الفصل التاسع

231 62 39
                                    

على اعتاب بدايات يوم جديد ؛ ومع شروق شمس يوم اجازة نهاية الأسبوع كانت السيدة لي تجلس في غرفتها على مقعدها الهزاز المريح
تحتسي كوباً من القهوة الدافئة متلذذة بها بينما تسرح نظرها عبر النافذة القريبة ؛ تتطاير الستائر الشفافة مع نسمات الهواء العليلة تاركة للشمس مساحة كافية لتفرد أشعتها داخل الغرفة ..
أخذت نفساً عميقاً مستمتعة بذلك الهواء الدافئ الذي خالط رائحة القهوة المنعشة بسرور
لكن ابتسامتها تلك سرعان ما بهتت وتحولت للشحوب وهي تسعل بقوة حتى انها تكاد تفقد انفاسها ..

هدأت أخيراً وأعادت رأسها للخلف تنظر للسقف بعينيها نصف المفتوحتين وهي تمسك صدرها بألم
ملامحها الشاحبة غزاها العرق بغزارة ؛ جسدها منهك ضعيف ، لكن كل ما تفكر به هو ابنها وحفيدتها الذين يشغلان قلبها وعقلها
تخشى ان يتمكن منها المرض وتتركهما بمفردهما على حالهما هذا ، محاولتها بادخال مينا الى منزلهم لم تأتِ بأي ثمار حتى الان ولا تظهر اي علامات تقدم في علاقتهما ومشاعرهما وذلك يؤرقها !

الى متى عليه ان يبقى معتنقاً عناده ؛ الى متى عليه ان يستمر بإهدار حياته متشبثاً بذكرياتٍ ماضٍ أدار ظهره له وتخلى عنه ؟!
لا يمكنها ان تبقى مكتوفة اليدين اكثر وهي تراه يدمر حياته وحياة ابنته بنفسه ؛ هي تعلم ان كليهما بحاجة لوجود مينا ليكتملا وإلا سيظل النقص مسيطراً على حياتهما الفارغة ، ولذلك اتخذت قرارها بأن تعطيهما دفعة صغيرة لعلهما يطردا ذلك الجفاء عنهما ويسيران بخطواتهما نحو مدينة الحب ..

خرجت من غرفتها حالما تمكنت من تمالك نفسها واستعادت قوتها ؛ توجهت نحو مائدة الفطور التي تم اعدادها وانتظرت وصولهما
وخلال وقت قصير كان دونغهي وابنته يجلسان على يمينها بينما كعادتها تأخرت مينا مستنكفة عن تناول الطعام فأرسلت في طلبها

تساءل دونغهي بشيء من الريبة حالما لاحظ ملامح والدته الحازمة : ما الأمر ؛ هل حدث شيء ما ؟

اشارت نافية بهدوء : حالما تصل مينا سأطلعك على ما اريده

انتظر بصمت حتى وصول مينا التي كانت لاتزال في ملابس النوم خاصتها متسائلة بقلق : لقد ارسلتِ بطلبي يا خالة ، أهناك ما تريدينه مني ؟

اشارت لها بالجلوس على المقعد ففعلت بارتباك ؛ وضعت السيدة كلا يديها على الطاولة امامها وسألت بهدوء : ما هي خططكم لليوم بما انه يوم الاجازة ؟

بادر دونغهي بالإجابة أولاً : لدي بعض الأعمال المتراكمة لأنجزها

تحدثت مينا بعد انتهائه متثائبة : اخطط لقضاء يومي في سريري لتعويض ما ينقصني من نوم !

بازدراء علق : اغلقي فمك الكبير ..

لوت شفتيها بغيظ وتمتمت بعبوس : وهل يمكن للانسنان ان يتثاءب وفمه مغلق ؟!

" وَهَج " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن