك (مال) ثم قال: ينتابك القلق كثيراً. لقد أرسل الملك مجموعة كاملة من الغريشا، تحديدًا مُستحضري النار، كي يوفّروا التغطية اللازمة للسفن، وأرسل أيضًا بعضًا من المتلاعبين بالقلوب المخيفين»
أضاف :(مال): «كما أننا نحمل بنادقنا». ربت على البندقية التي يحملها على ظهره وقال: «سنكون بخير». ولكن البندقية لن تجدي نفعًا إذا حدث هجوم شرس علينا»
نظر إلي (مال) نظرة تشي بارتباكه ثم قال: «ماذا بك هذه الفترة؟ إنّك أكثر غضبًا من المعتاد.. بل وتبدين في حالة مزرية!»
قلت بتذمر: «أشكرك.. كل ما في الأمر.. أنني لا أنام جيدًا هذه الأيام».
«وما الجديد في ذلك؟». كان بالطبع على حق، فأنا لم أنم جيدًا في حياتي. ولكن ازداد الأمر سوءًا خلال الأيام القليلة الماضية.
لقد علم القديسون أن لدي الكثير من الأسباب الوجيهة التي تجعلني أخشى الذهاب إلى الطيّة. وكل التعساء في هذه الكتيبة، الذين اختيروا لعبور الطيّة يشاركونني الأسباب ذاتها. ولكن كان ثمة شيء آخر.. إحساس عميق بالضيق وعدم الارتياح لا يسعني وصفه.
ألقيت نظرة على (مال). يوما ما كنت أحكي له كل شيء
قلتُ: «إنني فقط.. قلقة»
كُفّي عن القلق.. فربما يضعون ميخائيل معنا على السفينة، وعندما تلمح الفولكـرا بطنه الكبير السمين ستدعنا وشأننا». وفجأة، وبدون سابق إنذار، استدعت ذاكرتي هذا المشهد: كنت جالسة بجانب (مال) في الكرسي ذاته في مكتبة الدوق وكنا نقلب صفحات کتاب غلافه مصنوع من الجلد، ثم استوقفتنا رسومات توضيحيّة لكائنات الفولكرا، وهي كائنات لها مخالب طويلة بشعة المظهر، وأجنحة مكسوة بالجلد، وصفوف من الأسنان التي لا تقل حدّة عن الشفرات والتي تساعد على التغذي على لحم البشر. أصيبت تلك الكائنات بالعمى بسبب السنوات الطويلة التي قضوها داخل الطية، حيث يعيشون ويصطادون. وكما تقول الأسطورة، فإنهم يشمّون رائحة دم البشر على بعد أميال. أشرتُ إلى الصفحة وسألت (مال): «تُرى ما الذي تمسكه؟». مازلت أسمع صوت همس (مال) في أذني وهو يقول: «أظن.. أظن أنها قدم». أغلقنا الكتاب، وركضنا صارخين إلى الخارج كي يغمرنا ضوء الشمس ويملأ قلبينا بالأمان.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~نهاية البارت الاول~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إنشاءالله اسمتعتو
ادري اكو اشياء ما مفهومه بس في البارتات القادمة راح تفهمون
باييي 💗💗💗💗💗💗💗
كلمه1102
YOU ARE READING
الظلال و العظام
Romanceرحلة جديدة مختلفة جداً هذه المرة مع عالم الفانتازيا و الخيال الجامح ، نسافر فيها لمملكة راڤكا نجوب مُدنها و نتعرف على أهلها ، المنقسمين ما بين فلاحون و عمال من الإناس العاديين و أخرين يملكون مواهب متفردة خارقة و يُعرفون بالغريشا .. نبدأ الحكاية مع أ...