- 22.11.16 -

14 2 0
                                    

"المع من النجم، اعمق من المحيط"
_____________

هذه المرة.. فقد اتم هذا الكوكب العجيب دورته الكاملة حول نجمه المنير، معلمًا ساكنيه بمرور ما يسمى العام الكامل على ذلك اليوم..
كانت معالم الدنيا حولها بدأت تحولها لشيء طمس ذكراه فيها في كل زاوية، مهما التفت و مشت.. ذكراه ابت الرحيل..
و دعها كما هي.. دع ذكراه كما هي ماكثة، بل و حتى اجبرها على المكوث.
من قال انها ارادت منها الرحيل؟ من قال بانها ستفكر بهذا حتى؟
و هاهي عادة المحيط تعود له في تقليده و تشبهه به. هو هناك.. على مقعد نحت من اقسى اجواف الشجر، كان لم يمتص رطوبة المحيط المالحة امامه بعد..

خطوة.. اثنتان.. ثلاث.. و هي الان خلفه، بدون نطق شيء كلاهما علم بعدم حاجة هذا اصلًا، هذا لأن كلاهما يشعر، يحس بالاخر.
كيف سيبدآن ؟ هي بالفعل تغوص باعماق سيناريوهات اختلفت كل واحدة عن الاخرى اختلاف الارض عن السماء.
و قبل ان تتدارك وعيها كان هو امامها بالفعل..
كان عليها على الاقل تدارك دموعها..
على الاقل كي لا تجعل ذكرى هذه الساعة مصدر قلق له و ان فضحتها حمرة ارنبة انفها او حتى لمعة عينها.

- "اساي..".
سحبت بدون اعطائها فرصة للرد الى حضنه المعتاد..
رغم انه معتاد الا ان هذه المرة.. هذه المرة..
كان..
- "اساي.."
ردد اسمها مجددًا.. لم يكن اسمًا ولدت به الا انه ذلك الاسم الذي منحها اياه.. خاص بها منه..
احتضنته.. احتضنته بشدة و كأن هاهي نهاية العالم امامها.
هي ايضًا ارادت ذلك، ارادت ترديد اسمه لولا خشيتها في فقدان صراعها مع دموعها ليفاجئها ملاحظة صغيرة لرجفة كتفيه و يديه حسم امرها.
- "سوشكي.."
- "نعم.."
- "عزيزي سوشكي.."
لا بأس صحيح؟.. اليوم مميز.. لا حاجة لوضع حدود.. ليس اليوم على الاقل.. صحيح؟
ارادت ايضًا معرفة ما يجول بخاطره.. لم يوجد سوى حل واحد..
- "الا بأس؟.. اليوم على الاقل.."
- "اليوم فقط.. تعلمين السبب.."
- "اكيد.."
كلاهما مجبر.. كلاهما يعلم انه لا يمكنها العودة..
لكن فقط على الاقل هذا اليوم و اخر مثله.. ليبقيا معًا..
بلطف.. اضطر لابعادها قليلًا عن حضنه فقد اراد رؤية وجهها.
تحسس وجنتها ببطئ و عيناه لم تستطع الا تتصل بعينيها، هي بدت جميلة.. ربما حتى اجمل من اي وقت مضى.. الانه كان في اشد اشتياقه لها؟ رغم انه كان يراقبها من بعد اميال عنها.. ربما لانه الان قريب منها و يلمسها؟
انحنى مقتربًا منها باكثر ما يمكن ليقبلها.. نعم طعم الخوخ اللطيف من شفتها كان هو ما احتاجه..
رفعت ذراعيها فوق كتفيه مقربة اياه اكثر.. خشيت ايضًا انه بسبب كثرة تفكيرها ان يظن بانها تنفر منه.
هي.. تشعر بالخجل، الارتباك.. لكن كل هذا لم يكن ليضاهي رغبتها الشديدة لكن ايضًا خوفها..
لا تريد لان تكبح نفسها.. هو اخبرها بعدم فعل ذلك لكن احقًا لا بأس؟.. الوضع الان مختلف..
ارادت اخذ كلامه عذرًا لها، كل كلمة قالها لها ارادت تحويلها لعذر حتى تتحرك و تقبله اقوى.. لتحتضنه اقوى.. ليمكنها الكلام.. ليمكنها البكاء..
- "الا بأس؟.."
خشيت كذلك ارهاقه، تعلم بانه هو اكثر من يكبح نفسه هنا، نظرت له بأشد التمعن و كأنها تستنجد ان ينطق بشيء لتأكيد ثقتها به..
هو فهم..
- "اكيد.."
سحبته فور انهائه لكلمته لقبلة اقوى..
رغم ان 'عقلانيتها' لا تزال غير متأكدة الا ان 'مشاعرها' مرهقة و لم تستطع التحمل اكثر..
ستثق به و تقبله اقوى حتى.. ستحتضنه اقوى حتى.. ستتكلم عن رغبتها و اشتياقها له حتى..
فبعد كل شيء كان و لازال حبها عظيمًا له..
احبته.. هي فعلًا احبته بكل ما يكمن للعقل البشري الفذ تفسير هذه الكلمة، بكل ما قد غيرتها هذه الكلمة لتصبح ما عليه الان من عاطفية..
تبًا من يهتم للعقلانية الان؟ هي الان معه..
هي الان معه اخيرًا.. حتى و ان كان بشكل مؤقت فهي ستستغل هذا الدفئ الذي يحيطها.

إلى جانب المحيط | Along With The Oceanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن