|🥀 المرجو قراءة النص في مكان هادئ ببطئ وتمعن من اجل الاندماج معه 🥀|
بهدوء اراقب الشارع و السيارات المارة ، من شباك غرفتي حيث اجلس .
بيدي كوب من القهوة و كتاب موضوع على الطاولة امامي ، جل تركيزي على قطرات المطر التي كانت عالقة بزجاج النافذة تسيل وتلتقي لتجمع ببعضها البعض.
تمنيت لو كنت قطرة مطر عالقة في مكان ما ، اتزحلق و اجمع بعائلتي و اقربائي و اصدقائي .
في تلك اللحظة وضعت كوب القهوة على الطاولة وقمت بتغير طريقة جلوسي .
فكرة تمثل واقع حياتي ادركتها الان بفضل قطرة مطر .
انا منبوذة و وحيدة اني كنقطة ماء في محيطات وبحار او حبة رمل في صحراء مليئة بالكتبان الرملية .
هل انا لا امثل اي شئ ووجودي كعدمي ؟
هل خلقت فقط لاكمل ثمانية مليار انسان على هذا الكوكب ؟
امتلئت مقلتاي بدموع و شعرت بلهيب الحزن فيها من شدة دفئها .
بادرت بمسحها بسرعة فلقد عاهدت نفسي الا ابكي مهما كان السبب .فلت ضحكة خفيفة مني لادراكي انني وحيدة منذ نعومة أظفاري فلما البكاء .لم يكن مرحب بي في التجمعات بصفة عامة .
كنت اشعر انني لا انتمي الى اي صنف من البشر .
قطع افكاري صوت بوق سيارة ما لالتفت وارى ما حدث .ولكن لفت انتباهي زجاج النافذة الذي كان قد خلى من تلك القطرات العالقة به ، بستثناء قطرة كانت عالقة على جانب حافته ، تلك القطرة لم تجمع بباقي القطرات امثالها ، وبقيت وحيدة ومعزولة .
لفت هذا انتباهي الى شئ . تلك القطرة كانت مختلفة ، فالمعروف ان من المستحيل ان تبقى قطرة ماء معلقة على سطح ما ، فهي تتزحلق ببطئ وتلتقي ببعضها البعض و تلقى مصيرها النهائي مع اخواتها ، وهو ان تسيل الى حافة ذلك السطح نحو الاسفل .
ولكن تلك القطرات التي لا تجمع باخواتها وتبقى وحيدة تلقى مصيرا مختلفا ، فهي تتبخر او تمسح بمنديل .
ادركت ربما تلك القطرة كانت وحيدة لتكون مختلفة وتلقى مصيرا غير مألوف مثل الباقي .
كذلك انا ، ربما وحيدة لانني مختلفة او لاكون مختلفة ، ربما افكاري و طريقة تفكيري لا تناسب الباقي لذا انا وحيدة .ليس كل وحيد منبوذ وليس كل وحيد تفكيره ممل او ناقص لذا لايرغب في صحبته الناس . ربما يكون العكس ذلك تماما.
ابتسمت بوضوح لادراكي ذلك . اهذت كوب القهوة وحسيت منه قليلا ، وضعته و حملت الكتاب ، لاكمل قرائتي ... وسط هدوء عزلتي 🥀...
La fin .