43

199 8 0
                                    

تعمد يدس حروفه اللطيفة بين حروفه العفوية عشان لا ترتبك وبالفعل نجح : قايد انت تحس بالشعور اللي قاعدة اعيشه من أمس ومو قادرة اطلع منه ؟
دس قطعة حلوى بفمه وتلذذ فيها شرب قهوته وهي تناظره فتحت فمها بدلال وغنج مبهج : اتكلم أنا
مدد ظهره بإرتياح على الكنب : قصدك شعور السلام اللي نعيشه كلنا مو بس انتي
هزت رأسها لينطق : لأنك ماسمحتي للمخاوف تطلع ولا جبتي العيد بأول يوم والسبب بعد الله بالجرح ذا
ضرب كتفه وكشر بألم ونطق بتلاعب :الصراحة انقذنا !
ملكة وهي تلعب بالخاتم وتحركه بأصبعها تذكرت تهديداتها ماقبل الزواج وغضبها وكل شيء تلاشى بمجرد ماوضعت عينها بعينه اختفى كل شيء وبالرغم من كل شيء حالة السلام لم ترضيها !
قايد قرر يكتفي بالحديث العفوي وبتأملها من بعيد يدرك انها تعيش حالة مؤقتة يدرك انها تخفي غضب وعدم رضا قرر يعطيها مساحتها الخاصة وقرر يراقبها ويكتفي بالنظر وهذا الشيء بالنسبة له في غاية المتعة !
.
.
الليلة مرت على بيت ضيف الله بثقل ومرارة وصدمتهم بوحيد خلفت شرخ واسع وصدمتهم بنادر الأب أكبر وأكبر
جود بحضن جابر ملاذها الجديد الخوف سكن على اكتافه وحسناء الليلة صدمتها وخسائرها مضاعفة دخلت هنا وعشمها بماجد كبير وثقتها عالية وآمالها بالإستقرار توسعت لكن انهدم كل شي على رآسها وصارت هي المذنبة وها هي الآن تجر حقيبتها وتجر هزيمتها ودموعها غرق بها نقابها طاقتها قربت تنتهي ومقاومتها بدت تضعف زاد قهرها وهي تسمعهم يمنعونها من الخروج وتسمع نبراتهم صوت ضيف الله : البعيدة ماهي خارجة من ذا البيت إلا وهي على ذمتك
كيف نأمنها كيف تربي بنت رمتها على الناس كيف تضمنون انها بترعاها وتحافظ عليها
بيت شريفة بيت بلاوي وفضايح ومصايب هالمرة عار كيف رضيت يانادر تربطها بوحيد وكيف ترضى تربطها بولدك الثاني
كلمات صفية ابتلعتها لا تملك حق للرد ابتلعت الإهانات
ماجد وعينه على الجدار البني وكلماتهم اللاذعة بحق والدته مثل سوط تجرح بها قلبه وانكوى لم يحرك ساكن لكن الدمع سال وفضح مقاومته فجأة شعر بدفا لذيذ داهم حربه الضروس مع خيبته وغمرها فتح عينه ليرى رأسه يتوسد كتف جابر وكتفه الثاني كان ملاذ لجود
جابر : لاتحمل نفسك خطية ولاينزل لك دمع بأسبابها أنت ماعمرك حسيت بالنقص لاتحس فيه الحين

ماجد وهو يهتز بحضن جابر لم يرد قوته خارت وحسناء ثنت رجلها بالقرب من ماجد سحبته من كتف عمه : جودي ماما طالع عيوني تذكر الأيام اللي تجيني فيها ندمان وتبكي وش كنت أقول ؟
ابتسم ماجد بسخرية : ضاع كل شيء نسيته !
تكفى إلا النظرة هذي حتى صوتك لايتغير علي تبغاني أموت ؟
ضحك وتدفق دمعه من جديد : انتي خلاص صرتي مثل الأموات لو قدرتي تجمعين الفتات من نفسك لمي الصورة من جديد ولمعيها لكن المكسور مايرجع
بس ؟ هذي آخر حروفك؟
نهضت بحدة : انت اخترت وانت قررت لا ترجع عند رجولي تبكي مثل كل مرة
دخلت المجلس وماجد ينتفض بمكانه لكن شعوره الجديد ناحية أمه لم يتغير !
..
أشرقت الشمس بحلتها الجديدة على قرية ساري
ساري قرر يأخذ غزل المنهارة لمكة حيث والدتها اخذ صفية الأم وضيف الله يريد الإبتعاد بهم قدر الإمكان ..

تمارا قررت ترجع للرياض وهي تحمل بحقيبة سفرها صورة والدها الجديدة صورة رمادية مشوهه كسر جديد خلفه بعد رحيله الصادم تمارا من أمس وهي ممسكة دموعها لم تنفجر بعد صامتة طول الطريق وحرير خايفة من صمتها !

البتول واخواتها وسهم خرجو من نفس الطريق لأرض مكة بعد مارفضت ام قايد السفر قررت تبقى بالجنوب بعد مااخبرها قايد ان خاله بيستقر بالجنوب بعد ما استقرت صحته قررت تبقى بالقرب منه

وصلت تمارا للرياض وطوال الرحلة لم تنطق بحرف رمت حقائبها بممر المدخل وخرجت وحرير قدرت صمتها لم تلح ولم تسأل عن سبب ضيقتها حرير دخلت تستحم وتمارا خرجت للسيارة بلا وجهه ..

اما زايد للتو ينتهي دوامه المسائي بالمحل دس مفاتيحه بجيبه وصار يتمشى على الرصيف بيده كوب شاي والجو دافئ نوعاً ما استوقفته نغمة جواله ليرد وصله صوتها الثقيل ونبرة الغرور المعتادة : وينك ؟
زايد : بالرصيف اتمشى !
تمارا : زايد لا تلاعبني قلت وينك ؟
وصلها صوت الهوا لكن لم تصدق تريد ان تفرغ كتلة الغضب بأي شخص وزايد هو الشخص المناسب
نطقت بسرعة : قريب من المحل ؟ لا تتحرك جايتك ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن