5

469 14 0
                                    

ضحكت هي واستدارت ناحيته قبلت خديه واحتضنت لحيته بحب عميق اشتمت وجهه بطفولتها وصباها وكل سنينها اللي قضتها بحضنه اغمضت عينيها وهي تهمس : الشيء الوحيد اللي يصبرني على بعدي عنكم ريحتك اللي اشيلها معي بكل مرة نوقف فيها عند ذا الباب ونودع بعضنا
تأثر ونطق : الله يجعلني فدا لذا الصوت ولذا الوجه اللي مانشبع من حنيته
كشرت وهي تقاوم البكا : والله اني اعرف خططك أكثر من ريحتك ناوي تبكيني لاتخليني أزعل واكره لحظة الباب ذي
ضحك من جديد وهذي البنت تعرف تراوغ وتخفي مشاعرها وهو يحسدها كثير على هالصفة لأنه عاطفي وبالفعل بعد ماخرجت من سور بيتهم هلت دمعته لتقترب غزل وتغرس رأسها بكتفه لتشاركه البكاء بصمت أما تمارا فغادرت الجنوب وهي تحمل وداع عائلتها وحبهم العميق داخل حقائبها المزدحمة ...
تمارا تكره اللحظات العاطفية لكن عند جدها ضيف الله وصفية الأم تصير شخص مختلف ..
حرير وهي مركزة بالقيادة دست قطعة شوكلاته بفمها وقالت : وش سويتي يوم شفتي لمعة عيون الشايب
تمارا بغضب هي تدري ان حرير تتعمد تسمية جدها بالشايب وهي تغضب بكل مرة وتنجح بإستفزازها : شاب راسش جدي ضيف الله مايشيب دايم قلبه طري وان عدتي قلتيها مرة ثانية اوريش الشيب المبكر كيف يصير وعلى أصوله بعد
ضحكت حرير بصخب : ايوه ايوه احب يوم تطلع اللهجة الصدقية تكفين كثري منها
حركت تمارا خصلاتها القصيرة لتنطق : أنا وغزل متفقين بنقطة اللهجة نسينا نصها وتطلع وقت الزعل زي الحلاوة
حرير بضحكة : تحفة تحفة والله يوم تزعلين
حرييييير
ضحكت حرير وهي تدس قطعة ثانية بفمها قالت بجدية : كلمني زايد يقول انه مجهز كل شيء حتى الثلاجة معبيها الله يجزاه خير
تمارا بتفكير : الولد ذا محيرني والله يا هو وسيم بشكل يخوف ينطق فخامة بكل شيء إلا الفلوس حافي ومنتف
حرير بضيق : وانتي لا تصيرين قاسية مثل حظه وش يسوي بعد بخته بالدنيا
تمارا ببرود : قاهرني ياختي المفروض يستغل شكله عادي يشتغل مودل فنان اي شيء يدبر نفسه وش حده على ذا الشغل دايم وكرامته ممسوحة بالأرض كل يوم اسمع مديره وهو يعطيه من الهرج اللي يغث ويسم القلب وهو ساكت ومستسلم !
حرير بضيق : ماندري وش ظروفه تمارا بتفكير عميق : بس الولد صراحة عجيب مايتفوت تدرين حرير ان عمره ٢٨ وماعنده اخوان وساكن بالعمارة المقابلة لعمارتنا السكن تابع للمحل اللي يشتغل فيه أمه صغيرة وتهبل دايم اشوفها تمر من شارعنا وتدرين بعد انه ماكمل تعليمه وتدرين بعد ان ماله أهل غير أمه وتدرين بعد ان فوق جماله ووسامته ماله حظ أبد دايم متصفق وكرامته ممسوحة بالأرض لأنه ماينطق بحرف خايف على أمه وواضحة
حرير بذهول : يمه يمه وش بقيتي مقاس جزمته وعطره ووزنه وطوله اصدميني بعد
تمارا بخبث : عطره اعرفه فوق فقره ماعمري شفته بيوم شكله وسخ ومتبهذل دايم يفتح النفس !
حرير بتوجس وفطنة : تمارا وش ناوية عليه
مسحت تمارا خدها بتوتر : ولا شيء عادي ليه خفتي نقضي الطريق ونتسلى بالسواليف عادي
صدت تمارا وهي تتأمل جانب الطريق بتفكير ..
:
:
قرية جبل الهزم
خرج جابر بعد مانفض نعاسه يحمل بيده فطيرة جبن واليد الأخرى حقيبة مفاتيحه تراجع للخلف بخطوتين بعد ماشاهد صحن مغلف حمله لتسقط ورقة مطوية بسرعة جلس على الأرض وفتح الورقة : فطورك وفطور أهلك استحيت اطق بابكم من الصبح ..
ضحك بسخرية هذي قاعدة تفرض نفسها بغرابة دس الورق بجيبه وحمل صحنه وحسنة هذي الجارة طبخها اللذيذ واطباقها المرتبة
خرج للمستوصف وحسناء من شباكها تراقب خروجه
خالة سعدية انتي متأكدة ان جارنا ذا متزوج !
سعدية بتوتر ردت : ايه وليه تسألين
حسناء بعفوية : مادري وجهه نظيف مرة
ضحكت سعدية ومن قلبها لتتكمل حسناء بإحراج : قصدي انه وجه واحد مو شايل بيت وناس ماشاء الله يعني يبرق جمال ونظافة
سعدية وهي تتشاغل بالراديو تدري بحسناء دايم تجيب العيد والأخرى هربت للمطبخ بوجه مشتعل من الخجل وغاضبة من تسرعها وغبائها همست لنفسها : ليتني بالعة لساني ولانطقت
.
.
وصلت حرير بصحبة صديقة عمرها وشريكتها بأغلب مواقفها وقصصها وصلو لأرض الرياض بعد رحلة طويلة مرهقة لتمارا ممتعة وقصيرة بالنسبة لحرير ..

وه مابغينا
حرير وهي تتفقد حقيبتها الصغيرة : الحمدلله على سلامتنا تمارا ناظري شوفي بطل قصة الطريق واقف بيستقبلنا
تمارا رفعت عينها لتهمس : وش جابه ذا كنه صدق قاعد ينتظرنا
نزلت لتقترب منه بعد ماعدلت لثمتها : هلا زايد

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن