«مَكشُوف»

1K 88 30
                                    

ضغطَ على شفتيهِ بِـ أسنانه، وَ اخذَ بِـ ارتداء السُترة السوداء فوق ملابسه السوداء كَذَلِك، وجدَ مِن السهِل ارتداء ذات اللّون وَ حسب.

انظارهُ قد وقعت على الشيطان الذي كانَ أعلى الطاوِلة، وَ يلتهِم التُفاحة بِنهم وَ ما ان لاحظ إنظاره حتى بادلهُ مُبتَسِماً. فَـ اخفض انظارهُ سريعاً لِيلتقط محفظته وَ يحشرها بِجيب بِنطاله.

" الى إين انتَ ذاهِب الان؟"

تسائلَ الشيطانُ بِهدوء وَ اخذَ قضمةً كبيرة مِن التُفاحة التي شارَفِت على الانتهاء، فَـ عبسَ عِندما اخذَ اخر قضمةٍ مِنها.

" لِلتمشي "

" الوقت مُتَأخِر."

" ليست بِمُشكِلة."

تَمْتم بِخفوت، وَ اخذ بِخطواتهِ لِخارج المطبخ وَ حتى باب الخروج، وَ شعر بِه يتبعه، لِهَذا تنَهِد بِخفوت.

كانَ يسير بِبطئ، وَ بالٍ شارد، وَ الاغربُ مِن هَذا كُون هيوَنجِين بقى صامِتاً كَذَلِك حتى قطعَ الصمت فجأة.

" بِماذا تُفكِر؟ "

هزَ مَينهُو رأسهُ نافياً، وَ توقف أمام آلة البيع، لِيشتري قهوة مُعلَبة.

" قهوة الان؟ كيفَ ستنام؟ "

تجاهَّل كلامه، وَ اخذَ بِتجرُع القليل أسفل أنظار الاخر العابِسة.

" لا يُهم، المُهم ما اُريدهُ الان "

طرَفت عينيّ الشَيْطان لِوَهله شاعِرًا بِالغرابة مِن مَينهُو الان، رُبَما كانَ قليلُ الاعتناءِ بِذاته، وَلَكِنهُ نادراً ما اتبعَ رغباته. هَذا ما سببَ لهُ بعض الحيرة.

فَـ اخذَ بِالسير معه بِصمت لِم يعتد عليهِ البشري، أثرَ إعتياده على صخب الشيطان وَ ثرثرتهُ الدائمة.

انتَهِت النُزهة سريعاً، عائدينَ لِلمنزل، كانَ الشيطان يتحدث بِبضعة اشياء عشوائية وَ مِن ثُمَ يصمُت، ليسَ مِن عاداته، وَلَكِن لِم يشغُل باله بِهَذا.

نزعَ سُترته لِيتفاجئ حينَ شعر بِذراعيهِ تحاوط خِصره، وَ رأسهُ يستقرُ على كتفه، توقف عِن الحركة وَ استمعَ لِانفاس الاحِمر البطيئة.

" لا اُحِب رؤيتكَ حائراً وَ حزينًا مَينهُو. اخبرنيّ. هِل تحتاجُ شيئًا؟ "

صوتهُ كانَ هادئاً وَ مُطَمئن، وَ ضغطت شفتيهِ بِقُبلة على جِلد رقبته، ما جعلَ الاخر ينتفضُ بعيداً عِنه.

" فقط اختفيّ مِن أمامي "

تجعدت ملامِح الشيطان بِعدِم رِضى وَلَكِنهُ سُرعانَ ما ضحِك، ضحكَ بِعلوٍ وَ اقتربَ خطوة ناحية الاخر.

" استطيعُ رؤيتكَ بِالكامِل مَينهُو، قلبكَ مكشوفٍ ليّ "

نابضه قد نبضَ بِرأسه، حينَ اقترب الشيطان خطوةً أُخرى، وَ اخذَ يلعق شفتيهِ بِبطئ وَ يُحرك اصابعه بِحركة انسيابية وَلَكِنهُ ابتعد وَ استدار لِيَختَفيّ بِذات الثانية.

قد انقشع تارِكاً بعض حبات الرَمِل الأسود مُتَاطيرة في الهواء، وَ كأنهُ لِم يُوجَد.

تنَهِد مَينهُو بِـ انزعاج بسيط فَهوَ لِم يتوقع بِأنهُ سيختفيّ حقاً. في هَذهِ الليلة بقى أسفل اغطية سريره، وَ النوم لَم يزُره طيلَتَها.

* **

360 كِلمة

عدد الكلمات زي الزاوية ذيك، يضحك

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

عدد الكلمات زي الزاوية ذيك، يضحك.

الكاهِن وَالشَيْطان ~ هيوَنهُو ✔︎ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن