الفصل الحادي عشر

170 69 48
                                    

ضحك ساخراً من نفسه اكثر من كلماتها : انا رجل فقيد بلا قلب او شعور فما الذي تهذين به ؟

مينا : بل انت رجل مشبع بالعواطف ؛ مثقل بمشاعر لا تعرف على اي غصن تحط بها فكان التحليق عليكَ عسيراً !
كل ما تحتاجه هو ان ترسو على ميناء يتسع سُفُنَك وتنزل حمولتك عليه متخلياً عن قناع البرود الذي تختبئ خلفه فداخلك دافئ متقد كالنار ..

ران الصمت في المكان فلم يجد لديه ما يتفوه به كحجة امام صدق كلماتها التي لامست وتر حقيقة تغاضى عنه طويلاً

أضافت بعد وهلة من صمتٍ موجع كان يقتص من روحها حتى فاض بها شجن الحب واعترفت منفرطة بضعف : هذا الدفئ هو ما اوقعني في حبك ...!

اتسعت نظراته ذهولاً وحدق بها مشدوهاً في حين تقافزت نبضات قلبه متداعية امام كلماتها التي حلت كالزلزال على اراضيه المقفرة
اما هي فظلت ساكنة في مكانها لا تجرؤ على النظر اليه بينما تشعر بعينيه تحيطانها اهتماماً فتابعت بما كان يمليه عليها قلبها من كلمات : لذلك ألا يمكنني ان اكون انا ؛ الشخص الذي يدخل مدائن قلبك ويغير خارطة حياتك ، أيمكنك ان تمنحني مشاعرك تلك ؟!

رقت ملامحه على وقع صوتها الهادئ وهي تستجدي مشاعر هو نفسه لا يعلم ان كان يملك الحق باحتوائها داخل قلبه ام لا
ابعد نظراته عنها وأطلقها في الفراغ ملاحقاً سراب وعدٍ قطعه على نفسه ؛ واوهام خوف فرد بساطه في دواخله فأجاب ببرود قاطعاً اوصال قلبها : لا تفعلي ....

شدت قبضتها على طرف ثوبها بصمت تحاول التماسك دون ان تذرف الدموع امامه او تظهر شيئاً من انفعالاتها وهو يضيف : لستُ رجلاً يمكنك خوض غمار حياته ؛ ولستِ امرأة يمكنني بلوغ فضائها ، لذلك دعي عنكِ هذه المشاعر التي بلا جدوى ولا تتشبثي بحب هالك .

انهى الحوار بينهما بكلماته تلك ونهض من مكانه دون ان ينتظر منها رداً ؛ يعلم انها بحاجة ماسة للانفراد بنفسها بعدما هدم سقف مشاعرها بقسوته فكان لزاماً عليه تركها والمضي في طريقه حتى لا يثقل عليها اكثر .
ولما شعرت بالمكان هادئ يخلو من سواها لم تحرك ساكناً ؛ لازالت عينيها عالقة في الفراغ ويديها تقبضان على ثوبها بقوة تجعده بين اناملها
كلماته اخذت تكرر نفسها في مسامعها ومعها سالت انهار من دموع على وجنتيها تسقي حسرتها واندثار قلبها على ابواب حبه القاصي ..

وسرعان ما انفجرت ينابيع دموعها اكثر واخذت تتدفق كالفيضان مع ارتعادة اطرافها وتغلغل بحة صوتها المكتوم
رفعت اناملها المرتجفة عبثاً تحاول التقاط الجموع الغفيرة من الدموع بلا جدوى فأخفت وجهها بين يديها تبكي بكل حرقة الجوى
اول حب في حياتها انتهى قبل ان يبدأ ؛ اعترافها الصريح تم رفضه ببرودة قارصة وكلمات قاطعة لا مجال فيها .!

" وَهَج " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن