23

251 9 0
                                    

أشارت لصدره لتكمل : كانت متخبية ورى ضلوعك لقيت الشخص اللي يشيلها لقيت كيس الرمل اللي تضربه وتكور كل صرخاتك وخيباتك عشان ترميها عليه اضرب أكثر قرب أضرب حاوط عنقها بيديه وصار يعصره دفعها للجدار اغمضت عينها بألم وإختناق وهو صرخ : أمي أمي أمي أمي
ماكان ينطق غيرها فجأة رخت قبضته وفجأة هي هي حاوطت عنقه بيديها لكن مو حضن شدته بقصد تلفت انتباهه وتوعيه : صدقني لو كانت بمكان ثاني كنت قاعد تبكيها أكثر أمك متمسكة بالحياة اكثر من تمسكك فيها انت انقذتها بطريقة ثانية وانت بعيد عنها أحياناً القرب مضره لو كنت حولها وذراعك مكسوره وحيلتك معدومة كنت عشت لحظات أقسى من هاللحظة
استوعب قربها وملامحها ونظرتها الثابتة بالرغم من جراحها استوعب انهياره استوعب حديثها وكيف بالفعل هي صارت كيس الرمل وكيف فرغ انفجاره فيها بطريقة مؤذية لكن بقت صامدة نفس النظرة ونفس الثبات
حررت عنقه لتشد كتفها : رايحة اشوف لي حل ليدي ، احتمال ارجع للبيت وأمك صارت بخير تقدر تدخل وتشوفها
كيف عرفت قبله انها بخير وكيف عرفت ان انهياره كان بسبب أوجاع ثانية ؟
ترك أمه بعد ماتطمن عليها وخرج يبحث عنها
جلس معها بالممر لتخرج الممرضة وتخبرها بوجود كسر طفيف بعظمة الكتف
تمارا : هذا وأنا ماكملت سنة معك كسرت عظامي لو ارافقك طول عمري وش بيصير ؟
ابتسم بسخرية : متعشمة بالعمر الباقي أنتي ؟
كانت متمدده بغرفة العلاج وهو واقف بالقرب منها رفضت المسكن وأصرت تخرج بعد ماتنتهي من العلاج صارت يدها متعلقة بعنقها برباط طبي والمتفرج ينتظر تنزل من السرير رفع العباية ووضعها على كتفيها
هزت رأسها لتخرج كان يتأمل بصمت وهي عرفت تساؤلاته : أقدر اسوق بيد واحدة !
رفع حاجبه لتنطلق خارج المستشفى وهو توجه لأمه ..

.
قرية ساري كلها مستعدة لمراسم زواج قايد ولد راوية بنت الشيخ ضيف الله من ملكة بنت يوسف ولد الشيخ ضيف الله القرية صارت متوشحة بالزينة من قبل ماتدق طبول السعادة ويعلن الزواج الميمون ..
هتاف وهي تركض ناحية غزل وفستانها الحريري بيدها والأخرى منشغلة بكوي فستانها
هتاف : غزل ارفعي راسش بس ثواني شوفي وش اعدل عليه ؟
غزل : قلت لش مية مرة الفستان يزهاش انتي اللي حليتيه مايحتاج تعديل
تأففت هتاف وقالت غزل بتذمر : يا الله ياهتاف مادري متى بتقتنعين انش حلوة ؟ يعني الكل شايف حلاوتش إلا عيونش
تأملت هتاف الفراغ بضياع لم ترد وغزل استغلت سكوتها : عارفة انش تبغين مراية ثانية تثبت لش انش حلوة والمراية هذي بعيون عمي
هتاف : غزل بس خلاص
غزل وهي تمد كم فستانها غيرت جلستها لأنها تكويه بمكوى قديم وعلى الأرض : وهذي الحقيقة هتاف ياقلبي انتي لا تدورين للجمال بعيون غيرش دام ماشفتي نفسش حلوة من تبغينه يثبت لش؟ لوح جامد والا كتاب من مكتبته المغبره والا أقلامه من تبين ؟
غصت هتاف بعبرتها ونطقت : حتى الجدار اللي يفصل بين مكتبته وغرفتنا ليه ماحسبتيه هو اثمن الأشياء ويمكن أقربها لقلبه
غزل وهي مندمجة نطقت : اثمنها لأنه مسافة الأمان اللي تفصل بين قلبش وقلبه
ضحكت هتاف بمرارة : لا هو جزء من المسافة نسيتي الرياض وشنطة سفره مكتبته وأوراقه وأقلامه هي محطة إنتظار ويمكن مقاعد نقطع فيها طول المسافة
غزل ردت وهي ترفع رأسها جهتها لتبتسم : والحين يازوجة الأوراق والأقلام والكتب ممكن تعطيني من وقتش الثمين دقيقة اتركي عتيق اللوح وناظري فستاني
هتاف : يهبل يهبل يهبل خصوصاً اللون
تراقصت عزل بدلال أمامها : وهو أنا اختار شي ومايليق عدوى الجمال نقدر نقول ؟ والا جاور الجميل تصير جميل
ضحكت هتاف : لا تصير أجمل منه والله وردة مادري كيف بقعد من دونش
غزل : خلاص سفرة مكة بتتم عمي ساري حط بصمته وجدي ضيف الله سمعاً وطاعة ..
.
.
قرية جبل الهزم
جابر بعد مغامرته الأخيرة ماقدر يرجع لأهله كيف يخبرهم انه تصرف بجنون وساير تمارا بطلبها المجنون وصار بصفها وشهد على الزواج وتممه ..
زفر وهو يحمل ثوبه الأسود الثقيل على كتفه قفل باب شقته وقبل يخرج من باب الحوش الكبير سمع أصوات غريبة توقف بذهول وهو يسمع همس حسناء الباكي : سويت كل شي تبغينه وماتركتيني بحالي
وصله صوت آخر صوت مو غريب عليه سمعه من قبل : وبتبقين تسوين كل شيء اطلبه وانتي مغمضة عيونش المتضرر ماجد وقبله انتي
بكت حسناء : والله بلعت السر خمس سنين سرق مني السر ذا كل شي بحياتي
ضحكت العجوز بخبث : وبيسرق أكثر وبيسرق أكثر بعد يومين بتسمعين خبر حلو
صرخت حسناء : إلا جودي تكفين إلا جودي ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن