27

248 7 0
                                    

بسرعة التفتت وهي تستدرك شيء وحبها له دايم يخنقها ويحضر بكل وقت ويفرض نفسه : عتيق تكفى لاتآكل من العشا بجهز لك حافظة قبل تطلع اخاف بطنك مايتحمل
ابتسم رغماً عنه وهو معطيها ظهره انعكس منظر ابتسامته في المرآة لكن هي كانت منشغلة لم تلاحظ نطق لأول مرة : ودي احب نفسي واحرص عليها اكثر من خوفك وحرصك علي
نهضت وهي ترتب مكانها بالسرير : المهم حسيت بهالحرص وبالخوف ووصلك الشعور
دخلت الحمام وهو يراقب خطواتها دايم تغلبه بردودها وبتصرفاتها دايم تغلب ظنونه بدأ يتأكد ان الأنثى الجاهلة الناقصة مجرد نظرة وإنطباع منه هو بينما هتاف تصدمه بكل مرة وتخيب ظنونه
.

الرياض ..

تمارا : الف مرة اتصلت فيك ليه تتجاهل وانت عارف ان الشي اللي ابيه ضروري ؟
زايد ببرود يرتب منتجات المحل
نطقت بقهر : أتكلم أنا اترك اللي بيدك وناظرني
رمى الكرتون اللي بيده ليحدث ضجة في المكان وقال ببرود :مليت من المسرحية
عقدت ذراعيها وقالت : نعم عيد ماسمعت؟
زايد : قلت مليييييت !
تمارا : والآلاف اللي انصرفت والجناح اللي ضف فقرك وضف أمك عشان مليت هذي ! قالتها بسخرية وأكملت : عندك مهلة أسبوع بس وتغير طبعك المايل أخذتك بفلوسي يعني ترضخ غصب تسمع
رفع الكرتون اللي رماه عن الأرض وكلامها وتهديدها كان أقل من عادي ماهز أعصابه ولا حرك شعوره لذا اشتعل قهرها هي تحركت لتعيق خطواته لأنه مشى وتجاهلها دفعت يده بغرورها المعتاد وبصوت ثقيل: راجعة للجنوب كم يوم عشان ما يحسون أهلي هناك وبعدها برجع لازم نمدد مهلة الزواج لأن احتاجك شهر ثاني
زايد : وغيره ؟
نبرته الباردة ونظراته الجليدية سببت لها وخز داخلي صدمها من نفسها ومن مشاعرها ليه بروده جرحها ؟
تمارا : تسمع اشبك ناظرني زايد انت بديت تتمادى والشيء هذا مايعجبني تفهم
لاحظ اضطرابها واختلاف لونها وإنطفائها كل هذا لم يحرك شيء لم يغير شعوره ناحيتها : سمعت خلاص تقدرين تسافرين وتتحركين براحة وتطمني انتظرك ماراح اتحرك دام أمي ماتغير وضعها الصحي للحين !
بسرعة تحركت شدت تيشريته من الخلف : شقصدك ؟ ناوي تهرب يعني وأمك هي واقفة بطريقك وضح مافهمت !
لا إله إلا الله قالها بتماسك شد كتفها اللي كسرها قبل مدة : انتي من مسلطك علي من الصبح ؟ ماتملين وانتي حاطة كل الناس بجيوبك اتركيني اتخذ قرار سليم لصالحنا ولصالح زواجنا اللي كان غلط من أصله
تمارا : تمام بخليك الحين لاتقفل جوالك لاتروح أي مكان كلها كم يوم وراجعة تمام ؟
مسحت كتفها وهو لاحظ انه آذاها لكن لم يحرك ساكن نطق ببرود : زين زين اتركيني تمارا
هزت رأسها وهي تشد عبائتها رتبت نفسها وهي تستعد للخروج بعد ماتبعثرت بالكامل ، ليه بجانبه تختلف أطباعها وتضطرب تصرفاتها ليه تتوتر وتخرج كلام تندم عليه بمجرد ماتبعد خطواتها عنه ليه ملامحه تقلب كيانها بالكامل ليه نظرة الحزن ولمحة التعاسة اللي على صفحة وجهه تشتت قسوتها ليه فتاة اللامبالاة تختلف بمجرد القرب منه اسئلة كثيرة خرجت بها من هذا المحل اقفلت باب السيارة رمت شنطتها بالمقعد الثاني بقهر مسحت وجهها بضيق لتنطق : بس تمارا ركزي لا تطيحين بفخ قلبك بس بس ..
.
..
اليوم هو اليوم المنتظر بقرية ساري
زواج قايد وملكة الاهازيج وصفوف العرضة ممتدة بساحة الفرح من بعد صلاة الظهر توقفت العرضات وقت الغداء والضيافة ورجع الطرب يرتفع صوته
بعد صلاة العصر
عتيق وساري وجابر وأديب ضيف الله الجد يتوسطهم كلهم بثياب سوداء ثقيلة بسبب الجو البارد وغتر من درجات البني والبيج كان شكلهم أنيق وملفت أديب بالذات غطى ضيقه ببراعة عالية وصار يتوسط صفوف العرضة بدون توقف
عتيق وهو يضحك همس بإذن ساري : وش جاه الولد نفض ضلوعه ماوقف له ساعة
ساري يراقب أديب مبتسم رد : خله ينبسط وانت بعد انفض ضلوعك والا خايف تطيح منك الحروف وتضيع وتودع الأدب خايف تتناثر القصايد وتضيع منك حرف حرف
ضحك عتيق على تهكم أخوه تقدم منهم ابوسعيد وقال : ودنا نشوف التوأم يتوسطون الصفوف
ساري الضاحك رد : شاعرنا يابوسعيد خايف تطيح منه حروفه
ضحك ابو سعيد وقال : العرضة ناقصها سالم والله ان يهز الملعب هز
جابر كان موجود جسد فقط عقله بمكان آخر لاحظ عتيق لكن سكت رجع أديب وهو يلهث ويضحك بنفس الوقت : هاه ياجدي عساني جملتك وبيضت الوجه
ضيف الله بفخر : مبيضه من أول بس اركد أهل ساري كلهم يرقصون على صوت رجولك اللي غطى على اصوات العرضة ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن