14

8 3 0
                                    

- وطي صوت نَفسِك.
- أهبل دا ولا إيه، دي أعملها ازاي دي؟
- وسمعتك وانتِ بتشتميني، مش أخلاق بنات مُحترمة دي.
الصبر يارب، سكت وانا بغلي واستنيت الست اللي بسببها سامعه السخافه دي كلها، وكمان تسيب الـ phone Speaker مفتوح دي هتبقي ليلة بمبي بمبي بجد.
- اسفة يا وتين ماما كانت عاي...
- انتِ تخرصي خالص، بقي انا اخلاقي مش اخلاق بنات مُحترمة، لاء تمام قوي، قولي لأخوكي ان مش من الآداب التصنت على ما لا يُعنيه.
- اخويا! هو عملك إيه، وغير كدة هو فين يا بنتي أخويا مش هنا أصلًا.
- مش هنا إيه، اومال مين اللي كان بيقول...
- بيقول إيه، وتين انتِ شكل البَرد أثر على عقلك، روحي ارتاحي يا ماما وانا هجيلك بكره اشوف إيه حوار أخويا اللي بيقولك ده.
قفلت الفون وفضلت متنحه شوية، هو ممكن أكون بتخيل؟ للدرجادي صوته معلق معايا؟ لاء أكيد في حاجه غلط منا مش بيتهيألي يعني، مرة النهاردة ومرة من اسبوع ومرة تانية وأنا مستنية نور تحت بيتها لاء كدة أكيد في إنَّ في الموضوع مهو مش عشان هو صوته حلو شويتين تلاتة يبقي أتخيل إنه بيكلمني.

- بلكونة والدنيا بتمطر وانتِ بردانه تاني؟
- تشرب قهوة.
- لسه ساخنة؟
- جدًا.
أخد مني الباقي من قهوتي وكملها، خدت نفس عميق وأنا بغمض عيوني بستمتع بلسعة المطر على وشي والدفىٰ اللي بحسه في وسط برودة الهوا ده، ساعات بسأل هو إزاي المطر قادر يخطف قلبي كده مع إنه بيأذيني، وفي كل مرة بحبه أكتر وأكتر زي ما تقولوا كل ما بيزود تعبي كل ما بيزيد حبه في قلبي.
- تعالي يا مجنونه في حد يقف الواقفه دي.
- انت فصيل اوي يا محمد والله.
- بقي بردانه وكنتي من يومين حرارتك مرتفعه وواقفه الواقفه دي على السور عشان المطر يجي عليكي، اروح اناديلك الست الوالدة تيجي تمسي عليكي.
- خلاص قعدنا، ها ارغي.
- هو لازم ارغي أنا، ارغي انتِ.
- تؤتؤ، أنا معنديش فضول أسأل على أحدهم.
- هو للدرجادي باين عليا.
- محمد يا إبني..
- إبنك!
- ايوا سيبني اكمل، محمد يا إبني كلنا بيبان علينا الشوق والحب، انت ممكن تقدر تخبي إنك جعان عطشان بردان نفسك في حمص الشام لكن الحب ده عامل زي اللعنة لو صابتك إنسى إنك تخلص منه ولو بتتمنى إنك تخبي مش هتقدر، الحب فضّاح عيونك اللي بتلمع لما تشوف الشخص اللي بتحبه، إبتسامتك لما تشوفه بيبتسم، فرحت قلبك لما تلاقيه مبسوط، دقة قلبك العنيفة لما يوجهلك كلام، لما تفتكر تفصيلة حصلت بينكم ولو صغيرة وتبتسم تلقائي، لهفتك لأي تفصيله تعرفها عنه، مش بقولك لعنة.
- وعلى كده صابتك.
- أنا! الحمدلله الذي عافنا مما ابتلى بيه غيرنا.
- طب هي عاملة إيه.
- جاية بكره.
وقف- بجد؟
- إي ده، إي النطه دي، مالك!
- لا بس مقولتيش ليه من بدري.
- اه صح انا نسيت ان النحنوح لازم كل مرة تيجي عندنا الست نور يجري يجبلها شاورما.
- ششش جايه امتي.
- مقالتش.
- خلاص أنا هتصرف.
ومشي، صح المرء يتعافى بأخوه، قبل ما يدخل لقيتني بسأله- محمد هو إزاي كل شوية تتهيألك حاجات مبتحصلش.
لف وابتسم- لو كل شوية بتهيألك نفس الحاجة يبقي ده مش تهيُأ ده يبقي واقع.
إبتسمت له وهزيت راسي فمشي، يعني طلع عندي حق ومش بتهيأ، بس أنا لو حكيتله بتهيأ إيه هيضحك عليا والله.

حكاوي عُدي و وتين . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن