بداية حلوة مرة

53 11 34
                                    

   هل مررت يوما بشعور رؤية شخص يبتعد عنك بسبب ظروفه ، و لأنه هرب من الحياة و تركك من اجل سعادته ، لكنها لم تكن غلطته ، و انت تمنيت له السعادة من كل قلبك ، رغم انك لن تلتقيه ثانية

    ها..... لا ، الفتاة هذا اسمها في قصتها و حياتها و افكارها ، و كل شيء




    كانت الفتاة قد غادرت منزلها التي عاشت فيه و هي في السادسة الآن ، تجد والدها وحده ، انها معه لانها تملك مدرسة لا يمكنها تخطيها ، بينما امها لازالت في المنزل القديم التي كانت تتشاركه مع عمها و ابنه ، امها تحمل اخر ما بقي من المنزل

   ... في  أول يوم في المدرسة ، سعيدة تعيسة ، متوترة متحمسة ، اقنعت نفسها انها سعيدة بالذهاب للمدرسة ، لكن ذهنها لم يخلو من ذكريات منزلها السابق الذي ولدت فيه ... فور دخولها للقسم تذهب الاستاذة لتتحدث مع الأم و تترك الفتاة فوق المصطبة تنظر للطلاب الذي يناظرونها بعيون تساؤل ، حتى تشعر بيد صديقة ....
      - تعالي هنا ، اجلسي امامي
... تشير الصديقة للمقعد الذي قربها ، اجل صديقة ، صديقة فعلا هذا مة اعتبرته الفتاة ، تتبعها بصمت و تجلس قربها ، تقترح الصديقة اللعب بالعجين او الضحك حتى تأتي الاستاذة و تسعد بهذا المنظر

   اوه انتهت المدرسة بسرعة ، كان اب الفتاة بانتظارها في المدخل و فور خروجها بدت تحكي لوالدها عن يومها و يا للمصادفة الصديقة جارة لها و تأخذ نفس الطريق
    - هذه صديقتي ، آية
    - صديقة بهذا السرعة ، جيد
.... كانت الفتاة سعيدة جدا بهذه الصداقة  ، ودعت الفتاة و في اليوم الموالي ذهبتا معا للمدرسة ، تحدثتا كثيرا ، اكتشفت الفتاة ان الصديقة تملك اخا اكبر لكنه لم تره منذ سنوات ، بسبب ان والدها و امها تطلقا و ذهب اخوها لجانب الوالد ، كان مؤلما رغم ان الفتاة لم تفهم كثيرا الأمر و استمرت بمحاولتها ان تكون صديقة جيدة للصديقة
... كانت لحظات جميلة تقضيها الفتاة . بالكاد مر اسبوع ، تتذكر الفتاة هذا جيدا ، آية لم تهد تأتي ، هل هي مريضة ، ليست بخير ، لم تكن الاجابة لا هذا و لا ذاك
     - يا رفاق لنودع آية ، هي قد انتقلت للعيش في مكان آخر حيث والديها ، لقد تصالحا و عادا للعيش معا
... كانت ما سمعته جميلا للغاية و محزنا ، لكن السعادة القصوى طغت على الحزن و لم تسمح بانتشاره ، لم تفهم الفتاة في ذلك الوقت لكن الآن هي تفهم جيدا ، تفهم ان عودة الشخصين المتطلقين تعتبر معجزة في زماننا و هي من ارقى الافعال ، لذلك هي حتى الآن لازالت تتمنى لها السعادة رغم انها لن تلتقيها قط .
    - لتكون بالف خير يا ايتها الصديقة

                                                         ○ 2022 / 11 / 16 ○
                        
      ☆ هناك فصل آخر كتبت فصلين على التوالي ☆

قصص فتاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن