مشتعلة كالجمر... ترقص بحرارة وكأنه لم يتخللها تعب... تنظر بعيناها الحادتان إليه كما لو تدعوه لأن يشاركها، بينما هو جالس وبيده ذلك الكوب الذي يكاد يفرغ، يتجرع منه قطرة قطرة، ومع كل واحدة يتخيل قصة حبهما التي هو ليس متأكدا منها...... توقفت وصفّق الجميع وتختفي بين الحشود وسط الحلبة من خلف الستائر بلباسها الأحمر وكل ماعليها من ذهب.... تعرفون، خلخال، واساور،وسلاسل..... خواتم، أقراط ثقيلة... وما إلى ذلك.... وقف تاركا خلفه صيحات والده «ماكس! عد إلى هنا لم ينتهي الحفل بعد،إلى أين أنت ذاهب؟» ماكس«سأعود... لكن بعد أن أنهي حفلتي الخاصة!» بكل جرأة كل من زوجات وبنات وكبيرات العصابات كل من دبت وهبت فيها صفة الأنثاوية إلتقطته بعينيها من جماله وهيبته طوله و عرضه وشم يده الأيسر بذلته السوداء اللامعة، أجل جديدة ونظيفة لاتتخللها غلطة واحدةحتى... مثالي!... تقشعر لنظرة منه الأبدان... وجدها بعد أن كانت في غرفة الجاريات تبدل ثيابها وتفكر فيه وتحكي لهن عن مدى روعته وإنجذابها إليه.... خطفها دون أن ينبس بحرف يجرها كما تجر الشمس الصباح لائحا لايتمايل ولايغمض جفنا....
«أبي أقدم لك حفلتي..،.... سأشتريها!»
«حقا ياماكس؟ لاتبدو فكرة سيئة إنها راقصة جيدة لابأس في ذلك ستجعلك تستمتع موقن بذلك لذا لك ماشئت شريطة أن تشاركني إياها....»
« سيد ديفيد آثلميين.. يؤسفني أن أُعلمك أن هذه الجارية من ممتلكاتي الخاصة فقط،وأقصد بشرائي إياها أن ذلك سيكون مؤبدا لا مؤقتا!»
دقت طبول العرض التالي لساحر وأسد وأرانب...
بينما لاتزال النظرة بين الأب وإبنه مطولة كل نظرة أظلم من سابقتها أشاح الأب وخسر معركته.. حمل ماكس غنيمته بين ذراعيه وسار بها خارج الملهى نحو السيارة «إلى القصر ياعزيزتي....»
وهما بداخل السيارة.... سألته بكل ثقة:
« إذا غلبتك غريزتك ولم تكن تعني ماتقوله؟»
:«تقصدين كنت ثملا ولم تكن تعي ماتقوله!»
«أجل قد يكون هاذا أيضا لهما نفس المغزى، أيا يكن أنا لست مجانية يجدر بك دفع ثمن كل ثانية تقضيها معي في قصرك وكل رقصة ذهبية أرقصها لك!»
« لحسن حظڪِ أنني لاأمانع ذلك ولاأمانع تواقحڪِ معي أيضا فهذا يميزك عن بقيتڪِ...»
فتحت أبواب القصر ورحبو بإبن زعيمهم ترحيبا لم يكن ينتظره،أخذوا معطفه وغيروا له قميصه للأبيض بادرهم بأن طلب منهم أن يبتعدوا عنه ودخل غرفته تاركا إياها خارجا في غرفة الخدم يبدلون ملابسها لفستان رقص أسود غالي ويعدلون مكياجها وينصحونها بأن لاتتمادى معه لأنه لن يتردد بقطع رأسها.. وهي تشتعل حماسا للقائه....
عاد يرتدي طقما أسودا في أسود كأن خزانته لاتتسع لأي لون آخر إللاّ لِلَونِ قلبه... صرح لهم بإشارة من سبابة يمينه لأن يدخلوها للقاعة، شرعت تتمايل مع أنغام الموسيقى.... فجأة تسارعت خطاها ونبضاتها لرؤيته يخرج مسدسا من جيبه لما سيقتلني أيجدر بي التوقف؟!....، هذا شيء من تسائلاتها الكثيرة! ،..... أطلق النار صوب الباب خلفها بأمتار قليلة تلتها صرختها وتهاويها على الأرض رعبا إعتقدت أنها نهايتها بينما هرع هو نحو ذلك الباب ينظر لأبيه:« للأسف لم أصبڪ هذه المرة أيضا..»
ضحك والده بشدة وقال:«بئسا لك كنت قريبا جدا»
إلتف إليها وهي لاتزال تبكي ولاتشيح بيديها من على وجهها جالسة جلسة w على الأرض.... إنحنى إليها وقال:«وأنا الذي إعتقدت أنه لايستهان بك وذكية؟»
مسحت دموعها وردة:«وأنت لاتخطئ في إعتقاداتڪ ياسيدي.... لكن لم أتوقع أنڪ قد تطلق على والدڪ لذا تأكدت أن الطلقة موجهة لي»
_« لن أطلق عليكِ وأفقدني المتعه، وأيضا صدقتي أنا لاأخطئ في إعتقاداتي لقد شعرتي بمجيء والدي مع أنكي لم تريه سوا لمرة أو مرتين»
_«كلا... لقد رأيته عدة مرات وشاركته هذا القصر قبلا.... هذا المكان خريطة بين عيني»
تغيرت ملامحه وأصبح باردا كما الثلج أمسڪ شعرها بلطف ثم شده بقوة ونبس بقوله:« لم يكن هناڪ داع لذكر ماضيڪِ لي فليس بيني وبينڪِ شيء سوا المال»
قد تظنون أنها صرخت ألما لكنها فقط وجهت نظرتها لعينيه ولو كان ألمها شديدا يكاد شعرها ينفصل عن رأسها وكأنه شعور تعودت عليه أو ربما أنه لاشيء مقارنة بكرامتها التي دسها في قاع تلك القاعة.....
تركها بعد أن طلب منهم أن يعيدوها إلى ذلك الملهى ويدفعو ثمنها وثمن رقصتها التي لم تنهيها حتى....
بعد 3 سنوات عاد إلى الملهى وقام بتفجيره
عرف أنها بِيعت في السوق السوداء بثمن زهيد....
إقتحم المكان المتفحم يبحث عن ناجين ليتسلى بجثثهم
... ولسوء حظه لايوجد..... الغضب يسري في عروقه دمه يغلي غليانا كيف فعلوا بها هذا... هو يشعر بالندم لأنه أعادها.... وكم يمقت شعوره هذا.... تذكر أنه لم يرى مدير الملهى لم يكن موجودا وقت الإنفجار ولابد له أن يموت مهما كان الثمن، فهو السبب، توجه لمنزله، إقتحم المكان، ووجده مع زوجته وأطفاله....، هدده بتمزيق رقبة طفلته البالغة من العمر 6 سنوات إن لم يجب عن أسئلته وينفذ أوامره... ما حيرني أنه رغم غضبه وغليانه فهو يتحكم بملامحه ويجعل منها صلبة وهادئة «من إبتاع عنك تلك الجارية التي أعدتها إليك قبل 3 سنوات؟»
«... ا.... ا.... ا تلك يا سيدي لم يبتاعها أحد هي من قررت العمل عندنا وقررت قبل سنتين التخلي عن الرقص في الملهى لأنه لم يعد يمتعها وقالت أنه إن سأل أحد عنها أُخبره أنها بيعت في السوق السوداء لكي يعتقدوا أنها ماتت وينسوها كراقصة وجارية فقد أذلت كثيرا وتحملت مشاق ومصاعب...»
« إخرس هذا يكفي!» ترك الفتاة الصغيرة أرضا وخرج مسرعا هذه المرة أطلق العنان لغضبه وصرخ.. صرخ عاليا «أين أنت أيتها اللعينة!» طلب من مرافقيه أن يبتعدوا عنه ويتركوه بمفرده لبعض الوقت.... شرد يتذكر رأيتها لأول مرة ويفكر في نفسه كيف أنَّى له أن يهدم ذكرياته معها بمحض إرادته... تُعجِبُه قساوته يحب التحكم في المشاعر وتدميرها حتى لو كانت مشاعره يشعره هذا بنوع من اللذة المتعة الخالصة التي لايدري كيف هو يحملها ويتحملها كعبئ ثقيل إعتاد عليه....
ثم للحظة إلتقتها عيناه في مقهى ترتدي ثيابا عادية ونظارات وشعرها المموج كحلقات أساورها وذكرياتهما القليلة جدا في الماضي.... تقدم يسألها عن إسمها لترده قائلة:
« لست الجارية التي عهدتها.... وليس بيني وبينك شيء إلا المال.... وأنا أيضا أغرقت بحرا فائضا باسوداد قلبك لاتظن أنك الوحيد الذي يحصل على كل مايرغب به!»
رد لها:«لم أأمرڪِ بأن تلقي لي بنكات لامعنى لها أمرتڪِ باسمڪْ...» قال ذلك بعد أن إقترب إليها كثيرا وانحنى إلى أقرب درجة ممكنه لوجهها رائحتها ترسخت في ذاكرته حتما، رئتاه مشبعتان بأنفاسها لانقاش،...وهي بالمثل...، واضح من عيناها الزرقاوتان المجتمعتان بعيناه الغاضبتان......نبست بقولها إسمها وهي ترجف...( كاثولين يا سيدي)
ابتعد عنها واضعا بضع أوراق فوق الطاولة بجانب كوب قهوتها الذي قد بدأ يبرد.....أخذت بهم ورمتهم من خلف ظهره....«أترك شفقتك هذه لنفسك ياابن ميرينا!»
إلتف إليها عائدا «ومن أين لك بهذا القول؟»أمسك بمعصمها يجبرها على أن تفرغ ما في جعبتها من حديث...... لتخبره أنها لم تكن جارية عادية كانت ابنة والده الذي ليس بوالده ديفيد آثلميين كان زوج والدته ميرينا.... التي قبل زواجها به كان متزوجا بأم كاثولين التي هي سمانثا ثم بعد وفاتها بمرض القلب إعتنى به هو و رمى بها للشوارع لأنها ليست مايحتاجه في عالم الفوضى هذا....
إلتف عائدا لقصره يبحث عن ديفيد الذي طالما أراد الفتڪ به، وجده يصارع نمرًا أبيضًا نادرًا فقط بيديه إن هزمه يبيع جلده ويعلق رأسه في غرفته وإن لم يهزمه يدفع إبنه ماكس كزوج لإبنة صاحب هذه الحيوانات المهجنة..... لم يرد حرق الأحداث بعد أن علم بكمية الإثارة في هذه القصة... أراد أن يعرف إن كان هذا النمر المسكين يستحق رؤية وجه ديفيد الحقير حتى بعد وفاته....
لا لايستحق، لذا ضحى ماكس بأحلامه وأمسڪ بمسدسه وقام بالإطلاق على ديفيد وبين ذعر الجميع وصرخاتهم
أمسڪ بسكين يقطع به عنق ديفيد ويحمل رأسه ملطخا بالدماء يركض قبل أن تلحقه الشرطة يبحث عن كاثولين
وكل من يراه يغمى عليه أو يردع الرعب لسانه وكل جسده ولا يجيب لسؤاله..... وجدها بين الشجر تضم رجليها لصدرها وتفكر بعمق ترتدي فستان الرقص الذي رآها به أول مرة إنحنى إليها وقال لها مامن شيء يخيفڪِ
بعد الآن من جعلڪِ تذلين وتذوقين سوء العذاب هنا رمى رأس ديفيد جانبا وأخذ يقبل شفتاها،... هو يعرق قلقا ستصل الشرطة إليه بعد لحظات وتسلب الحياة كاثولين منه مجددا...
وكاثولين لاتكاد تشهق لما لاتستطيع أن تستوعبه.... هي تحبه بشده تحب ماكس أكثر من أي شيء آخر لكنه قتل والدها الذي لم يعتبرها ابنته قَطْ ومجرم أيضا وإستعاد حقها وإنتقم لها بينما هو أيضا أذلها هي حائرة وغارقة في الكوابيس.....
أطلقت الشرطة عليه بأكثر من 8 رصاصات لم تصبه سوا 4 منها، ولابد أن تصيبه فلقد كان سارحا في نعيم سحر الحب، أمسك يدها يركضان ويتغلغلان في الغابة...
أنهكها الركض و خوفها الأكبر كان عليه « ماكس لقد نزفت كثيرا !» وصلَا لأعلى الجرف نظر هو للأسفل ثم إليها وقال لها:« لن أتحمل إبتعادي عنك ثانية وإنني سأفقد حياتي في كل حال من الأحوال.... سأسلبڪ حياتڪ وإنني آسف على هاذا ياحبيبتي كاثولين....لم ترغب بنا الحياة كزوجين يعيشان بسلام»
«أجل ياماكس لقد رغبت بنا كزوجين يرقدان بسلام...» رسمت إبتسامتها التي لم تبتسمها منذ زمن لقد إعتذر منها ولقد إعترف لها ولقد أرادها كزوجة.... هذا يكفيها كآخر حوار يدور بينهما.....
خربت لحظاتهما الشرطة فقد إقتحمت خصوصية قبلتهما العميقة وعناقهما الشديد ودموعها الممزوجة بدمائه... طلبت منهما الشرطة الإستسلام والتوقف لكن كلاهما ردد عبارة :
~أحبك وللأبد.... أحبڪ وليغفر لنا الرب خطايانا... ~
وألقيا بنفسهما من أعلى ذلك الجرف الشاهق .....~ ماكس وكاثولين أرقدا بسلام ~ o(╥﹏╥)o
ʕ ꈍᴥꈍʔ
♡ االنهاية♡
أنت تقرأ
~أُحِبُّكْ وَلِلْأَبَدْ...أُحِبُڪْ وَلِيَغْفِرْ لَنَاْ اَلْرَّبُّ خَطَاْيَاْنَا
Romanceحياة الجارية وإبن زعيم المافيا مختلفة تمامًا.... ومشوقة.... فكيف إنتهت قصة عشقهم المحزنة والمُأثرة؟ مالروابط التي تجمع بينهما؟ مانوع التعقيد الذي عاشاه؟