جزء ١ : الوصول

320 6 0
                                    

___________________________________

توماس وارلوك

أيا خطيئتي العظمى... أيا ذنبي الذي لا يغتفر، إني أجلس على كرسي هذا، أستمع لإعترافات الرعايا بذنوبهم، فيما أغرق أنا فيك. أجدني أفكر فيك، في الطريقة التي ينساب بها شعرك بين أصابعي كلما شدتته أجذبك نحوي، في لمعان عينيك حين أهمس بإسمك قبل أن أدفن نفسي داخل أحشاءك. إني مذنب يا ماري... أحدق بآثار أصابعك الموحلة على الحائط حيث إتكأت، و أستمع لصوت أنينك المكتوم الذي لا يزال صداه يتردد بين جدران هذه الغرفة الضيقة. مدنسة هي تلك الغرفة يا ماري... يا عذرائي، يا قديستي الحبيبة. حين تركتني و مضيت... وعيت لثقل الذنب الذي حملته على كتفي، كان بثقل الجبال، بعمق المحيط، بلون النيران. حين رحلت... ذهبتِ و تركتني ألهث كما لو كنت على وشك الموت، شعرت بالإختناق فقمت و صليت يا ماري، مرتديا ثوبي الأسود الطويل هذا... ثوبا لا يزال مدنسا بلمساتك، ركعت في المحراب على ركبتاي أمام إلهي، بركبتاي هاتين اللتان جثوت بهما عند قدميك أشرب من رحيق إنساب على فخذيك... و دعوته أنه يغفر لي بذات الفم الذي لا يزال يحمل بعض لعابك...

إني أبكي لذنبي و أعد إلهي أني لن أعود إلى أحضانك، لكنني أخلف وعدي في كل مرة فأعود إليك، أعود إليك بذات اللهفة و بذات الحنين، ثم أرجع من عندك إليه أطلب الصفح و الغفران...

إني أحترق بنيران تأنيب ضميري يا ماري، فهل تشعرين بالمثل؟ إنك إمرأة متزوجة فهل تشفقين لحاله في كل مرة يطلبك للفراش فتغمضين عينيك تفكرين بي؟ هل تخافين أن يجد بعضا مني لا يزال عالقا بك؟ أم تراكِ تزيلين كل أثر لي ما إن تصلي إلى منزلك! هل تركعين على ركبتيك أمام إلهك تتوسلين الغفران، كما ركعتِ أمامي تتوسلين لي أن أضاجع فمك...
"إني أريدك... أنا أريدك" تهمسين لي فأشتعل, و لا أرى أمامي سواكِ. أسحبك نحوي فتبعدينني عنك... أبعدك عني فتتشبثين بثوبي تسحبينني إليك... أيا عاهرتي الجميلة.

لست أدري يا ماري إذا ما كان الشيطان يسكن جسدك أنتِ أم عقلي أنا, لكنني أدري أن إشتهائي لك خطيئة و أن حبي لك ليس مباحا... فهل سيغفر لنا الرب؟!

________________________________


ماري فاين

عدت من عندك اليوم، عدت إلى منزلي... عدت مدنسة بعدما كنت آمل في توبة تكون أنت شهيدا عليها، إني إمرأة تقية يا توماس، أحمل في قلبي حبا كبيرا لإلهي و إحتراما للكنيسة، فكيف عساني أتحول أمامك إلى عاهرة لا يهمها شيء غير إرضاء غريزتها الحيوانية؟ لا أبالي بكوني أضاجعك في بيت الرب، أندسه بآهاتي الممتزجة بأنينك. لا أكاد أحتمل جلدي يا توم، إنه مشرب بعطرك، يمتلىء بآثارك... أجلس تحت الدش فأحك جلدي بكل ما أوتيت من قوة لأحيله أحمرا، عبثا أحاول أن أزيل بصماتك عني، لا زلت أشعر بفراغ رحمي منذ أن سحبت نفسك مني، لا زلت أحس بيدك تطبق على شفتاي، تخرسني... تدفع بي نحو حائط غرفة الإعتراف الضيقة تلك، فألف رجلاي حول خصرك... أتشبث بك فلا تَتْرُكُنِي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 18, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

bless me, father حيث تعيش القصص. اكتشف الآن