36

234 7 0
                                    

عتيق : بطلع الغرفة اتطمن عليها من وصلها من جابها وكيف جات؟
ساري : قصة طويلة المهم روح شوفها وأنا بلحق العيال اتطمن على غزل
لا تروح وانا جاي هنا صادفتهم محولين للمستوصف غزل ناسية غرض هناك بيمرونه وبيرجعون
ساري تنفس بإرتياح يومين مرت ثقيلة جداً على عائلته وعلى عتيق بالذات ..
اندفع عتيق للغرفة ليشاهد جسدها الممد على السرير نائمة بسلام بعد معركة عصيبة من معاركها الغامضة التي تجابهها بين فترة وأخرى وهو يقاسمها الضياع ويعيش معارك داخلية مع ضميره وقلبه زفر وهو يقترب من السرير رفع اللحاف لتغمره رائحتها زفر وهمس : حاولت لكن دايم يجي اللي يسبقني عليك الجواب اللي تدورينه بعيوني لقيته اقترب من اذنها وهمس بحرقة : ماهو حب اللي نعيشه اعتياد يوم واحد من دونك زعزع كياني بس قلبي بمحله ماتأثر بالمعركة
لف وجهها ناحية وجهه مرر ملامحه على قسمات وجهها النائم واغمض عينه
مرت لحظات لتداعب غفوته حركة رموشها وصوتها المبحوح : عتيق انتظرتك كثير ليه طولت علي؟
لم يتحرك لم يفتح عينه نطق : تعبتي بكيتي كثير؟
هتاف : ماكنت احس بتعب كثر ماكنت احس بضياع ماعشت شعور انك تركض داخل كابوس مربوطة رجولك لكن تركض مقطوع نفسك ومع كذا ماوصلت للطريق الصحيح بنفس المكان ماتحركت
عتيق ووصفها اشعره بالإختناق : ومع كذا المكان اللي تركضين فيه أضيق من خرم الإبرة وطويل ماله نهاية ومحفوف بخوف ؟
هتاف بصوت ضايع من بحة التعب : مثل ماقلت كابوس ..
شدت كفوفه مررت اصابعها وشبكتها بأصابع يدينه نطق وهو لازال مغمض عينه : آسف لأني طولت
شدت يدينه أكثر : المهم وصلت
اقتربت اكثر لتضع رأسها داخل صدره بالقرب من أضلعه ويدينها لازالت مشبوكه بيدينه إحتضان عميق تلاشى الخوف وتلاشى المرض وتلاشى كابوسها المرير بين ضلوعه وهو تلاشى تأنيب الضمير وخوفه عليها وهي الآن محتضنه يدينه وتتوسط صدره ...
.
.
قايد العريس متوتر من اللقاء الأول أو بالمعنى الأدق الإقتراب ، صادفها لأكثر من مرة لكن لم يسمع صوتها كان يراقب من بعيد لم يفوت نظراتها الغاضبة ولا صمتها الدائم في حضوره !
بعد طلب البتول تفقد والدته وتأكد انها بوضع مريح دخل غرفته القديمة ببيتهم القديم الملاصق لبيت خاله يوسف نزع ثوب العرس وبألم كبير قدر يخفيه تذكر ليلة الأمس بعد ما انزلقت قدمه ليسقط من طوله على الحجارة القاسية لازال يجهل مصدر جرح كتفه العميق جداً وبقعة الدم الواسعة اللي لونت ملابسه الداخليه لم ينتبه لها او بالأصح لم يعيرها إهتمام انتهى من استحمامه لكن النزيف عاد، رحلة سفر طويلة ، رحلة بحث استمرت ليوم لتنتهي رحلته المرهقة بجرح عميق ونزيف لم يتوقف انفجع من كمية الدم ماذا يفعل ؟
لف جرحه بمنشفة جديدة بالكاد عثر عليها وخرج

ملكة العروس نزعت فستان العرس ومعه نزعت مخاوفها من أول لقاء وحدث هتاف بالرغم من قساوته كان المنقذ لقلقها ، حاولت ترتيب ماتبعثر من أفكارها لم تصل لوجهه آمنة لكن سيطرت على غضبها والمرارة التي لم تفارقها منذ أسبوع ..
حفصة وهي تحاول ترميم الزينة التي أُفْسدت بالأمس : ملكة صدقيني الفستان الأبيض أحلى
ملكة وهي مستسلمة لحفصة : خلاص لا تضغطين علي المهم لبست فستان لو أسود اللون مايفرق !
حفصة وهي تعبث بالفرشاة : إلا يفرق ونص وبعدين ليه يتصبح بفستان أسود مو كافي عليه اخترب عرسه حرام ملكة
ملكة وهي تمسك يدين حفصة وتدفعها خارج الغرفة : خلاص انتهت المهمة توكلي هو بيتصبح بفستان أسود وانتي صبحتيني بصداع
ضربت الباب بوجه حفصة وحفصة رمشت عيونها بصدمة لتصرخ من خلف الباب : ملكة جهزت مبخرة حطي عود عشان هو بعد يتصبح بصداع وايه صح ابتسمي لو كذب باي
ملكة وبالرغم من ضيقها وارتباكها غزت مبسمها طيف إبتسامة داعبتها وغيرت جوها المتعكر انتهت من زينتها وفتحت باب الغرفة تستعد لإستقبال عريسها لإستكمال زفافهما المبتور !
البيت فاضي وساعات الصباح الأولى انقضت والظهر صار قريب البيت خالي بيتهم تصميمه قديم لكن أنيق صغير يناسب عائلتهم الصغيرة الشمس ترسل جدايلها مع شبابيك الصالة الكبيرة والهواء البارد دخل مع أشعتها صالة صغيرة بأثاث فاتح اللون مفروشة بسجاد من درجات الأبيض والبيج ممر يوصل للمطبخ مع زاوية أكل بجلسات أرضية بيت دافئ لم يتغير جماله مع مرور السنين
كانت تفكر بحال والدها الآن لكن لم يمهلها تتعمق بأفكارها دفع الباب وهي اخفت شهقة الخوف
تقدم بخطواته وعينه بجهه واحدة نقطة اللقاء عينيها ! لكن نظرة الغضب القديمة اختفت وحل محلها نظرة جديدة لم يميز شكلها ولونها بعد لكن ميز الجمال الذي احتل مكان الغضب ومكان مشاعرها التي لم يفسرها بعد عروسه متوشحة بفستان أسود عارية الأكتاف انحناء خصرها الدقيق المصقول بأنوثة خارقة تفاصيل جسدها التهمها بنظراته

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن