لِمَا اخْتَرْت أَنَا لاعيش هَكَذَا ؟

1.2K 66 28
                                    


⭑لُطفًا، يُرجَى التَصوِيت، و تَرك تَعليقٍ لطِيفٍ لتَشجيعِي⭑

و آخِرِ مَا تَفَوَّهَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يُغْمَى عَلَيْهِ هُوَ " سَاعَدَنِي "

 .كَانَت هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مُوَجَّهَة لاَخَاهِ "سُوهْيُونْ "الَّذِي رَجَعَ مِنْ الْعَمَلِ لتوه . لَكِنْ قَبْلَ أَنْ يَسْتَطِيع سُوبِينْ فِعْلٍ أَيْ شَيّ قَام وَالِدِه بِضَرْبَه الضَّرْبَة الَّتِي أفْقَدَتْه الْوَعيَ.

" هَل تُرِيد الْمُسَاعَدَة أَبِي؟" قَالَهَا سُوهْيُونْ بِكُلّ هُدُوء كَمَا لَوْ أَنَّ أُمَّهُ لَمْ تَكُنْ مَيْتَة إمَامِه و أَنَّ أَخَاهُ الصَّغِير تَمِلأُه الدِّمَاء أَثَرُ ضَرْبٍ وَالِدِه لَه. "كَيْف سَتُسَاعِدُنِي؟" قَالَهَا وَالِدِه و هُو يَبْتَسِم اِبْتِسَامَةٌ جَانِبَيْه . رَدّ سُوهْيُونْ عَلَيْه "سَاُسَاعِدُكَ بِالتَّخَلُّص مِن جُثَّة أُمِّي و مَا إلَى ذَلِكَ" ضَحِك سُوهْيُونْ و جُونْغْ تَايْ و قَامَا بِحَمْل جُثَّة الْأُمّ و حَرْقُهَا كَمَا لَوْ أَنَّهَا لَيْسَتْ أُمِّ سوهيون أَوْ زَوْجَةٍ جُونْغْ تَايْ . .

سُوهيُون لَيس كَما يَظنُّه سُوبِين، فَبالنِسبةِ لسُوبِين، كَان أخَاهُ هُو قُدوتهُ، أمَلهُ، و أفضَل مَا قَد يَكُون. لَكنَّه لَم يَكُن يَعلَم، أنَّ قُدوتهُ هَذهِ لَيست إلَّا حَثالةٍ بَشريَّة، كَوالدِه تمَامًا..

اسيقظ سُوبِينْ بَعْدَ عَشْرِ دَقائِقَ مِن غيبوبته , فَتْح عَيْنَاه لَكِنَّه لَن يَجِد أَبَاهُ أَوْ أَخَاهُ وَلَا حَتَّى أُمِّه وَجَد فَقَط دِمَاء أُمِّه الَّتِي تَسْوَدّ الْأَرْض بِاَكْمَلِهَا. لَمْ يَسْتَطِعْ حُبِس دُمُوعُه أَكْثَرَ مِنْ هَذَا، كَان يَصْرُخ و يَبْكِي بحَسرةٍ يَشعُر بنَفسه ضَائعٍ فِي مَكانٍ لَا ألفةَ لهُ فِيهَا، شَخصٌ غَير مُرغوبٍ فِيهِ.. و يَسْأَل نَفْسِه "مِنْ بَيْنِ كُلِّ النَّاسِ فِي الْعَالَمِ لِمَا اخْتَرْت أَنَا لاعيش هَكَذَا؟"

هَدأ قَليلًا بَعد أَن أقنعَ نَفسهُ بأنَّ لكلٍّ حَدثٍ سَبب، و هُو مُتأكِّد أنَّ والدَتهُ التِّي لَا يَعلم إِن كَانت حيَّة أَم ميِّتة لَن يرُوق لَها رُؤيتهُ مُدمعًا هكذَا. قَامَ بالاستِحمامِ و الخُلودِ للنَومِ.

 اسْتَيْقَظَ سوبين قَرَابَة السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ بِسَبَب مُنَبِّهَه , ذَهَب لِكَي يَسْتَحِمْ لَكِنَّه سَمِع قهقهات وَالِدِه و أَخَاه شَعْر بُغْضِه فِي قَلْبِهِ أَرَادَ أَنْ يَلْكُمَهُمْ لَكِنَّه تجاهلهم و دَخَلَ الْحَمَّامَ، خَلَع مُلَابَسَة كَانَ كُلٌّ جَسَدِه مُغَطًّى بِكَدَمَاتٍ أَثَرُ ضَرْبٍ وَالِدِه لَه , نَظَرَ إلَى وَجْهِهِ "عَلَى الْأَقَلِّ لَم يَقْتُلْنِي كَمَا فَعَلَ بِأُمِّيّ" عَلم أنَّ أمَّه لَم تَعد مَعهُ بالفِعلِ حَيث استَرق السَمع لِحديثِ والِده و سُوهيون. قَالَ هَذَا بِصَوْتٍ خَافِتٍ و دَخَلَ فِي الْمِيَاهِ لِكَي يَسْتَحِمْ.

خَرَجَ مِنْ الْحَمَّامِ و لَبِس مُلَابَسَة المدْرَسِيَّة , كَانَ عَلَى وَشْكِ الْخُرُوجَ مِنْ الْمَنْزِلِ دُون تَنَاوَل الْفُطُور " تَعَال لِتَنَاوُل الْفُطُور " قَال سُوهْيُونْ بِصَوْت حَازِمٍ قَالَ سُوبِينْ بِصَوْت عَلَى وَشْكِ الِاخْتِفَاء " لَا أُرِيدُ شُكْرًا " شَعْر بِيَد تَمَسُّكَه بِقُوَّةٍ مِنْ كَتِفِه حَرَّكَ رَأْسَهُ لِكَي يَرَى مِنْ هَذَا لَكِنْ قَبْلَ أَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرَى مِنْ هَذَا ضَرَب جُونْغْ تَايْ وَجْه سُوبِينْ و قَال بِصَوْت قَوِيٌّ جَعَل جَسَد سُوبِينْ الْمُلْقِي عَلَى الْأَرْضِ يَرْجُف "تنَاوَل فطورك أَنَا أَمَرَك أَيُّهَا الْأَحْمَق!"

لَمْ يَكُنْ لِسُوبِينْ خِيَارٌ غَيْرُ أَنْ يَأْكُلَ و الدُّمُوع تَتَجَمَّعُ فِي عَيْنَاه، كَانَ يَسْمَعُ أَبَاه و أَخَاه يَضْحَكَانْ و يَتَحَدَّثَان بِسَعَادَة شَعْرٌ أَنَّ الْجَمِيعَ كَانَ سَعِيدُ إلَّا هُوَ، بَعْدَ أَنْ تَنَاوَلَ طَعَامِه خَرَجَ مِنْ الْمَنْزِلِ، بَدَأ يَتَمَشَّى وَحْدَهُ فِي الطُّرُقِ الكئيبة كَان يُفَكِّر فِيمَا حَدَثَ فِي الْبَارِحَة , كَان يُفَكِّر بِكُلّ شَيّ إلَى أَنْ وَصَلَ إلَى الْمَدْرَسَةِ.

لَم يُرِيد دُخُول الْمَدْرَسَةِ فَهُوَ بِالْفِعْل يَتَعَرَّض لِلْتَّنَمُرْ فِيهَا، كَما أنَّ حالتَه النَفسيَّة و البَدنيَّة لَا تتًساعدَه، و لكنَّهُ يعلَم بالفِعل أنَّ عَدم ذَهابه للمَدرسةِ سَيجعَل وَالدهُ يَتعرَّض إلَيه أكثَر فأكثَر. باختِصار، هُو يتهرَّب مِن المَنزِل عَن طَريق المدرَسة. لَمْ يَكُنْ لَهُ خِيَارُ سِوَى دُخُول الْمَدْرَسَة غَصْبًا عَنْهُ، دَخَلَ الْمَدْرَسَةَ و إذَا بِمُتَنَمِّرْ الْمَدْرَسَة "بَايِكْ جُونغ سَو" و صَدِيقِه الصَّدُوق "هِيُون جَي هِيُون" يتوجان نَحْوِهِ كَانَ سُوبِينْ يُشْعِر بِالْعَجْز كَان مُتْعِب كَانَ يُرِيدُ فَقَط الْعَيْش بِسَلَام "تَعَال مَعَنَا إلَى السَّطْح" قَالَهَا هِيُون و ضَحِك بايك، ذَهَب سُوبِينْ إلَى السَّطْح و أَوَّلُ مَا تَلَقَّاهُ عِنْد ذَهَابِه لِلسَّطْح كَان ضَرَبَه قَوِيَّةٌ عَلَى بَطْنِهِ جَعَلَتْه يَنْبَطِح أَرْضًا مِنْ شِدَّةِ الْأَلَمِ، كَانَ هَذَا الْمَشْهَد مَضْحَكٌ بِالنِّسْبَة لِبَايْكْ و هِيُون . بدأو بِضَرْبَة بِقَدَمَيِّهُمْ و كَان سوبين يَتَأَلَّم، فِي الْحَقِيقَةِ كَان يَسْتَفْرِغ دَمٌ مِنْ فَمِهِ.

هُو هَالكٌ لَا مَحالَة.






طَبْعًا خَلَص الْبَارْتْ حَاوَلَت أَطْوَل الْبَارْتْ أَتَمَنَّى عجبكم و أَتَمَنَّى تِكْتِبُونْ تَوَقُّعَاتْكُمْ لِلْبَارْتْ الْجَايْ .

Cold Hands || YB ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن